عبدالله ( 23 سنة ) - العراق
منذ سنتين

أحاديث عن الامام أمير المؤمنين عليه السلام

قال أمير المؤمنين عليه السلام (أفضل الطاعات الزهد في الدنيا ) ما هو مفهوم الزهد وكيفية الواحد يزهد في آلدنيآ ودمتم في رعاية صاحب الزمان


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الزهد لغة : ذكر ابن فارس في معجمه، أن الزال والهاء والدال من لفظة الزُهْدَ أصل يدل على قلّة الشيء, والزهيد : الشيء القليل. وكذلك الزهد هو الإعراض عن الشيء وتركه لا احتقاره لتحرجه منه أو لقلته, والزاهد :العابد، والزهادة في الشيء خلاف الرغبة فيه، وأخذ أقل الزيادة، والزَّهدُ: القدر اليسير. المعنى الاصطلاحي وردت عدّة تعاريف لمعنى الزهد وكلها تصب في معنٍ واحد : الزهد هو الإعراض من متاع الدنيا وطيباتها. ويقال زَهِدَ في الدنيا: ترك حلالها مخافة حسابه، وترك حرامها مخافة عقابه. وأيضا الزهد :هو صرف الرغبة عن الدنيا وعدم إرادتها بقلبه إلا بقدر ضرورة بدنه. وورد عن الشيخ محمد تقي بهجت في كتاب الناصح أنّ الزهد هو: أن تملك نفسك، وتراقب إِذْنَ الله تعالى في كلِّ فعلٍ وتَزكٍّ. جاء عن أمير المؤمنين (ع): الزهد كله في كلمتين من القرآن، قال تعالى: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾. الزهد في الروايات عرّفت الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) حقيقة الزهد في الإسلام : فعن أمير المؤمنين (ع):«من لم يأْسَ على ما فات ولم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه». وعنه آیضا: «الزهد تقصير الآمال وإخلاص الأعمال». ومن فوائد وثمار الزهد في الدنيا أنّه: يهوّن وقع المصيبة على قلب المرء: فعن رسول الله (ص) :«من زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات». الزهد يورث الحكمة: عن رسول الله(ص) : «يا أبا ذر إذا رأيت أخاك قد زهد في الدنيا فاستمع منه فإنه يلقى الحكمة». الزهد سبب تنزّل الرحمة: عن الإمام علي(ع) : « ازهد في الدنيا تنزل عليك الرحمة» الزهد يُبصّر المرء بعيوب الدنيا : عن أمير المؤمنين (ع):« ازهد في الدنيا يبصرك الله عيوبها». وايضا ان بعض العوام لا يعرفون حقيقة الزهد في الإسلام، فيظنون أن الزهد ترك الدنيا بالمرة، و اختيار العزلة و الانزواء دائم، و هذا أمر لا يقره الإسلام، بل الزهد في درجة عالية من تهذيب النفس و قصر الأمل، قال النبي صلى الله عليه و آله«ليس الزهد في الدنيا لبس الخشن، و أكل الجشب، و لكن الزهد في الدنيا قصر الأمل». و إلى هذا المعنى يرجع قول أمير المؤمنين عليه السلام:«الزهد كله بين كلمتين من القرآن، قال الله سبحانه:لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم فمن لم يأس على الماضي، و لم يفرح بالآتي، فقد استكمل الزهد بطرفيه». و قد رأى أمير المؤمنين عليه السلام بعض أصحابه يترك الدنيا و يلبس العباء و يترك الملاء يذمه و يرشده إلى حقيقة الحال، كما في قصة عاصم بن زياد و أخيه الربيع. كما روى سبط ابن الجوزي عن الأحنف بن قيس، أنه قال:جاء الربيع بن زياد الحارثي إلى علي عليه السلام فقال:يا أمير المؤمنين، إعدلي على أخي عاصم بن زياد، فقال:ما باله؟فقال:لبس العباءة و تنسك و هجر أهله. فقال عليه السلام:علي به.فجاء و قد ائتزر بعباءة و ارتدى باخرى أشعث أغبر.فقال له:و يحك يا عاصم!أما استحييت من أهلك، أما رحمت ولدك، ألم تسمع إلى قوله تعالى:و يحل لهم الطيبات أترى الله أباحها لك و لأمثالك و هو يكره أن تنال منه، أما سمعت قول رسول الله صلى الله عليه و آله:«إن لنفسك عليك حقا؟!»الحديث. فقال عاصم:فما بالك يا أمير المؤمنين، في خشونة ملبسك، و جشوبة مطعمك، و إنما تزينت بزيك، فقال عليه السلام:«و يحك، إن الله فرض على أئمة الحق أن يتصفوا بأوصاف رعيتهم، أو بأفقر رعيتهم، لئلا يزدرى الفقير بفقره، و ليحمد الله الغني على غناه».

5