بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم اخي الكريم في تطبيقكم المجيب الدنيا هي كلها دار اختبار وابتلاء يقول الله تعالى في كتابه الكريم : ((وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ (*) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)) (آل عمران:141-142) فالابتلاء والصبر على البلاء هو لاجل تمحيص المؤمن من الكافر اما اذا كانت الامور كلها وردية والراحة والنعيم المقيم في الدنيا فان هذا يستاوى فيه المؤمن والكافر والضال والمهتدي وكذا قوله تعالى بنفس مضمون الاية السابقة : ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ)) (التوبة:16) ومن هنا ورد في الروايات الشريفة ان المؤمن مبتلى في هذه الدنيا فعن أبى عبد الله الصادق عليه السلام قال : ((والله لتمحصن والله لتميزن والله لتغربلن حتى لا يبقى منكم الا الأندر))(تفسير العياشي، ج1/ص199). وما هذا كله لهوان المؤمن عند الله ابدا ولكن لاجل ان يرتقي الى اعلى المراتب واضرب لكم مثالا للتوضيح: نحن في الدراسة الاكاديمية نقوم بالاختبارات والامتحانات في كل مراحل الدراسة من الاول الابتدائي الى اعلى مراتب الدراسة وهي الدكتوراه وهنا نسال هل الاساتذة والوزارة تكره الطلبة ام انها تحبهم ولاجل انها تريد ان يرتقي الطالب الى اعلى المراتب وان يصل الى المراتب العالية من يستحق ذلك وهو الطالب المجد والمثابر والذي يسهر ليله ويواصله بالنهار في طلب العلم والحصول على الدرجات العالية فهل يعقل ان نعطي الجميع الدرجات العالية والجميع نعطيهم اعلى المراتب وفيهم من لا يستحق ان نعطيه شهادة الابتدائية فهل يعقل هكذا شخص كسول وليس يهتم لاي درس ياخذه ان نساويه بالطالب المجد والجميع يجلس على كرسي الجامعة واعلى الكليات والجامعات ومن جهة اخرى لابد من التدرج في الترقي في الدراسة فليس يعقل ايضا ان الطالب المجد والمثابر في الابتدائية ننقله مباشرة الى الجامعة بل لابد ان يمر باختبارات المرحلة الثانوية حتى يقدر ان يكون في المرتبة الاعلى وهكذا الى اعلى المراتب اذا اتضح كل هذا فانت بالتاكيد توافقني الراي ان هذا لا يمكن ان نقبله نحن في امور لا تكاد تتجاوز شطرا من الزمن فكيف بالنعيم والدائم لابد ان يصل اليه من هو مؤهل له ولابد ان نرتقي شيئا فشيئا حتى ننال المراتب العالية ومقدار ما نناله هو مقدار ما نجده ونعمل فيه في الدنيا ونجتاز الاختبارات بدرجات عالية حتى ننال المنازل العالية. وعليه فنعرف ان كل هذه الابتلاءات هي لشدة حب الله تعالى لنا حتى نصل الى المراتب العالية ولهذا كان الانبياء اشد الناس ابتلاء وهم افضل الخلق الى الله تعالى فيتبين ان شدة الابتلاء تنسجم مع شدة الحب لهم عليهم السلام كي يكونوا في اعلى مراتب الدنيا والاخرة. فالحمد لله رب العالمين على كل حال ونساله تعالى ان يعيننا بصبر منه ان نجتاز هذه الاختبارات بدرجات عالية ومشرفة عنده وعند رسوله صلى الله عليه واله وعند اهل بيته عليهم السلام ولا سيما امامنا المطلع على اعمالنا وعلى صبرنا في ابتلاءاتنا وان يرزقنا المنازل العالية والراقية في الدنيا والاخرة بجوار نبيه صلى الله عليه واله واهل بيته الطاهرين في الجنان انه تعالى المنان وهو الكريم الرحمن. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته