هاني علي ( 50 سنة ) - الولايات المتحدة
منذ سنتين

المهدي و شعيب سلام الله عليهما

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل هناك أوجه شبه بين شعيب عليه السلام و الإمام المهدي سلام الله عليه بحيث ذكرت آية( بقيت الله خير لكم )في سياق قصة شعيب عليه و على نبينا و آله أفضل الصلوات والسلام؟ أم أن السياق في الآية الكريمة لا يلزم كآية التطهير نزلت في الخمسة أصحاب الكساء صلوات الله وسلامه عليهم رغم أن السياق كان في أزواج النبي صلى الله عليه وآله و سلم و بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم اخي هاني في تطبيقكم المجيب سياق الاية الشريفة مرتبطة بشعيب وقومه ويكون معنى بقية الله في سياق الاية الشريفة مرتبطا بها ولا يكون مرتبطا بالامام المهدي عجل الله فرجه الشريف ولكن هذا لا يمنع من ان تنطبق عليه عليه السلام فان المورد لا يقيد الوارد وان القران الكريم يجري كما يجري الليل والنهار وانقل لجنابنكم الكريم تفسير الاية الشريفة في تفسير الامثل ونصه: ((التعبير ب‍ بقية الله إما لأن الربح الحلال القليل المترشح عن أمر الله فهو " بقية الله " وإما لأن الحصول على الرزق الحلال باعث على دوام نعم الله وبقاء البركات . . . وإما لأنه يشير إلى الجزاء والثواب المعنوي الذي يبقى إلى الأبد فإن الدنيا فانية وما فيها لا محاله فان ، وتشير الآية ( 46 ) من سورة الكهف : ((والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا)) إلى هذا المضمون أيضا . والتعبير بقوله : إن كنتم مؤمنين إشارة إلى أن هذه الواقعية لا يعرفها إلا المؤمنون بالله وحكمته وفلسفة أوامره . ونقرأ في روايات متعددة في تفسير بقية الله أن المراد بها وجود المهدي عجل الله فرجه الشريف ، أو بعض الأئمة الآخرين ، ومن هذه الروايات ما نقل عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) في كتاب إكمال الدين : " أول ما ينطق به القائم ( عليه السلام ) حين يخرج هذه الآية بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ثم يقول : أنا بقية الله وحجته وخليفته عليكم ، فلا يسلم عليه مسلم إلا قال : السلام عليك يا بقية الله في أرضه ". وقد قلنا مرارا إن آيات القرآن بالرغم من نزولها في موارد خاصة ، إلا أنها تحمل مفاهيم جامعة وكلية ، بحيث يمكن أن تكون أثر مصداقا في العصور والقرون التالية وتنطبق على مجال أوسع أيضا . صحيح أن المخاطبين في الآية المتقدمة هم قوم شعيب ، والمراد من بقية الله هو الربح ورأس المال الحلال أو الثواب الإلهي ، إلا أن كل موجود نافع باق من قبل الله للبشرية ، ويكون أساس سعادتها وخيرها يعد بقية الله أيضا . فجميع أنبياء الله ورسله المكرمين هم بقية الله وجميع القادة الحق الذين يبقون بعد الجهاد المرير في وجه الأعداء فوجودهم في الأمة يعد بقية الله وكذلك الجنود المقاتلون إذا عادوا إلى ذويهم من ميدان القتال بعد انتصارهم على الأعداء فهم " بقية الله " ومن هنا فإن " المهدي الموعود " ( عليه السلام ) آخر إمام وأعظم قائد ثوري بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من أجلى مصاديق بقية الله وهو أجدر من سواه بهذا اللقب ، خاصة أنه الوحيد الذي بقي بعد الأنبياء والأئمة ( عليهم السلام ) .))(تفسير الامثل ، الشيخ ناصر مكارم شيرازي، ج7/ص36) . فلا تنافي بين ان تكون الاية نازلة في قضية خاصة وتنطبق على غير موردها فما اذا كان غيره من مصاديقها. وبالتالي لا تكون هناك علقة بين نبي الله شعيب (على نبينا واله وعليه السلام) وبين الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف لاجل ان الاية تنطبق على الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف وانه احد مصاديقها كما تبين من تفسير الامثل . تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

3