عذاب الروح للمنتحر

بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم اختنا الكريمة في تطبيقكم المجيب لا يوجد افتراق بين الروح وبدن الانسان فان الروح والنفس تدير هذا البدن وتحركه نحو الافعال فمثلا اذا شعر الانسان بالعطش فان يتحرك الى شرب الماء فمن قام بتحريك هذا البدن نحو طلب الماء وشربه وكذا اذا اراد الانسان ان يصلي فانه يتوجه للصلاة والسؤال من اعطى ايعاز لهذا البدن ان يتحرك بعد الاذان وفي هذا الوقت بالذات لاداء الصلاة ولم يتحرك هذا البدن قبل الاذان لاداء الصلاة وكذا لو اراد الانسان المعصية باستماع الاغاني مثلا فمن يعطي ايعاز لهذا البدن ان يذهب الى الجهاز ويستخرج الاغاني ويسمعها كل هذا هو من ايعاز النفس بهيمنة الروح عليها جيمعا ويختار الانسان الخير او الشر والشيطان ليس له ان يجبر الانسان على فعل الشيء المحرم بل كل دوره هو ان يوسوس للانسان فهو ((الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ)) (الناس:5) والانسان بعد ان يوسوس له الشيطان ويزين له الشر والمفسدة حتى يقنع الانسان ان يفعل هذه المعصية وبعد ان تقنع النفس بالمعصية تتوجه وتامر البدن بالتحرك نحو المعصية هكذا تحصل المعصية وليست المعصية ان الشيطان يجبر العباد عليها اذ لو كان كذلك لكان عمل الناس جميعا هو المعصية مع اننا نجد الكثير لا يفعل بعض المعاصي فعندما يوسوس لهم الشيطان فانهم يسيطرون على النفس ويمنعونها من ارتكاب ما يغضب الله تعالى ومن هنا استحق الانسان الاجر والثواب على الطاعات واستحق اصحاب المعاصي العقوبة على ما اختاروه من المعاصي وان كان الشيطان هو الموسوس لهم فالانسان هو اقوى من الشيطان بمجرد ان يحكم عقله وايمانه فانه لن يتبع الشيطان ولا تصدر منه اي معصية والان ناتي الى من يقتل نفسه ظلما وعدوانا فان الشيطان يوسوس له بان الحياة لا قيمة لها او اذا ارتكب معصية كبيرة لا يستطيع ان يواجه الناس بها فانه يوسوس له بان الموت اهون من هذه الذلة بين الناس او غير ذلك من الوساوس الشيطانية فيولد القناعة عند الانسان فتتوجه النفس الى عمل ما يؤدي الى هلاك هذا البدن والموت فالذي يتحمل المسؤولية هو نفس الانسان والروح التي تهيمن على كل هذا وان هذا كله وقع باختياره وارادته وبهذا يستحق العقاب على ما فعله في نفسه من اهلاكها وليس الشيطان اجبره ان يقتل نفسه فالشيطان لو كانت عنده القدرة ان يجبر الانسان على قتل نفسه او ان يقتله هو لما بقي احد من المؤمنين على الارض اذ احب شيء الى الشيطان هو ان يرى موت المؤمنين وبقاء الفاسدين والفاسقين على الارض ويتحقق ما وقاله لله تعالى باضلال عباد الله تعالى اجميعن الا عباد الله منهم المخلصين. وكيف ماكان فان ما كان باختيار الانسان كان يستحق العقاب على فعله القبيح وان كان خارجا عن سيطرة الانسان كما لو قتله احدهم ظلما وعدوانا او اجبره على تناول السم مثلا فهذا لا يحاسبه الله تعالى على موته وانما يحاسب القاتل والذي سبب القتل والموت له. والله تعالى لا يمكن ان يظلم احدا من عباده بفعل غيره ((وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى (*) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى (*) ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الأَوْفى)) (النجم: 39-41). تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته