logo-img
السیاسات و الشروط
( 57 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

ما تفسير آية 22من سورة الحديد

معنى تفسير آية 22و 23من سورة الحديد ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم ،،،،، إلى آخر الآية


جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي ج ٩ - الصفحة ٣٩٩-٤٠١: ثم قال: (ما أصاب من مصيبة في الأرض) مثل قحط المطر، وقلة النبات، ونقص الثمرات (ولا في أنفسكم) من الأمراض والثكل بالأولاد (إلا في كتاب) يعني إلا وهو مثبت مذكور في اللوح المحفوظ (من قبل أن نبرأها) أي من قبل أن نخلق الأنفس. المعنى: إنه تعالى أثبتها في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الأنفس ليستدل ملائكته به على أنه عالم لذاته يعلم الأشياء بحقائقها. (إن ذلك على الله يسير) أي إثبات ذلك على كثرته، هين على الله، يسير سهل، غير عسير. ثم بين سبحانه لم فعل ذلك، فقال: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم) أي فعلنا ذلك لئلا تحزنوا على ما يفوتكم من نعم الدنيا (ولا تفرحوا بما آتكم) أي بما أعطاكم الله منها، والذي يوجب نفي الأسى والفرح من هذأ أن الانسان إذا علم أن ما فات منها ضمن الله تعالى عليه العوض (1) في الآخرة، فلا ينبغي أن يحزن لذلك، (1) في المخطوطة بدل عليه العوض في الآخرة: العوض في غيره. وإذا علم أن ما ناله منها كلف الشكر عليه، والحقوق الواجبة فيه، فلا ينبغي أن يفرح به. وأيضا فإذا علم أن شيئا منها لا يبقى، فلا ينبغي أن يهتم له، بل يجب أن يهتم لأمر الآخرة التي تدوم ولا تبيد. وفي هذه الآية إشارة إلى أربعة أشياء الأول: حسن الخلق لأن من استوى عنده وجود الدنيا وعدمها، لا يحسد، ولا يعادي، ولا يشاح، فإن هذه من أسباب سوء الخلق، وهي من نتائج حب الدنيا وثانيها: استحقار الدنيا وأهلها، إذا لم يفرح بوجودها، ولم يحزن لعدمها وثالثها: تعظيم الآخرة لما ينال فيها من الثواب الدائم الخالص من الشوائب ورابعها: الافتخار بالله دون أسباب الدنيا. ويروى أن علي بن الحسين عليه السلام جاءه رجل فقال له: ما الزهد؟ فقال. الزهد عشرة أجزاء: فاعلي درجة الزهد أدنى درجة الورع. وأعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين. وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا. وإن الزهد كله في آية من كتاب الله (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم). وقيل لبزرجمهر: ما لك أيها الحكيم لا تأسف على ما فات، ولا تفرح بما هو آت؟ فقال: إن الفائت لا يتلافى بالعبرة، والآتي لا يستدام بالخبرة. وعن عبد الله بن مسعود قال: لئن (1) جمرة الحسرة أحرقت ما أحرقت، وأبقت ما أبقت، أحب إلي من أن أقول لشئ كان: ليته لم يكن، أو لشئ لم يكن: ليته كان. (والله لا يحب كل مختال فخور) أي متكبر بما أوتي، فخور على الناس بالدنيا. (الذين يبخلون) بمنع الواجبات (ويأمرون الناس بالبخل) وفي الحديث: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سأل عن سيد بني عوف فقالوا: جد بن قيس على أنه يزن (2) بالبخل. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: وأي داء أدوى من البخل سيدكم البراء بن معرور. ومعنى يزن: يتهم ويقرف. (ومن يتول) أي يعرض عما دعاه الله إليه (فإن الله هو الغني) عنه وعن طاعته وصدقته (الحميد) في جميع أفعاله. وجه اتصال قوله (وما أصاب من مصيبة) الآية بما قبلها أنه سبحانه لما بين الثواب على الطاعات، عقبه ببيان الأعواض على مقاساة المصائب والملمات، فقال: لا يذهب علينا عوض من أصابته مصيبة ما، فإن كانت من فعلنا نعوضه بالأضعاف من جزائنا، وإن كان من فعل عبادنا فباستيفائنا ذلك منهم. ثم أكد ذلك بقوله (لكيلا تأسوا) الآية. لأن المصيبة لو كانت بغير عوض في العاقبة، لازداد الأسى والحزن، فإن الحزن كل الحزن في الخسران الذي ليس له جبران.

1