ان الادلة على احقية مذهب اهل البيت متعددة وهي:
#اولاً: نصوص الإمامة لاهل البيت عليهم السلام
اولا : الأدلة في إثبات إمامة أهل البيت عليهم السلام : إن النصوص المروية عن الرسول ( ص ) في إمامة أهل البيت على الأمة من بعده كثيرة ، نورد هنا أشهرها :
فمن صحيح مسلم ، بسنده عن زيد بن أرقم قال : " إن الرسول ( ص ) قال : " ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وإني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله فيه الهدى والنور ،
فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به . . وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي " ( صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضائل علي ج 5 ص 272 ط دار الشعب بشرح النووي . ) .
ومن صحيح الترمذي ، بسنده عن جابر بن عبد الله قال : " رأيت رسول الله ( ص ) في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصوى يخطب ، فسمعته يقول : يا أيها الناس ، إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي " ( صحيح الترمذي ج 2 ص 308 ) .
وهذا الحديث لو لم يوجد غيره لكفى في إثبات أحقية مذهب الشيعة الذي يوجب التمسك بأهل البيت عليهم السلام بالإضافة إلى الكتاب الكريم ، حيث نجد في هذا الحديث أمر الرسول صلى الله عليه وآله واضحا في أتم صور الوضوح بالتمسك بأهل البيت عليهم السلام من بعده ، وإن هذا التمسك بالإضافة إلى الأخذ بالقرآن الكريم هو شرط النجاة وعدم الضلال .
# ثانيا : الأدلة في إثبات عدد الأئمة ( خلفاء الرسول صلى الله عليه وآله ) :
لقد أخبر المصطفى صلى الله عليه وآله أن الأئمة أو الخلفاء من بعده هم من قريش وأن عددهم اثني عشر ، وأخرج البخاري في صحيحه بسنده
عن جابر بن سمرة : " قال : سمعت النبي ( ص ) يقول : يكون اثنا عشر أميرا ، فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي إنه قال : كلهم من قريش ".
وفي صحيح مسلم : " لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثني عشر خليفة كلهم من قريش ".
وفي مسند أحمد بسنده عن عبد الله بن مسعود ، أنه قال : " سئل رسول الله ( ص ) بشأن الخلفاء ، فقال : اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل.
والاثني عثر أميراً هم الأئمة أو الخلفاء بعد الرسول صلى الله عليه وآله والذين ينحدر نسلهم منه ، وهم نفس المقصودين بالأحاديث الصحيحة أعلاه .
ولعل هذه المسألة تعد من أكثر المسائل التي حار فيها علماء أهل السنة ، ولم يستطيعوا تقديم تفسيرا موحدا أو مقنعا يحدد ماهية هؤلاء الخلفاء الاثني عشر ، والذين تتحدث عنهم الأحاديث الصحيحة الكثيرة المتواجدة في صحاحهم ، حتى أصبحت هذه المسألة لغزا محيرا عندهم ، حيث أن تفسيراتهم يشوبها الاضطراب ، وغالبا ما تصل إلى طريق مسدود من حيث عدم انطباق عدد ( اثني عشر ) على أي مجموعة من الخلفاء ، ابتداء بالأربعة الأوائل ومرورا بالأمويين والعباسيين والعثمانيين ، وهل هم منتخب من أولئك جميعا ؟
ففي الوقت الذي نرى فيه حيرة أهل السنة بحل لغز الخلفاء الاثني عشر ، وتجاهل الكثيرين منهم الأحاديث الصحيحة الساطعة الدالة على ذلك ، فإن طائفة الشيعة الإمامية أتباع أهل البيت النبوي قد وضعوا النقاط على الحروف بما يتعلق بهذا الشأن ، وبينوا أن المقصودين بالأحاديث السابقة هم الأئمة الاثني عشر من أهل البيت النبوي ،
# ثالثا : الأدلة في استخلاف علي بن أبي طالب عليه السلام :
كان فيما سبق بيان الأدلة في إثبات إمامة أهل البيت وعدد الخلفاء منهم الذين نص الرسول صلى الله عليه وآله باستخلافهم على الأمة . وفيما يلي الأدلة على استخلاف النبي صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام ، وهي إضافة لما سبق من شواهد قطعية تثبت ذلك . وخصوصا حديث الثقلين .
ومن أشهر ما روي في استخلاف علي عليه السلام هو ما عرف بخطبة الغدير بعد الانتهاء من حجة الوداع في السنة الحادية عشرة للهجرة ، حيث أعلن رسول الهدى على الملأ ذلك بقوله في نهايتها كما روى الترمذي بسنده عن زيد بن أرقم : " من كنت مولاه فعلي مولاه ".
وقد أخرج ابن ماجة جزءا من هذه الخطبة المسهبة في صحيحه بالسند عن البراء بن عازب قال : " أقبلنا مع رسول الله ( ص ) في حجته التي حج ، فنزل في بعض الطريق ، فأمر للصلاة جامعة ، فأخذ بيد علي عليه السلام ، فقال : ألست أولى
بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، قال : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه ، قالوا : بلى ، قال : فهذا ولي من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه ، اللهم عاد من عاداه ".
وفي مسند أحمد بن حنبل بسنده عن البراء بن عازب أيضا قال : " كنا مع رسول الله ( ص ) في سفر ، فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا : الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله ( ص ) تحت شجرتين ، فصلى الظهر وأخذ بيد علي عليه السلام ، فقال :
ألستم تعلمون أني أولى المؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ! قالوا : بلى ، قال : فأخذ بيد علي عليه السلام فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، قال : فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك ، فقال له : هنيئا لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة " . إن هذا الحديث اشتهر باسم " حديث الغدير " نسبة إلى وقوع هذه الحادثة في مكان يسمى " غدير خم " قرب مكة ، وهو مما لا يستطيع
أحد أن يشكك في روايته ، حيث إنه روي في كثير من كتب الحديث عند أهل السنة ، وحتى أن بعض العلماء قد أخرج له أكثر من 80 طريقا من طرق أهل السنة فقط .
ويظهر من الأحاديث السابقة أن الرسول صلى الله عليه وآله قد أشهد المسلمين على ولايته عليهم عندما سألهم : " ألستم تعلمون بأني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ . . . ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ "
ويفهم أنه من يمتلك صفة ( أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) لا بد وأن يكون قائدا للمؤمنين كما كان فعلا الرسول صلى الله عليه وآله قائدا ، وعندما قرن بينه وبين علي عليه السلام بهذه الصفة بقوله : " من كنت مولاه فعلي مولاه " يكون قد أعطى صفة القيادة من بعده لعلي عليه السلام .
والشيعة يحتفلون كل عام في الثامن عشر من ذي الحجة بهذه المناسبة ويسمونها بعيد الغدير .