إذا كانت توبةً نصوحةً صادقة فيمكن أن تقبل شريطة أن لا تُعَدَّ استخفافاً واستهانةً بالله تعالى.
فعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ((يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له، فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة، أَمَا والله إنَّها ليست إلّا لأهل الإيمان، قلتُ: فإنْ عاد بعد التوبة والاستغفار من الذنوب، وعاد في التوبة؟! فقال: يا محمَّد بن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر منه ويتوب ثم لا يَقْبَل الله توبته؟
قلتُ: فإنَّه فعل ذلك مراراً، يذنب ثمَّ يتوب ويستغفر [الله]، فقال: كلَّما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة، عاد الله عليه بالمغفرة وإنَّ الله غفور رحيم، يقبل التوبة ويعفو عن السيِّئات، فإيَّاك أنْ تُقنِّط المؤمنين من رحمة الله))، الكافي - الشيخ الكليني - ج ٢ - الصفحة ٤٣.
فكلَّما كان الإنسان صادقاً مع الله في توبته فإنَّه يقبل التوبة مهما أغواه الشيطان، وإنْ كان هناك استخفاف فلن تكون التوبة صادقةً أصلاً.