أحمد محمد ( 14 سنة ) - السعودية
منذ 3 سنوات

الفاسق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من هو الفاسق؟ و ماهي صفاته؟ وهل الفاسق يدخل النار؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا نجيب عن سؤالكم بعدة نقاط : ١-معنى الفسق لغة وإصطلاحا: الفِسقُ في اللغة هو خروج الشيء بكيفية مُسبِّبَةٍ للفساد . قال الراغب الإصفهاني : فَسَقَ فلانٌ : خرج عن حجر الشرع ، و ذلك من قوله : فَسَقَ الرُطبُ ، إذا خرج عن قشره . و هو ـ أي الفسق ـ أعَمُّ من الكفر ، و الفِسْقُ يقع بالقليل من الذنوب و بالكثير ، لكن تُعُورِفَ فيما كان كثيراً ، و أكثر ما يقال الفاسق لمن التزم حكم الشرع و أقرَّ به ثم أخَلَّ بجميع أحكامه أو ببعضه " . فمعنى الفسق في المصطلح الشرعي هو خروج الإنسان عن حدود الشرع و إنتهاك قوانينه بالسيئات و ارتكاب المحرمات ، و مثال ذلك ما جاء في القرآن الكريم بالنسبة إلى إبليس حيث خرج عن طاعة الله عزَّ و جَلَّ . قال الله عزَّ و جَلَّ : ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴾ . و المقصود من قوله : " فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ " خروج إبليس عن طاعة الله و عصيانه لأمر الله عزَّ و جَلَّ . كما أن المقصود من قول الله تعالى " و أما الَّذِينَ فَسَقُوا " في الآية التالية : ﴿ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ ، هو أن الذين خرجوا عن حدود طاعة الله ـ أي الإيمان و العمل الصالح ـ هم الفاسقون . ٢-علامات الفاسق: من الطبيعي أن تكون للفاسق سِماتٌ يُعرف بها و تُمَيِّزَهُ عن غيره ، و قد سُئل نبينا المصطفى محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) عن هذه السِّمات فأشار إلى أبرزها ، و قال : " ... المزید و أما علامة الفاسق فأربعة : اللهو ، و اللغو ، و العدوان ، و البهتان ... " . ٣-عاقبة الفاسق: إن من أهم العواقب السيئة للفسق هو الحرمان من الهداية و التخبط في وادي الظلال ، و إلى هذه الحقيقة يُشير القرآن الكريم في مواضع كثيرة ، منها : 1. قول الله عزَّ و جَلَّ : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ ﴾. 2. قول الله تعالى : ﴿ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾. 3. قوله جَلَّ جَلالُه : ﴿ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ . ٤-جزاء الفاسق : يُشير القرآن الكريم في أيات عديدة إلى أن الله عذَّب أقواماً في عالم الدنيا لفسقهم و أنزل عليهم البلاء و انه سيُعذِّب الفاسقين في عالم الآخرة أيضاً ، و من تلك الآيات : 1. قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ . 2. قال الله جَلَّ جَلالُه : ﴿ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ﴾ . 3. قال عَزَّ مِنْ قائل : ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ﴾. 4. قال الله تعالى : ﴿ واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ . 5. قال الله سبحانه : ﴿ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ﴾ . 6. قال عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ . إلى غيرها من الآيات . دمتم في رعاية الله

5