logo-img
السیاسات و الشروط
أم محمد ( 46 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

تفسير القرآن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة هل للرسول الأكرم(ص) وآل البيت عليهم السلام تفسير كامل للقرآن كتفسير الميزان مثلآ ام لا؟ وماالسبب؟ وفقكم الله


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته نجيب عن سؤالكم بعدة نقاط: النقطة الأولى : إن النبي الأكرم (ص) وأهل البيت (عليهم السلام) قد فسروا القرآن الكريم ، فبدأ التفسير وبيان معاني ألفاظ القرآن وعباراته من عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وكان هو المعلم الأول للقرآن الكريم وتوضيح مقاصده وحل ما غمض من عباراته، قال تعالى ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾وقال: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾وفي عصر النبي وبأمر منه اشتغل جماعة من الصحابة بقراءة القرآن وحفظه وضبطه، وهم الذين يسمون بـ"القراء". وبعد الصحابة استمر المسلمون في التفسير ولازال حتى الآن فيهم مفسرون. النقطة الثانية : يعتقد المفسرون إنَّ من وظائف النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالإضافة إلى تلقي الوحي وابلاغه تفسير القرآن الكريم،اعتمادا على الآية 44 و 64 من سورة النحل،ولذلك اعتبر مفسرو الشيعة وأهل السنة أنَّ الأحاديث التفسيرية الواردة عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم من أهم وأوثق التفاسير للقرآن إن ثبتت صحة انتسابها للنبي (ص)،واعتمادا على حديث الثقلين اعتقد الشيعة أنَّ الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام من مصادر تفسير القرآن بالإضافة للأحاديث النبوية. ولكن على الرغم من أهمية الروايات التفسيرية يعتقد المفسرون بوجود روايات موضوعة بين الروايات التفسيرية لأهداف عديدة أما بهدف إعلاء مكانة أحد الصحابة أو للإستنقاص من مكانة أحدهم،ومن الأمثلة على الروايات الموضوعة التي ذكرها بعض المفسرين كالطبري والبخاري الرواية الموضوعة في شأن نزول الآية 113 من سورة التوبة، والتي ورد فيها أنَّ أبا طالب والد الإمام عليعليه السلام مات مشركا، مع أنَّ كل من الطبري والبخاري يعتقدان أنَّ أبا طالب توفي قبل ثلاث سنوات من الهجرة وأنَّ هذه الآية نزلت في السنة التاسعة للهجرة،ويعتقد بعض المحققين أنَّ أمثال هذه الروايات الموضوعة كانت من وضع اليهود وقد أطلق عليها المسلمون اسم الإسرائيليات. النقطة الثالثة: هناك تفاسير نسبت لأهل البيت (عليهم السلام) كتفسير الامام علي (ع)وتفسير الامام الصادق (ع) وتفسير الإمام العسكري (ع) وقد نوقش في صحتها ، ومع ذلك فكان لأهل البيت (ع) دور بارز في تفسير القرآن، فعن الإمام علي (عليه السلام): يا أيها الناس اتّقوا اللَّه ولا تفتوا الناس بما لا تعلمون، فإنّ رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله) قد قال قولا آل منه إلى غيره، وقد قال قولاً من وضعه غير موضعه كذب عليه، فقام عبيدة وعلقمة والأسود وأناس منهم فقالوا: يا أمير المؤمنين فما نصنع بما خُبّرنا به في المصحف؟ قال (عليه السلام): يُسئل عن ذلك علماء آل محمّد (عليهم السلام)) وعنه (عليه السلام): (ما نزلت آية إلا وأنا علمت فيمن نزلت وأين أنزلت وعلى من نزلت، إنّ ربّى وهب لي قلباً عقولاً، ولساناً طلقاً) وعنه (عليه السلام): (سلوني عن كتاب اللَّه فإنّه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، أو في سهل أم في جبل). النقطة الرابعة: يعتقد الشيخ محمد هادي معرفة وهو أحد المحققين في علوم القرآن ومن المفسرين المعاصرين أنَّ أهم وأكثر التفاسير القديمة هي ما كان معتمداً على الروايات التفسيرية، وأما التفاسير المعتمدة على البعد الفلسفي، أو كان بعدا كلامياً أو أدبياً فهي قليلة،ومن أهم التفاسير الروائية من وجهة نظر الشيخ محمد هادي معرفة: تفسير العياشي: ومؤلفه محمد بن مسعود العياشي، من فقهاء الشيعة في القرن الرابع الهجري، وهو استاذ محمد بن عمر الكشي، العياشي في تفسيره نقل الروايات الواردة عن أئمة أهل البيتعليهم السلام بسندها الكامل. تفسير القمي: وهو منسوب لعلي بن إبراهيم القمي، فقد قام تلميذه أبو الفضل العباس بن محمد الذي يرجع نسبه للإمام الكاظم (عليه السلام) بتأليف الكتاب ونقل الروايات عن علي بن إبراهيم وجمعها مع تفسير أبي الجارود،لا يوجد معلومات كافية عن مؤلف الكتاب أبو الفضل العباس بن محمد سوى أنه من تلامذة علي بن إبراهيم وأنَّه كان علوي النسب،لايوجد الكثير من الإشكلات حول هذا التفسير إلا أنَّه نقل بعض الروايات الضعيفة السند. جامع البيان: ومؤلفه محمد بن جرير الطبري، وهو من مفسري أهل السنة، عُرف الطبري على أنه (أبو علم التفسير) و(أبو التاريخ) نظرا لسعة اطلاعه وموسوعيته واستقصائه لآراء السلف وأقوالهم، بذكر الأسانيد العالية، ولكنه أكثر في النقل فخلط بعض الغث الهزيل ولا سيّما جانب الإسرائيليات فقد أكثر من نقلها.

2