زهراء ( 15 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

السلام عبيكم تفسير القرْآن الكريم

ماتفسير سورة النجم من اية ٢٠الى ٢٢؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٧ - الصفحة ٢٣٣-٢٣٥: الآيات افرأيتم اللات والعزى (19) ومناة الثالثة الأخرى (20) ألكم الذكر وله الأنثى (21) تلك إذا قسمة ضيزى (22) إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطن إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى (23) بعد بيان الأبحاث المتعلقة بالتوحيد والوحي والمعراج وآيات عظمة الواحد الأحد في السماء، يتناول القرآن أفكار المشركين، فينقضها ويتحدث عن معتقداتهم الخرافية.. فيقول: بعد أن أدركتم عظمة الله وآياته في خلقه فهل أن أصنامكم مثل اللات والعزى والصنم الثالث وهو " مناة " بإمكانها أن تنفعكم أو تضركم: أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى (1)؟! مع أنكم تزعمون أن قيمة البنت دون قيمة الولد ولو بلغكم أن أزواجكم أنجبن بنات حزنتم واسودت وجوهكم!! تلك إذا قسمة ضيزى (1) فهذه قسمة غير عادلة بينكم وبين الله تعالى فعلام تجعلون نصيب الله دون نصيبكم؟! وهكذا يتناول القرآن أفكارهم الخرافية مستهزئا بها! ويقول لهم: إنكم ترون البنت عارا وذلة وتؤدونها وهي حية في القبر، وفي الوقت ذاته تزعمون بأن الملائكة بنات الله، ولا تعبدون الملائكة من دون الله فحسب بل تصنعون لها التماثيل وتجعلون لها تلك القدسية! وتسجدون لها وتلتجؤون إليها لحل مشاكلكم وتطلبون حوائجكم منها، وذلك مثار للسخرية والاستهزاء حقا!. ومن هنا يبدو واضحا أن العرب الجاهليين كانوا يعبدون بعض هذه الأصنام على الأقل على أنها تماثيل الملائكة، الملائكة التي يسمون كلا منها برب النوع ومدير الوجود ومدبره، وكانوا يرون أن الملائكة بنات الله!! فحين تقرن هذه الخرافات إلى خرافة أخرى وهي نظرتهم عن البنت فإن التضاد العجيب الواقع بين هذه الخرافات بنفسه خير شاهد على سخافة هذه المعتقدات، وكم هو طريف أن يبطل القرآن جميع تلك الخرافات بعدة جمل قصيرة وموجزة ويفضحها ساخرا بها. ومن هنا يتبين أن القرآن لا يقصد إمضاء ما كان عليه العرب من التفريق بين الذكر والأنثى، بل يريد بيان ما هو مقبول ومسلم عندهم (وهو منطق الجدل)، وإلا فلا فرق في نظر الإسلام ومنطقه بين الذكر والأنثى من حيث القيمة الإنسانية، ولا الملائكة فيهم ذكر وأنثى، ولا هم بنات الله، وليس عند الله من ولد أساسا، فهذه افتراضات لا أساس لها.. إلا أن هذا الرد خير جواب لمن يعتقد بهذه الخرافات. وفي آخر آية من الآيات محل البحث يقول القرآن بضرس قاطع: إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان (1). فلا دليل لديكم من العقل، ولا دليل عن طريق الوحي على مدعاكم، وليس لديكم إلا حفنة من الأوهام والخيالات الباطلة. ثم يختتم القرآن الآية بالقول: إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس (2) فهذه الخيالات والموهومات وليدة هوى النفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى.. إلا أنهم أغمضوا أعينهم عنه وخلفوه وراء ظهورهم وتاهوا في هذه الأوهام والضلالات!

1