غزوة تبوك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما صحة هذا الحديث(اغزوا تبوك تغنموا بنات الاصفر او بنات الروم)
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته إنَّ هذِهِ الرّوايةَ الّتي نقلت بالسؤال لا يُوجَدُ لها سَندٌ مُعتَبرٌ إطلاقاً، وإنَّما هيَ ضَعِيفةٌ ومُرسلَةٌ كَما يُعبَّرُ في عِلمِ الدِّرَايةِ. فمُجاهِدٌ هوَ ابنُ جَبرِ المَلكيِّ وهوَ تَابعيٌّ مِنَ الطَّبقَةِ الثَّالِثةِ ولمْ يُعاصِرْ الرّسولَ (صلّى الله عليهِ وآلهِ) فكيفَ يَروِي عنهُ مِنْ دُونِ وَاسِطةٍ. وكذلِكَ هذِهِ الرِّوايةُ لها عِدَّةُ طُرُقٍ وكُلُّها مُبتَلاةٌ بالضَّعفِ، فعِندَنا الرِّوايةُ الّتي تُروَى بِطَريقٍ غَيرِ مُعتَبَرٍ لا يُمكِنُ الإستِدلَالُ بها إطلَاقاً. أمّا ما ذَكرهُ المُفسِّرونَ في تَفسِيرِ قَولهِ تعالى (وَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ ائذَنْ لي وَلاَ تَفتِنِّي أَلاَ في الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وإِنَّ جَهَنَّمَ لَمحِيَطةٌ بِالْكَـفِرينَ (٤٩)) فقد قَالَ جمَاعةٌ مِنَ المفَسِّرين: إنَّ النَّبيَّ (صلّى الله عليهِ وآله) كانَ يُعبِّئُ المُسلِمينَ ويُهيِّؤُهُم لمِعرَكةِ تَبوكٍ ويَدعُوهُم للتَّحرُّكِ نَحوَها، فبَينَا هوَ على مثلِ هذِهِ الحَالِ إذا برَجُلٍ مِنْ رُؤَساءِ طَائِفةِ «بني سَلمة» يُدعَى «جدّ بنُ قَيسٍ» وكانَ في صُفوفِ المنَافِقينَ، فجَاءَ إلى النَّبيِّ (صلّى الله عليه وآله) مُستأذِناً أنْ لا يَشْهدَ المعْركةَ، مُتذرِّعاً بأنّْ فيهِ شَبَقاً إِلى النِّساءِ، وإذا ما وَقعَتْ عَينَاهُ على بَناتِ الرُّومِ فرُبَّما سَيُهِيمُ وَلَهاً بِهنَّ ويَنسحِبُ مِنَ المَعركَةِ!! فأَذِنَ لهُ النَّبيُّ بالإنصرَافِ. فَنزلَتْ ةالآيةُ أعلَاهُ مُعنِّفةً ذلكَ الشّخصَ! فالتفتَ النَّبيُّ (صلّى الله عليه وآله) إِلى بني سَلمةَ وقَالَ: مَنْ كَبيرُكم؟ فَقَالُوا: جدّ بنُ قَيسٍ، إلَّا أنَّه رَجلٌ بَخِيلٌ وجَبانٌ، فقَالَ: وأيُّ شَيءٍ أبشعُ مِنَ البُخلِ؟ ثمّ قَالَ: إِنّ كَبيرَكم ذلكَ الشّابُّ الوَضيءُ الوَجهِ بِشرُ بنُ برَاء «وكانَ رَجُلاً سَخِيّاً سَمِحاً بَشُوشاً».