( 16 سنة ) - العراق
منذ سنتين

التوكل والطلب من اهل البيت (ع) ومعنى (عبد الزهراء)

السلام عليكم 1-هل يجوز التوكل على أهل البيت أو صاحب الزمان عليهم السلام بالمعنى واللفظ مثال أقول توكلت عليك يا صاحب الزمان 2-هل يجوز الطلب من المعصوم عليه السلام مباشره وانا أعلم أنه وسيلة الى الله 3-هل المعصومين عليهم السلام يعلمون متى يضهر صاحب الزمان 4-ما معنى عبدالزهراء أو عبد نرجس او الى أخره


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب س1 التوكل على اهل البيت عليهم السلام وبالتالي اعتقاده بانهم يقدرون ان يحفظونه ويقضون حاجته وهنا نقول ان كان يعتقد ان اهل البيت عليهم السلام والتوكل عليهم بنحو الاستقلال فهو كالباري تعالى في الحفظ فهذا شيء لا يجوز وهو شرك وان كان يعتقد انهم قدرتهم على الحفظ انما هو لاجل ما اعطاهم الله تعالى وان كل ما عندهم هو من الله تعالى فهذا لا مانع منه وهو في قلب التوحيد لانه راجع في الحقيقة الى الالتزام بكل ما يريده الله تعالى ولما كان الله يريده ان يتبع ويعتمد على هذه الوجودات النورانية فهذا هو في عمقه زيادة في الخضوع لله تعالى في كل ما يطلبه منا ويريده. س2 اتضح جوابه مما سبق س3 اهل البيت عليهم السلام لا يعلمون الغيب الا ما علمهم الله تعالى وسمح ان ينكشف لهم فلوح المحو والاثبات يطلعون عليه اما اللوح المحفوظ فليس يطلعون على كل شيء فيه ومنه ظهور الامام عجل الله فرجه الشريف وقد دلت بعض الروايات على عدم معرفتهم. وهناك من العلماء من يذهب الى انهم عليهم السلام يعلمون وقت ظهوره من بعض الروايات كما ورد من انهم عليهم السلام لا يوقتون وهذه تفيد انهم يعرفون ولكن لا يخبرون والله العالم. س4 ان كان سؤالكم عن بعض الاسماء التي يسمى بها فهي مجرد اسماء وليس لها واقع خارجي فكثير من الناس اسمه ليث وليس هو منه بشيء بل لا شيء له من شجاعة الاسد. واما ان كان سؤالكم عن سبب التسمية بهذه الاسماء او بما هو اعم من الاسماء كعبارة يتداولها البعض ويفتخر انه عبد للزهراء عليها السلام وتريدون معرفة معناها فاقول لجنابكم الكريم: ان العبودية تعني الخضوع وعبد الزهراء يعني الخاضع للسيدة الزهراء والممتثل لكل ما تريده وهذا المعنى لا شيء فيه مادام لا يعتقد بان الزهراء عليها السلام إلهٌ يعبد من دون الله. ونسبة العبودية لغير الله تعالى بهذا المعنى كثير في القران والروايات ومتداول الكلام يقول الله تعالى : ((وَأَنْكِحُوا الأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ...))(النور: 32) فاطلق الباري تعالى عبارة (عبادكم) وهي بمنزلة قولك عبد الزهراء وعبد المهدي وعبد فلان وفلان وفلان وكله لا شيء فيه فانا اجعل نفسي عبدا للسيدة الزهراء وان كنت حرا في حقيقة الحال الا اني التزم بالخضوع لكل ما تريده السيدة الزهراء وانا بهذه العبارة التي اطلقها لست اقصد انها ربّ وإله يعبد، بل اعتقد انها أمَة من إماء الله تعالى وانها من عبيد الله تعالى الا ان الله تعالى كرّمها وفضّها وجعل لها مقاما ومنزلة . واضيف شيئا اخيرا لجنابكم المحترم ولكل من يريد الفائدة ان الخضوع لهذه الوجودات النورانية انما هو في اعماقه خضوع لله تعالى لانه تعالى هو من امرنا ان نتبعهم وان نخضع لكل ما يريدونه فان كل ما يريدونه هو ما يريده الله تعالى وكل مايريده الله تعالى هو بلا شكيريدونه عليهم السلام والخضوع لغير الله تعالى بامر الله تعالى شيء وارد في القران الكريم كما في خضوع الملائكة وسجودهم لادم بامر من الله تعالى فان هذا ليس فيه اي لون من الوان الشرك والا لزم ان يامر الله تعالى بالشرك وحاشا لله ان يامر بما ينهى عنه ويشدد في تركه وهل هناك شيء اوضح من السجود في بيان العبودية للذي يسجد له الا انه لما كان امتثالا لامر الله تعالى كان اعلى مراتب الطاعة والخضوع لله تعالى وابهى صور العبودية لله تعالى وليس هناك من يقول ان السجود لادم (على نبينا واله وعليه السلام) فيه شيء من الشرك بل هو اعلى مراتب العبودية ولاجله كان لتاركه الطرد من رحمة الله تعالى فعقاب ابليس على تمرده على امر الله تعالى وامتناعه عن السجود والاقبح من هذا التمرد هو تعليله بانه افضل من ادم فهو بهذا يرى نفسه اعظم حتى من الله تعالى اذ الباري يطلب الخضوع لادم وانه خليفته وعليكم الخضوع له الا انه يجابه الباري ويجعل ما يراه هو من الافضلية على مايراه الله تعالى من الافضلية وهذا من مصائب الامور ومن هنا على الجميع ان ينتبه في كل حركاته وسكناته مع اهل البيت عليهم السلام فلا يكون كابليس في التمرد على مراد الله تعالى ولابد ان نكون كالملائكة في الخضوع لمراد الله تعالى والخضوع والامتثال لاهل البيت عليهم السلام وان نيل المراتب العالية لا يكون الا عن الطريق الذي جعله الله تعالى لعباده فهم الصراط المستقيم وهم النور المبين وهم باب الله الذي منه يؤتى وهم وجه الله الذي يتوجه اليه الاولياء. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1