فاطمة الزهراء عليها السلام في القرآن، علم النبي بأنه نبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماتفسير الاية((وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا))
وهل هناك تفسير يقول انها نزلت في السيدة فاطمة (ع)؟ كون النبي (ص) يقول فاطمة روحي التي بين جنبي؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جاء في تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٧٦-٧٧:
قوله تعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان) الخ، ظاهر السياق كون (كذلك) إشارة إلى ما ذكر في الآية السابقة من الوحي بأقسامه الثلاث، ويؤيده الروايات الكثيرة الدالة على أنه صلى الله عليه وآله وسلم كما كان يوحى إليه بتوسط جبريل وهو القسم الثالث كان يوحى إليه في المنام وهو من القسم الثاني ويوحي إليه من دون توسط واسطة وهو القسم الأول.
وقيل: الإشارة إلى مطلق الوحي النازل على الأنبياء وهذا متعين على تقدير كون المراد بالروح هو جبريل أو الروح الأمري كما سيأتي.
والمراد بإيحاء الروح - على ما قيل - إيحاء القرآن وأيد بقوله: (ولكن جعلناه نورا) الخ، ومن هنا قيل: إن المراد بالروح القرآن.
لكن يبقى عليه أولا: أنه لا ريب أن الكلام مسوق لبيان أن ما عندك من المعارف والشرائع التي تتلبس بها وتدعو الناس إليها ليس مما أدركته بنفسك وأبديته بعلمك بل أمر من عندنا منزل إليك بوحينا، وعلى هذا فلو كان المراد بالروح الموحى القرآن كان من الواجب الاقتصار على الكتاب في قوله: (ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان) لان المراد بالكتاب القرآن فيكون الايمان زائدا مستغنى عنه.
وثانيا: أن القرآن وإن أمكن أن يسمى روحا باعتبار إحيائه القلوب بهداه كما قال تعالى: (إذا دعاكم لما يحييكم) الأنفال: 24، وقال: (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس) الانعام: 122، لكن لا وجه لتقيده حينئذ بقوله: (من أمرنا) والظاهر من كلامه تعالى أن الروح من أمرة خلق من العالم العلوي يصاحب الملائكة في نزولهم، قال تعالى: (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر) القدر: 4، وقال: (يوم يقوم الروح والملائكة صفا) النبأ: 38، وقال: (قل الروح من أمر ربي) أسرى: 85، وقال: (وأيدناه بروح القدس) البقرة: 87، وقد سمى جبريل الروح الأمين وروح القدس حيث قال: (نزل به الروح الأمين) الشعراء: 193، وقال: (قل نزله روح القدس من ربك) النحل: 102.
ويمكن أن يجاب عن الأول بأن مقتضى المقام وإن كان هو الاقتصار على ذكر الكتاب فقط لكن لما كان إيمانه صلى الله عليه وآله وسلم بتفاصيل ما في الكتاب من المعارف والشرائع من لوازم نزول الكتاب غير المنفكة عنه وآثاره الحسنة صح أن يذكر مع الكتاب فالمعنى: وكذلك أوحينا إليك كتابا ما كنت تدري ما الكتاب ولا ما تجده في نفسك من أثره الحسن الجميل وهو إيمانك به.
وعن الثاني أن المعهود من كلامه في معنى الروح وإن كان ذلك لكن حمل الروح في الآية على ذلك المعنى وإرادة الروح الأمري أو جبريل منه يوجب أخذ (أوحينا) بمعنى أرسلنا إذ لا يقال: أوحينا الروح الأمري أو الملك فلا مفر من كون الايحاء بمعنى الارسال وهو كما ترى فأخذ الروح بمعنى القرآن أهون من أخذ الايحاء بمعنى الارسال والجوابان لا يخلوان عن شئ.
وقيل: المراد بالروح جبريل فإن الله سماه في كتابه روحا قال: (نزل به الروح الأمين على قلبك) الشعراء: 194 وقال: (قل نزله روح القدس من ربك.
وقيل: المراد بالروح الروح الأمري الذي ينزل مع ملائكة الوحي على الأنبياء كما قال تعالى: (ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده ان أنذروا) النحل: 2، فالمراد بإيحائه إليه إنزاله عليه.
ويمكن أن يوجه التعبير عن الانزال بالايحاء بأن أمره تعالى على ما يعرفه في قوله: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن) يس: 82، هو كلمته، والروح من أمره كما قال: (قل الروح من أمر ربي) أسرى: 85، فهو كلمته، وهو يصدق ذلك قوله في عيسى بن مريم عليه السلام: (إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه) النساء: 171، وإنزال الكلمة تكليم فلا ضير في التعبير عن إنزال الروح بإيحائه، والأنبياء مؤيدون بالروح في أعمالهم كما أنهم يوحى إليهم الشرائع به قال تعالى: (وأيدناه بروح القدس) وقد تقدمت الإشارة إليه في تفسير قوله تعالى:
(وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) الأنبياء: 73. وما الايمان ولكن جعلنا القرآن أو الكتاب نورا الخ، هذا وما أذكر أحدا من المفسرين قال به.
ويمكن رفع إشكال كون الايحاء بمعنى الانزال والارسال بالقول بكون قوله:
(روحا) منصوبا بنزع الخافض ورجوع ضمير (جعلناه) إلى القرآن المعلوم من السياق أو الكتاب والمعنى وكذلك أوحينا إليك القرآن بروح منا ما كنت تدري ما الكتاب وما الايمان ولكن جعلنا القرآن أو الكتاب نورا الخ، هذا وما أذكر أحدا من المفسرين قال به.
وقوله: (ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان) قد تقدم أن الآية مسوقة لبيان ان ما عنده صلى الله عليه وآله وسلم الذي يدعو إليه إنما هو من عند الله سبحانه لا من قبله نفسه وإنما أوتي ما أوتي من ذلك بالوحي بعد النبوة فالمراد بعدم درايته بالكتاب عدم علمه بما فيه من تفاصيل المعارف الاعتقادية والشرائع العملية فإن ذلك هو الذي أوتي العلم به بعد النبوة والوحي، وبعدم درايته بالايمان عدم تلبسه بالالتزام التفصيلي بالعقائد الحقة والأعمال الصالحة وقد سمي العمل إيمانا في قوله: (وما كان الله ليضيع إيمانكم البقرة: 143.
فالمعنى: ما كان عندك قبل وحي الروح الكتاب بما فيه من المعارف والشرائع ولا كنت متلبسا بما أنت متلبس به بعد الوحي من الالتزام الاعتقادي والعملي بمضامينه وهذا لا ينافي كونه صلى الله عليه وآله وسلم مؤمنا بالله موحدا قبل البعثة صالحا في عمله فإن الذي تنفيه الآية هو العلم بتفاصيل ما في الكتاب والالتزام بها اعتقادا وعملا ونفي العلم والالتزام التفصيليين لا يلازم نفي العلم والالتزام الاجماليين بالايمان بالله والخضوع للحق.
وبذلك يندفع ما استدل بعضهم بالآية على أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان غير متلبس بالايمان قبل بعثته.
ويندفع أيضا ما عن بعضهم أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يزل كاملا في نفسه علما وعملا وهو ينافي ظاهر الآية أنه ما كان يدري ما الكتاب ولا الايمان.
ووجه الاندفاع ان من الضروري وجود فرق في حاله صلى الله عليه وآله وسلم قبل النبوة وبعدها والآية تشير إلى هذا الفرق، وان ما حصل له بعد النبوة لا صنع له فيه وإنما هو من الله من طريق الوحي.
لم نعثر على تفسير يذكر أنها نزلت بحق السيدة فاطمة (ع) نعم هناك أيات كثيرة نزلت بحقها (ع) وأما قول النبي (ص)(روحي التي بين جنبي ) وغيرها من الأحاديث ، فاصحاب النظر يقولون ان النبي عندما يقول هي بضعة مني مضغة مني شعرة مني شجنة مني بل هي روحي التي بين جنبي قلبي هذا يعني انه لا يمكن أن تكون هذه المضغة وهذه الشجنة وهذه البضعة وهذا القلب وتلك الروح لا يمكن ان تختلف في شيء عن الاصل وعن الكل وعن التمام. بضعة الشيء كتمامه في صفاتها. جزء الشيء يحمل كل صفات ذلك الكل.
استثني قضية النبوة واستثني خصائص النبي ولذلك لاحظ مثلا بعض معاصري الزهراء شدة المشابهة بين الزهراء وبين ابيها. فكم من قائل انه من اشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالوا فاطمة. حتى في مشيتها عندما جاءت إلى المسجد لكي تخطب قالوا " ما تخرم مشيتها مشيت رسول الله". مع أننا نعلم من الحالة الطبيعية ان مشية الرجل مختلفة شيء ما عن مشية المرأة. عادة هكذا قوام بدن الرجل يختلف في نهضته وحركته عن حركة المرأة مع ذلك رأوا في حركتها حركة النبي في كلامها كلام النبي في بلاغتها كذلك فالرأي الثاني إذا يقو ل ان الأمر أكثر من قضية الشرح بيؤذيني ما يؤذيها ويسخطني ما يسخطها ويرضيني ما يرضيها وإنما هي ناظرة إلى ان هذا الكمالات الموجودة لرسول الله هي موجودة للسيدة الصديقة فاطمة صلوات الله وسلامه عليها (اللهم صلي على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها عدد ما احصاه كتابك واحاط به علمك وبلغهم منا تحية كثيرة وسلاما اللهم ارزقنا في الدنيا معرفتهم وفي الأخرة شفاعتهم واحشرنا معهم وفي زمرتهم انك على كل شيء قدير وصلى الله على محمد واله الطاهرين)