( 60 سنة ) - البحرين
منذ سنتين

دعاء

سلام عليكم تفضلوا علي بشرح هذا المقطع من دعاء عرفة للامام الحسين (ع) (أوقفني على مراكز اضطراري) لكم جزيل الشكر.


بقوله : ( إلهي أغنني بتدبيرك عن تدبيري ؛ وباختيارك عن اختياري ، وأوقفني على مراكز اضطراري ) . قلت : الظاهر من كلام الإمام (عليه السلام)،الإشارة إلى الإستغناء بتدبير اللّه عن تدبير النفس ، وباختيار الحق عن اختيار العبد . فقوله أغنني بتدبيرك : أي بشهود تدبيرك ، وشهود تدبيره لا يكون إلا بعد معرفته حق معرفته وطلب أيضا الوقوف على مراكز الاضطرار ، وهو التعزز في مقام العبودية في الظاهر على الدوام ، لأن العارف باللّه لا يزول اضطراره ، ولا يكون مع غير اللّه قراره باطنا . ومركز الشئ : محل استقراره الذي يركز فيه ، وهي هنا استعارة عن تحقق العبودية ، وهي أن يعرف قدره ، ولا يتعدى طوره ، فمن تخلص من ظلمة التدبير والاختيار ، ووقف على مراكز الاضطرار ، فقد تحرر من ذل نفسه ، وتطهر من شرك تخمينه وحدسه . والمنفرد بالتدبير والاختيار والمشيئة والاقتدار هو اللّه عزّ وجلّ ، فمن كان له دعوى في شيء من ذلك فقد نازع للّه تعالى في ربوبيته وخلع عن عنقه ربقة عبوديته ، فلذلك سأله وطلب منه أن يغنيه عن تدبيره واختياره ، وأن يوقفه على مراكز اضطراره ليكون متحققا بصفاته ، ومتعلّقا بصفات مولاه .

2