مجهول ( 35 سنة ) - العراق
منذ سنتين

تأثير الأسم على المسمى به

سلام عليكم هل للأسم أثر في حياة الإنسان؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ينطلق الآباء في تسمية أولادهم من منطلقات شتَّى.فقد كان العرب قديماً يسمّون أبناءهم بفهد ونمر وكلب لأنّهم كانوا أصحاب حرب، فأرادوا أن يهوِّلوا على أعدائهم بأسماء أولادهم. ونلاحظ اليوم أنّ كثيراً من التسميات تنطلق من الإعجاب بمن يحملون تلك الأسماء، فقد يعجب المرء بزعيم أو عالم كبير أو فنّان مشهور، أو ممثّلة معروفة فيسمّي ولده باسمه أو باسمها.وقد يتمّ كلّ هذا من دون ملاحظة الآثار السلبيّة لهذه التسمية. فتسمية الطفل باسم فنَّان قد يلعب دوراً في جعل ذلك الفنَّان قدوة للطفل في حياته فيتأثّر به حينما يكبر، وتسميته باسم زعيم ظالم قد يؤثّر في نظرة الولد للظّلم. وقد ينطلق بعض الآباء، في تسمية أبنائهم بأسماء أجنبيّة غير عربية، من الانشداد إلى صورة اللفظ الأجنبي من دون الالتفات إلى ما قد يؤثِّر في الولد من ناحية تعلّقه بتلك المجتمعات، وحبّ الانفصال عن المجتمع الإسلاميّ. وقد يختار الوالدان بعض الأسماء التي تحمل مضامين سيّئة كـ"ظالم" و"إغواء" ونحوهما من دون ملاحظة سلبيّة ذلك. وجاء الإسلام ليدعو إلى اختيار الأسماء الحسنى للأولاد معتبراً أنّها من أولى حقوق الوالدين على أولادهم، فقد ورد أنّ رجلاً جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وسأله: ما حقّ ابني هذا؟. فأجاب صلى الله عليه وآله وسلم: "تحسِّن اسمه وأدبه وتضعه موضعاً حسناً"وربط الإسلام بين تسمية الولد ونداء يوم القيامة حينما قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في ما ورد عنه: "استحسنوا أسماءكم فإنّكم تُدْعَوْن بها يوم القيامة، قم يا فلان بن فلان إلى نورك، وقم يا فلان بن فلان لا نور لك" ولم يكتف النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الدعوة، بل كان يغيِّر عمليّاً الأسماء القبيحة في الناس بل والبلدان أيضاً4. واقتدى أئمة أهل البيت عليهم السلام برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الدعوة والعمل لتغيير الأسماء القبيحة إلى الحسنة، فقد روى أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام أنّه دخل عليه وهو واقف على رأس ابنه موسى عليه السلام وهو في المهد، فدنا هذا الرجل من الإمام فقال عليه السلام: "اذهب فغيِّر اسم ابنتك التي سمّيتها أمس، فإنّه اسم يبغضه الله"، وكان الرجل كما يحدِّث عن نفسه قد سمى ابنته "حميراء" فغيَّر الرجل اسمها. ودعا الإسلام إلى تسمية الأولاد بملاحظة أحد أمرين: الأوّل: المضمون والمعنى: فدعا إلى التسمية بالأسماء التي تحمل معنى العبوديّة كـ "عبد الله". فعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا إنّ خير الأسماء عبد الله وعبد الرحمن، وشرُّ الأسماء ضرار ومرّة وحرب وظالم"وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "... أصدق الأسماء ما سمّي بالعبودية" الثاني: صلاح حامل الاسم: فعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتحدّث عن أفضل الأسماء: "وأفضلها أسماء الأنبياء"8. وقد بيَّن نبيّ الإسلام أثر التسمية باسم الأنبياء حين قال صلى الله عليه وآله وسلم -في ما ورد عنه-: "إذا كان اسم بعض أهل البيت اسم نبيّ لم تزل البركة فيهم"وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من أهل بيت فيهم اسم نبيّ إلاّ بعث الله إليهم ملكاً يقدِّسهم بالغداة والعشيّ" وبما أنّ خاتم الأنبياء محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم هو سيّد بني البشر وأفضل قدوة فيهم، فقد ورد الحثّ الأكيد على التسمية باسمه الشريف، بل ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "من ولد له ثلاثة بنين ولَمْ يسمِّ أحدهم محمّداً فقد جفاني" وحدَّثنا الإمام الرضا عليه السلام عن أثر التسمية باسم النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: "البيت الذي فيه اسم محمّد يصبح أهله بخير ويمسون بخير" وتأكيداً على استحباب التسمية باسم خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم ورد استحباب تسمية كلّ ذكر باسم محمّد أوّل سبعة أيام، ثمّ إمّا يُترك على حاله أو يُغيَّر إلى اسم آخر. فعن الإمام الصادق عليه السلام: "لا يولد لنا مولود إلّا سمَّيناه محمّداً، فإذا مضى سبعة أيّام، فإذا شئنا غيَّرنا، وإلا تركنا" وكما حبَّذ الإسلام وحثَّ على التسمية باسم محمّد صلى الله عليه وآله وسلم لما في ذلك من أثر طيّب وتعزيز للقدوة الصالحة، فقد حثَّ على التسمية بأسماء أهل بيته الكرام عليهم السلام لنفس ذلك السبب، فقد ورد أن أحدهم سأل الإمام فينفعنا ذلك؟ فقال عليه السلام: "أي والله وهل الدين إلاّ الحب؟!!". قال الله تعالى: ﴿ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ وعن الإمام أبي الحسن عليه السلام قوله: "لا يدخل الفقر بيتاً فيه اسم محمّد أو أحمد أو علي أو الحسن أو الحسين أو جعفر أو طالب أو عبد الله أو فاطمة من النساء".