السلام عليكم
أمي تصرخ علينا كثيرا واحيانا تتنمر علينا او تقوم بالصراخ والتلفظ بألفاظ لا تليق بأعمارنا ونحن محاطين ببيوت اعمامنا ويكون صراخها اما على التنظيف اي نحن نقوم بالتنظيف كل يوم لاكن قد يتأخر وقت التنظيف وذلك بسب ان لدينا دوام ومدرسة وتعب وعندما اتكلم معها واقول ان هذا غير اسلامي وهو يعتبر تشهير ويضر بنا من الجانب النفسي والاجتماعي ( وتكون نبرتي بشكل جدي اي اني في تلك الحالة اكون مقهورة ولاكني لااصرخ فقط اتكلم دون مجامله وبشكل واضح)نعم فهي تعتبرتي عاقه تبدأ أحيانا بالدعاء علينا...فما هو واجبي؟
وصراخها هذا يأثر علينا نفسيا واجتماعيا وحتى من ناحية الزواج
و شكرا لكم دمتم في رعاية الله
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
نجيب عن سؤالكم بعدة نقاط :
النقطة الاولى:
الواجب على الولد تجاه أبويه أمران:
* (الأول): الإحسان اليهما، بالانفاق عليهما إن كانا محتاجين، وتأمين حوائجهما المعيشيّة، وتلبية طلباتهما، فيما يرجع الى شؤون حياتهما في حدود المتعارف والمعمول حسبما تقتضيه الفطرة السليمة، ويعدُّ تركها تنكراً لجميلهما عليه، وهو أمر يختلف سعة وضيقاً بحسب اختلاف حالهما من القوة والضعف.
* (الثاني): مصاحبتهما بالمعروف، بعدم الإساءة اليهما قولاً أو فعلاً، وان كانا ظالمين له، وفي النص: «وإن ضرباك فلا تنهرهما وقل: غفرالله لكما» .
هذا فيما يرجع الى شؤونهما. وأما فيما يرجع الى شؤون الولد نفسه، مما يترتب عليه تأذي أحد أبويه فهو على قسمين:
(١) أن يكون تأذيه ناشئاً من شفقته على ولده، فيحرم التصرف المؤدي اليه، سواء نهاه عنه أم لا.
(٢) أن يكون تأذيه ناشئاً من اتصافه ببعض الخصال الذميمة كعدم حبه الخير لولده دنيوياً كان أم اَخروياً.
ولا أثر لتأذي الوالدين إذا كان من هذا القبيل، ولا يجب على الولد التسليم لرغباتهما من هذا النوع. وبذلك يظهر أن إطاعة الوالدين في أوامرهما ونواهيهما الشخصية غير واجبة في حدِّ ذاتها.
و يجوز للولد أن يناقش والديه فيما لا يعتقد بصحته من آرائهما، ولكن عليه أن يراعي الهدوء والأدب في مناقشته، فلا يحدّ النظر اليهما، ولا يرفع صوته فوق صوتهما، فضلاً عن استخدام الكلمات الخشنة.
النقطة الثانية:
لا يوجد هناك حل حقيقي إلا الصبر على هذه التصرفات، الصبر الجميل، وأن نعلم أن هذه أمنا، وأن منزلة الأم عظيمة، وأن الجنة تحت قدميها كما ورد في كلام النبي الكريم محمد (ص)، وأننا مطالبون بإكرامها والإحسان إليها غاية الإحسان، كما أمر الله تبارك وتعالى، ولذلك قال الله تبارك وتعالى: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} ونحن مطالبون بالإحسان غاية الإحسان للوالدين، بل إن النبي (ص)بيّن أن حق الأم أولى من حق الاب عندما سُئل : (أي الناس أحق بحسن صحابتي يا رسول الله؟ فقال: أمك ثم أمك ثم أمك).
وصيتنا لكم بالصبر الجميل وعدم إزعاجها وعدم الإنكار عليها، ولكن لفت نظرها إلى التصرفات التي قد تُزعج، وتنبيهها بلطف ورقة وحنان، ثم بعد ذلك الدعاء لها بأن يصلح الله تبارك وتعالى حالها، وأن يحسن أخلاقها، واعلمي أن هذا ابتلاء وامتحان واختبار ، ولعل الله تبارك وتعالى أن يعافيها ببركة دعائكِ أنتِ وأخواتكِ، أو على الأقل يرزقكم الصبر و الحلم والأناة وسعة الصدر والتماس الأعذار لها.
وتأكدي أنها لو كانت قادرة على التغيير لغيّرت، ولكنها لعلها أصبحت عاجزة عن ذلك، إما لعدم قدرتها على ذلك أصلاً أو لاعتقادها أنها على صواب.
أسأل الله تعالى أن يصلح أخلاق أمكم وأخلاقكم وأخلاقنا جميعًا كما أحسن خلقنا، وأن يؤتي نفوسنا تقواها، وأن يزكها هو خير من زكاها، هو وليُّها ومولاها.