( 19 سنة ) - العراق
منذ سنتين

التوبة و اليأس

ألسلام عليكم ورحمة الله وبركاته... انا وبسبب كثرة توبتي ورجوعي الى الذنب وسوس ابليس الملعون الي فقال انك تضحك على الله في توبتك وقد اصبحت منافقا لا يقبل الله منك بعد الان فصدقت ما قال ويأست من رحمة الله وفعلت ذنب وهو الاستمناء لأنني قلت ان الله لا يغفر لي لاكن يشهد الله ان ابليس اراد ان انكر الخالق وانكر النبوة فلم استسلم له ابدا ونطقت الشهادتين جهارا ولعنت ابليس واراد ان افعل الكبائر لكنني لم افعلها والحمد لله اريد جواب من سماحتكم اني نادم على هذا اليأس واريد التوبة فهل يغفر الله تعالى ألي وقرأت حديث للامام الصادق عليه السلام انه قال من زعم بان الحرام حلال فقد خرج من الاسلام وانا من هذا الحديث هل خرجت من الاسلام لا سمح الله ارجو جوابكم واني اعيش في حالة يرثى لها ...


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم اخي الكريم في تطبيقكم المجيب ان رحمة الله تعالى اعظم حتى من ان نتصورها فهو القائل تعالى: ((وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ))(سورة الأعراف، آية 156). وكيف ما كانت الذنوب فلا يياس من رحمة الله تعالى فالله تعالى يقول: ((قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))(سورة الزمر، آية 53) فجميع الذنوب ماخلا الشرك فانه تعالى يغفرها وكما تفضل جنابكم الكريم ان الشيطان الذي طرده الله وكان عند الله رجيما يريد ان يضلل الناس ويجعلهم يكفرون فانه اخذ على نفسه ان يضلل عباد الله فقد ((قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ))(سورة الحجر: آية ٣٩-٤٠). وعلينا ان نكون حذرين بما فيه الكفاية حتى لا نقع في شباك ابليس والذنوب التي يرتكبها الانسان عليه ان يتخذ الخطوات الصحيحة في تركها والابتعاد عنها فهذه الذنوب هي في الحقيقة في ضرر الانسان فان الله تعالى لشدة حبه لنا بين لنا بعض الافعال المجرمة والتي فعلها يسبب المفسدة للانسان ومنها هي العادة السرية فانها محرمة لوجود مفسدة فيها فلو قلت لك مثلا اشرب هذا العصير وكان جميلا وشهيا ولكن لو قلت لك اني وضعت فيه السم فهل ستشربه بل هل تفكر اصلا في شربه بالتاكيد لن تشربه وتتعجب لو شخص اخبرته بان فيه سم ومع ذلك يشربه اكيد تصفه بالجنون وانا معك هو مجنون ولكن ليس هو بل كثير من الناس يعلمون بان العمل محرم ومع ذلك يقدمون عليه مع ان المفسدة التي في بعض المحرمات اشد من مفسدة السم على البدن وعليه اخي الكريم لابد ان نكون واعين جيدا وان نتعامل مع الذنوب بحذر لان الله الذي يحبنا يريدنا ان لا نضر انفسنا بهذه المفاسد واعلم ان كل ذنب له مقدمات توصل اليه او لا اقل توغل فيه فابتعد عن اي مؤثر يؤجج الشهوة ويشعلها فيك من صور مثير او مقاطع مثير او اشخاص سواء اصدقاء او غيرهم يتكلمون في اشياء تثير الشهوة ولابد من تهيئة الروادع بان مثلا تصوم بالاسبوع يوما او يومين وايضا تشغل نفسك بالامور النافعة كالرياضة او القراءة للكتب الدينية او التاريخية او حتى لو روايات نافعة او متابعة البرامج النافعة والهادفة او المشاركة في هيئات خدمية في العتبات او غيرها او تطوير المهارات كالخط او الرسم او الكتابة او غير ذلك فاذا فعلت هذه الامور ستجد نفسك تسير بخطا ثابتة ولا تجد وقتا حتى التفكير في هذه الامور المحرمة وسوف ترتقي وتكون افضل وافضل إلى ان ييسر الله لك الزواج وتكون في احسن الاحوال مع كل هذه المهارات والابداعات. وكلمة اخيرة لكم اخي الكريم اعلم ان الله ارحم بنا من امهاتنا فلا تجعل الله في نظرك اقل من ذلك فهو ارحم الراحمين وهوالذي سبقت رحمته غضبه وان رحمته تملأ القيامة حتى ان ابليس يمد عنقه للرحمة الالهية والله تعالى غفار للذنوب مادام العبد يسعى دما ان يكون في طاعة الله فان غلبته شهوته فلا يترك الله بل على العكس علينا ان نزيد من طاعتنا فاذا اذنبت فانا اذهب واصلي واقرا القران واطلب منه العفو فقد غلبتني شهوتي وانت ارحم الراحمين واطلب منه ان يعينني على طاعته وسوف ياتي اليوم الذي اهجر كل هذه الذنوب واتغلب عليها بكل ثقة فانت مع الله فاعلم ان الله تعالى معك. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

2