( 51 سنة ) - العراق
منذ سنتين

ليش الله يعاقب الكفار

السلام عليكم سؤال الاول ابني عمره 20 سنة ويسأل اشلون تكولون الي يسمع غناء والي يعمل الفواحش رزقه يقل واني كتلة البلاء الي ينزل علينا من ذنوبنا عاد هو يكول لعد هذولة الكفار اشون الله منطيهم واغنياء وبصراحة اني تعليمي على كدي ما اعرف اشون اشرحلة سؤال الثاني يكول الكفار ليش الله راح يعاقبهم لان احنا اهلنا سادة ونحب اهل البيت اكيد من نكبر راح نطلع على اهلنا وهما اكيد راح يطلعون على اهلهم ويطلعون كفار يعني هما ما الهم ذنب


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم اختنا الكريمة في تطبيقكم المجيب لابد علينا ان نربي ابناءنا على حب الله تعالى وانه تعالى ارحم الراحمين بعباده وان الله تعالى يحب جميع الخلق ولا يريد ان يعذب اي عبد من عبيده ولشدة حب الله تعالى لعباده ما تركهم لوحدهم لان هذه الدنيا فيها امور تؤدي الى هلاك الانسان وتودي الى ضرر الانسان لابد ان نقرب لهم القضية بالامثلة السهلة فمثلا انت ولدي هل تشك اني انا امك احبك بالتاكيد سيجيب انك تحبينا كثيرا فقولي له وانا لشدة حبي لك اقول لك العب بالامور التي لا تضرك واقول لك اريدك ان تكون نظيفا ولا تلطخ ثيابك بالاوساخ واذا اردت ان تاكل يكون اكلك الطعام النظيف واما الطعام الفاسد فلا يمكن ان ناكله وقلت لك النار مضرة وتحرق يدك اذا لعبت بها فانا امك اذا قلت لك كل هذا وغيره من الامور النافعة لك فهل هذا يعني اني لا احبك ام يعني اني احبك اكثر واكثر بل كلما اهتممت بك اكثر وبينت لك ما هو نافع لك ومنعتك عما هو يضرك يدل على اني احبك اكثر واكثر؟ اكيد سيجيب انك كلما اهتممت بي هذا يعني انك تحبيني اكثر واكثر وهنا تسالينه سؤالا وهو السؤال المهم والفيصل في النتيجة التي نريد ان نصل اليها بني لو كان هناك ولد علمته امه الكثير الكثير من الامور النافعة وحذرته من الكثير الكثير من الاشياء المؤذية ولكن هذا الولد خالف امه وفعل الاشياء المؤذية كما لو لعب بالنار واحترقت يده فمن الذي احرق يده امه احرقت يده ام هو الذي احرق يده؟ بالتاكيد الجواب ان هذا الولد هو من احرق يده واما امه فهي بالعكس تتالم لانه احرق يده وتؤنبه انه لماذا لم ياخذ بما قالت له وهي تحبه وتريد الخير له بعد كل هذا واتضاح هذا المثال نقول له ان الله تعالى يحبنا اكثر مما تحب الام ولدها ولشدة حبه لنا ما تركنا لوحدنا في هذه الدنيا بل علمنا ما فيه مصلحة لنا سواء في التعامل مع الاخرين فلا يقبل ان نؤذي اي شخص وان نحترم الام والاب وان نحترم اخواننا واصدقاءنا وجيراننا وكذا فيما ناكل ونشرب فالله تعالى يعرف كل مخلوقاته وهناك بعض الامور لا تنفعنا اذا اكلناها او شربناها وكل هذا لاجل ان لا نؤذي انفسنا فمنع عنا ان ناكل بعض الحيوانات وان نشرب بعض المشروبات التي تؤذي الانسان كالخمر وايضا على مستوى السماع فهناك اشياء تؤذي الانسان اذا سمعها مثل الاغاني مثل الغيبة مثل الكلام القبيح وكل ما يرتبط بالانسان في كل حياته فان الله لشدة حبه لنا حذرنا من هذه الامور التي تضرنا ولاجل ان يطمئن علينا ان لا نفعل هذه المحرمات وان لا نؤذي انفسنا جعل العقوبة على المعصية فهذه العقوبة هي نتاج مخالفة الانسان فاذا فعل الانسان الاشياء التي فيها ضرر عليه فليس الله تعالى من سبب له الضرر بل هو الانسان من يسبب لنفسه الضرر هكذا اختنا الكريمة نعلم ابناءنا حب الله وان الله تعالى هو ارحم الراحمين وان رحمته وسعت كل شيء وان الله تعالى لا يحتاج اي طاعة من طاعات الانسان فلا يحتاج الى صلاتنا ولا الى صيامنا ولا اي شيء من العبادات التي نقوم ولا يضره اي معصية يقوم بها الانسان فالله تعالى عظيم سواء عبده الانسان او لم يعبده وانما نحن الناس نحتاج الله تعالى حتى نرتقي واذا اردنا ان نقرب هذه الفكرة بمثال نقول : لو كان هناك برفسور في علم الكيمياء وهو اعلم رجل في العالم فان هذا العالم الكبير لا يضره ان قرات انت كتابه في الكيمياء او لم تقراه ولا يضر علمه ان قام احد بحرق كتاب من كتبه فالعالم عالم بعلمه في نفسه وليس علمه متوقفا على من يقرا او لا يقرا وانما الذي يقرا يقرا لنفسه ويستفيد هو ويتعلم اكثر واكثر وليس العالم يتعلم اذا انا قرات كتابه او يزداد علما او اني اذا لم اقرا كتابه فان علم العالم سينقص ابدا لا يوجد هكذا اوهام وانما نحن من نستفيد من عبادتنا لله تعالى فالله اعظم من ان يتاثر بعباداتنا ولكن الله لشدة حبه لنا يعلمنا ما يوصلنا الى اعلى مراتب الكمال. فلابد ان نعلم ابناءنا حب الله وانه يحبنا فالله تعالى ما يفعل بعذابنا وليس يريد ان يعذبنا ولكن نحن مع شديد الاسف نتمرد على كل شيء جميل يرد لاخير لنا ونريد الشر لانفسنا فنحن من يعذبنا وليس الله معذبنا فـ((ما يَفْعَلُ اللهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكانَ اللهُ شاكِراً عَلِيماً)) (النساء:147) فالشكر والايمان يعني انك في امان من الضلال في امان من الضرر لانك بكل تاكيد سوف تسير على ما فيه مصلحتك وهو ما بينه الله تعالى لعباده من الخير والشر فايماننا واعترافنا بفضل الله بشكرنا له يعني اننا سنسير على جادة الصواب ونصل الى النجاح والفلاح والصلاح. اما قضية الكفار فقد اتضح الحال مما تقدم وان الابتعاد عن المعاصي هو في الحقيقة في مصلحتنا ولكن لابد ان نعرف اي مصلحة هي المقصودة هل هي المصلحة الدنيوية الفانية والمنتهية لو كان كذلك لما سقى الله تعالى كافرا شربة ماء ولكن المراد ما هو اعظم واعظم وهو النعمي الاخروي جنة الماوى والا فان النبي صلى الله عليه وواله كان يدخل عليه بعض اصحابه ويجد الحصير قد اثر في جنبه فقال له انت نبي الله والحصير يؤثر فيك وذاك كسرى وقيصر ينعمون ينعمون بالثمار والانهار فكان جوابه صلى الله عليه واله ((اما ترضى ان تكون لنا الاخرة وتكون لهم الدنيا)) وكلنا نعرف ما حصل للامام الحسين عليه السلام وكيف انه قتل هو واولاده واصحابه وسبي اهله ابناء رسول الله صلى الله عليه واله مع ان يزيد ينعم باعلى مراتب النعيم فهل هذا يعني ان يزيد على الحق كلا ابدا فليس المعيار في الحق والباطل هذه الاعتبارات الزائفة وما هذا الا وساوس شيطان يريد ان يقنع المؤمنين بغير الحق حتى يضلهم عن سبيل الله فلابد ان نعي كيف نكون على الحق واين هو الخطر الحقيقي في سير الانسان في الحياة الدنيا فمن اراد المراتب العليا والمنازل الرفيعة فعليه ان ينظر الى اهل البيت عليهم السلام والذين هم افضل خلق الله تعالى وكيف كانت الدنيا معهم وكيف كانت احوالهم فهم مع شديد الظلم الذي نالهم من الظالمين الا انهم في اعلى مراتب البشر وفي الاخرة نرى العجب العجاب في مقامهم ومنزلتهم فالدنيا لا تطوى بالرخاء والعيش الرغيد بل علينا الصبر واذا دارت بنا الدنيا ونالنا ما نالنا من الظلم فالسعي في طاعة الله التغيير بما يرضي الله تعالى والصبر لنيل المعالي هو ذا خيارنا في الدنيا ولا نقبل له بدلا . واضيف لكم شيئا اخيرا بعد بيان كل هذا فليس الله تعالى يريد لنا العناء والعذاب في الدنيا بل يريد لنا السعادة في الدنيا والاخرة وكل ما شرعه الله تعالى هو يصب في هذه القضية ونصب لنا اهل البيت عليهم السلام كي يكونوا الوسيلة الى الله تعالى وسيلة في العلم والنعم ولكن تغير الحال خلاف ما شرعه الله تعالى من الشريعة التي توصل الانسان الى السعادة الدنيوية وبالتالي الى السعادة الاخروية انما كان من ظلم الظالمين فمن يمنع حق الله تعالى ان يصل الى عباده فانه بالتالي سيعيش العباد في فقر وحاجة ولذا ورد عن امير المؤمنين عليه السلام: ((إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ فَرَضَ فِي أَمْوَالِ الْأَغْنِيَاءِ أَقْوَاتَ الْفُقَرَاءِ، فَمَا جَاعَ فَقِيرٌ إِلاَّ بِمَا مُتِّعَ بِهِ غَنِي، وَاللهُ تَعَالَى سَائِلُهُمْ عَنْ ذلِكَ))(نهج البلاغة غرر الحكم الحكمة 325). وهذا حال الدنيا باجمعها وحتى الغرب فلا يغرنكم ما يقال من رفاء العيش عندهم فحالة الفقر ليست باقل مما هي عند غيرهم وهي حالة طبيعية من تسلط الظالمين على رقاب الناس وهاك شيء اخير اختم به ان رفاء العيش في الظالمين ليس لاجل انهم على الحق بل لاجل استدراجهم الى زيادة الضلال ((وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ)) (الاعراف: 182) فليس كل من كان في نعيم العيش يعني انه في امن وامان فلعله يستدرج والعياذ بالله لشدة ما فعل من المعاصي بحيث لا ينفع معهم هداية. اطلت الكلام وكل هذا لاجل ان ابين شيئا واحدا مهما وهو علينا ان نربي ابناءنا على حب الله فانه ارحم الراحمين ((وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)) (البقرة: 186). تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1