بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم اختنا الكريمة في تطبيقكم المجيب في كل الاحوال القابض هو الله تعالى سواء بواسطة جبرائيل او كان بنفسه ولكن قبض الارواح بذاته المقدسة يلزم منه التجسيم او ما يلازم الجسمانيات والباري يجل عن ذلك ولاجل هذا كان القبض بواسطة عزرائيل فان الله تعالى عز وجل منزه عن الجسم وكل ما يلازم الجسمية وقبض الارواح يحتاج الى مباشرة الاجسام والله يجل عن ان يحد بحد ويكون في حالة مواجهة جسمانية مع الاجسام لنزع الارواح منها. وجعل الواسطة وهو عزرائيل عليه السلام ليس يعني ان عزرائيل يقبضها بمعزل عن الله تعالى بل لا يمكن لعزرائيل ان يقبض روح بعوضة لو لم يعطه الله تعالى القدرة على قبض الارواح فان كل ما لديه من القدرة هي من الله تعالى فالله على ما اقدره اقدر واعظم وبالتالي كل شيء يرجع الى الله عز وجل . وكذلك نفخ الارواح انما كان بواسطة وليس الباري جسم حتى ينفخ الروح في الاجسام وانما يوكله الى ملك عظيم كما ورد ان اسرافيل هو الذي ينفخ بالصور مؤذنا قيام الساعة وتعبير بعض الايات بانه تعالى هو النافخ انما هو اشارة الى ما بينته لكم وانه لايمكن لاي ملك من الملائكة ان يقوم باي فعل من الافعال لو لم يقدره الله تعالى عليه ولذا نجد القران الكريم في قبض الارواح يعبر عدة تعبيرات في قوله تعالى : ((اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها))(الزمر:42) ينسب توفي النفس له تعالى وفي اية اخرى يقول : ((قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)) (السجدة:11) فينسب التوفي الى ملك الموت وفي اية ثالثة نجده يقول : ((إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ)) (الانعام:61) ينسب توفي النفس الى الرسل من الملائكة وكل هذا صحيح وليس بنيها اي تنافي وذلك لان المتوفي الحقيقي هو الله تعالى لانه تعالى هو من يقدر الملائكة على قبض الارواح وهو اقدر على ما اقدرهم عليه فكل شيء يرجع الى الله ((وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ))(الانعام:61). تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته