logo-img
السیاسات و الشروط
( 20 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

الحزن على أهل البيت ع

السلام عليكم الحديث النبوي الذي قال : ( إن لقتل ولدي الحسين ع حراره في قلوب المؤمنين لاتبرد أبدا ) هل ممكن ان نفسره لهذا التفسير وهو : ( انه نحن نحزن ونبكي على مصائب اهل البيت غير الإمام الحسين ع للأبد، أما مصيبة الإمام الحسين ع نحن نحزن ونبكي عليها للأبد أيضاً ، لكن حزننا وبكائنا على مصيبة الإمام الحسين ع يكون أشد من باقي المصائب ولها جو خاص استناداً للحديث النبوي أعلاه إن لقتل ولدي الحسين ع ..... الخ ) . هل ممكن ان نفسره لهذا التفسير. ؟


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته نبين لكم بعض الامور وهي : إنّ أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام يقيمون العزاء على مصاب رسول الله صلى الله عليه وآله , ويعتبرون أنّ فقده صلى الله عليه وآله من أعظم المصائب, بل أصاب الأمّة الإسلاميّة بما لم تصب بمثله أبداً, وقد رووا ذلك عن أئمّتهم عليهم السلام, فعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: "من أصيب بمصيبة فليذكر مصابه بالنبيّ صلى الله عليه وآله فإنّه من أعظم المصائب" وعن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: "إن أُصِبت بمصيبة في نفسك أو في مالك أو في ولدك فاذكر مصابك برسول الله صلى الله عليه وآله , فإنّ الخلائق لم يصابوا بمثله قطّ" هذا أولًا ثانياً: إنّ مصيبة الإمام الحسين عليه السلام وما جرى عليه من المصائب والمحن والرزايا من حيث طبيعة الفاجعة والمأساة وطريقة القتل واجتماع جميع المصائب عليه في يوم واحد وساعات معدودة, وحصاره ومنع الماء عنه واجتماع ذلك العدد من أعدائه لقتله, وغيرها من الأمور, مثّلت حالة استثنائيّة في تاريخ البشريّة, استدعت نوعاً من الإحياء للمناسبة يختلف عن طبيعة الإحياء المطلوب في جميع مناسبات الشخصيّات المقدّسة الأخرى من الأنبياء والأولياء والأصحاب والأنصار, وهذا ما أشارت إليه الروايات الواردة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام, فعن الإمام الحسن عليه السلام: "لا يوم كيومك يا أبا عبد الله"3, وعن الإمام زين العابدين عليه السلام: "لا يوم كيوم الحسين عليه السلام" ثالثاً: إنّ طبيعة الأهداف التي حملها الإمام الحسين في نهضته وثورته المباركة, ضدّ الظلم والجور, وفي مواجهة الانحراف, وطلباً لحفظ الدّين والرسالة وتعاليم القرآن وسيرة النبيّ صلى الله عليه وآله والتذكير بحقّ آل البيت عليهم السلام ووجوب مودّتهم, والإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وغيرها من الأهداف والعناوين, ومن ناحية أخرى فإنّ طبيعة العدوّ الذي كان يواجهه الإمام عليه السلام وخطره على أصل الدّين والرسالة, كلّ ذلك افترض نوعاً من الاهتمام بالمناسبة لما فيه من إحياء للإسلام الذي جاء به النبيّ صلى الله عليه وآله, وحفظ لمسيرته وأهدافه, ومن هنا قيل: الإسلام محمّديّ الوجود حسينيّ البقاء. رابعاً: إنّ الإمام الحسين عليه السلام هو ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسبطه وحبيبه, وإنّما نحزن عليه ونبكي مصابه لأنّه ابن رسول الله وأحد الأئمّة المعصومين الذين أوصى بهم رسول الله صلى الله عليه وآله, وهم عترته وأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً, ولكونه أحد أركان السلسلة الطيّبة التي كان لها دور عظيم بعد النبيّ صلى الله عليه وآله في بناء هذا الدّين وتشييد أركانه, ولعلّ هذا ما أشارت إليه الرواية عن عبد الله بن الفضل (الهاشميّ) قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: يا بن رسول الله, كيف صار يوم عاشورا يوم مصيبة وغمّ وجزع وبكاء دون اليوم الذي قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ واليوم الذي ماتت فيه فاطمة عليها السلام؟ واليوم الذي قتل فيه أمير المؤمنين عليه السلام؟ واليوم الذي قتل فيه الحسن عليه السلام بالسمّ؟ فقال: "إنّ يوم قتل الحسين عليه السلام أعظم مصيبة من جميع سائر الأيّام، وذلك أنّ أصحاب الكساء الذين كانوا أكرم الخلق على الله كانوا خمسة, فلمّا مضى عنهم النبيّ، بقي أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فكان فيهم للناس عزاء وسلوة، فلمّا مضت فاطمة عليها السلام كان في أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام للناس عزاء وسلوة، فلمّا مضى منهم أمير المؤمنين كان للناس في الحسن والحسين عليهما السلام عزاء وسلوة, فلمّا مضى الحسن عليه السلام كان للناس في الحسين عزاء وسلوة. فلمّا قتل الحسين صلّى الله عليه لم يكن بقي من أصحاب الكساء أحد للناس فيه بعده عزاء وسلوة، فكان ذهابه كذهاب جميعهم، كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم فلذلك صار يومه أعظم الأيّام مصيبة"5. خامساً: إنّ البكاء على الإمام الحسين عليه السلام هو امتثال لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم في ضرورة مودّة آل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله , وتأسيّاً بفعله صلى الله عليه وآله حيث أقام المآتم على ولده الحسين عليه السلام قبل شهادته وبكاه في مواضع عديدة. وكذلك فإنّ هذا الأمر هو استجابة لطلب الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام الذين حثّوا على إقامة العزاء على الإمام الحسين عليه السلام وقاموا هم أنفسهم بفعل هذا الأمر.… وغيرها من الامور و ليس كما ذكر بالسؤال …

1