logo-img
السیاسات و الشروط
( 15 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

الامر بالمعروف

سلام عليكم صادفني موقف وهو شخص شاف كدامة ناس دتروج لافكار تافه أجلكم الله وهي انو المرأة بكيفها شنو تسوي وانو لازم نساويها بالرجل اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً ف هو اجة نهاهم عن هذا الشي ومقبل بي والأشخاص الي جانوا ديروجون لهذه الافكار اهانوا وصرخوا عليه وقالوا انو عن المسئول عن هذا المكان راضي بافكارنا ( باعتبار ان الموقف حصل مع زملائه في العمل) وطردوا من المكان الي كانوا يتكملون بي فهو حزن جداً وحتى بكى من قسوة الكلام فهل رب العالمين راح ينطي اجر لان راد يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ وهل اذا دعى عليهم حتى الله سبحانه ياخذله حقة منهم عادي؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته بغض النظر عن المسألة المطروحة في السؤال نجيب عن سؤالكم فيما يخص الامو بالمعروف و النهي عن المنكر بعدة نقاط: ١-ان النصيحة في الاسلام ليست ترفا فكريا او اجتماعيا بل هي واجبٌ وفريضة، يجب على المتمكن ان يقدم عليها وهو غير معذور ابدا حتى ولو كانت هناك صعاب. فلابد من إختيار الاسلوب الامثل للنصيحة ثم يختار المكان والزمان وقبل كل شيء عليه ان يكون ­­­قد قام بدور الناصح لنفسه والا لا نفع من نصحه للناس وينطبق عليه {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ.. } من يبدأ بنصح الناس قبل نفسه واهله يفقد مصداقيته ولا يُقبل منه. وقد ورد عن علي(ع): "إن أنصح الناس أنصحهم لنفسه، وأطوعهم لربه". ثم على الناصح أن يصبر، اذ حث الاسلام الناصحين على ضرورة الصبر وتحمل ردود الفعل ممن قد لا يعون أهمية النصائح التي توجه إليهم.. أو يعتبرونها إساءة وانتقاصاً من مواقعهم أو تعليماً عليهم، فيصدونهم. وقد حث الأئمة الآطهار (ع) على النصيحة وبيان أساليب النصيحة وأثرها في بناء المجتمع فقد ورد عن الامام علي(ع) ينصح : "يا أيها الناس اقبلوا النصيحة ممن نصحكم وتلقوها بالطاعة ممن حملها إليكم، واعلموا أن الله سبحانه لم يمدح من القلوب إلا أوعاها للحكمة ومن الناس إلا أسرعهم إلى الحق". ولم تمرّ الشريعة على النصيحة مرور الكرام، بل أعارتها اهتماماً خاصّاً، فالتناصح إن لم يكن بالطريقة المناسبة، فقد يتحوّل لعداوات أو تصارع بين المتناصحين، لذا أورد الإمام زين العابدين عليه السلام له فقرة كاملة، في رسالته رسالة الحقوق، حيث قال عليه السلام: "حقّ المستنصح أن تؤدّي إليه النصيحة، وليكن مذهبك الرحمة له والرفق به، وحقّ الناصح أن تليّن له جناحك، وتصغي إليه بسمعك، فإن أتى الصواب حمدت الله عزّ وجلّ، وإن لم يوافق رحمته، ولم تتّهمه وعلمت أنّه أخطأ، ولم تؤاخذه بذلك، إلّا أن يكون مستحقًّا للتهمة، فلا تعبأ بشيءٍ من أمره على حال" ويتذمّر البعض من الأشخاص الذين يتوجّهون إليهم بالنصيحة، والأولى أن يقدّر هؤلاء الناس الذين يبذلون لنا كلّ الخير ممّا علمتهم إيّاه الحياة، أو اكتسبوه في عمرهم المليء بالتجارب، فهم أفضل الناس بالنسبة لنا، وهم من يدلّنا على الصلاح بدون منّة أو مقابل، ووصيّة أهل البيت عليهم السلام لنا أن نحبّ هؤلاء الناس، فقد جاء في الرواية عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: "ليكن أحبَّ الناس إليك المشفق الناصح" وكما يفترض بالمرء أن يقوم بنصح الآخرين فإن عليه أن يكون على استعداد لتقبل نصيحتهم، لأن النصح هو مهمة متبادلة، وبهذا يتحول المجتمع كله إلى مجتمع التناصح أو ما يعبر عنه القرآن الكريم بالتواصي بالحق {وتواصوا بالحق}. ومما يؤسف له أنّ الكثيرين من الناس لا يتقبلون النصيحة إلاّ إذا كانت من نوع المدح لهم والإشادة بذواتهم أو توافق مصالحهم وأهواءهم، مع أنّ من ينصحك ولو بنقدٍ يوجهه إليك أو يرشدك إلى خطأ ترتكبه هو أفضل بكثير ممن يمدحك ويداهنك ويكذب عليك ويزين لك الأمور ويصفق لك على الدوام، فعن الإمام الباقر (ع): "اتبع من يبكيك وهو لك ناصح ولا تتبع من يضحكك وهو لك غاش" ، وفي حديث آخر: "أحب أخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي" ، وفي المثل: "صديقك من صَدَقَكَ لا من صدّقك". ٢- الله سبحانه وتعالى يجازي الإنسان على نيته ، فإذا كانت نيته الدفاع عن الإسلام ومبادئه السامية فحتما سيجازى عن ذلك ، مع مراعاة شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإذا لم تكن نيته كذلك فلا يجازى عن ذلك بل قد يقع في أمور محرمة كالرياء أو غير ذلك. ٣-يجوز لك الدعاء على من ظلمك ،نعم ورد في بعض الروايات أفضلية نبينا وأئمتنا (عليهم السلام) على باقي الأنبياء من جهة عدم دعوتهم على أقوامهم كما حصل من نبي الله نوح مما يدل على أفضلية هداية الناس على الدعاء عليهم ولكن هذا في حدود انتفاع الناس بالهداية ومع عدم انتفاع الناس بالهداية فان النبي والائمة(عليهم السلام) وان لم يدعوا على قومهم لكنهم قاتلوهم وحاربوهم حتى يدخلوهم في الاسلام فتحصل الهداية لهم فالهداية وان كانت افضل من الدعاء عليهم بالهلاك الا انها قد توصل بعضهم الى الموت مع وقوفهم في طريق هداية الاخرين .