ابن الزنا
ما مدى صحة المضمون الوارد في الأحاديث( أن ابن زنا لا يدخل الجنة وفي النار )؟
إن هذا الخبر وغيره وإن كان مشهوراً، إلا أنه محمول على أنّ ابن الزنا يفعل باختياره مايستحق بسببه الدخول إلى النار، وأنّه لا يدخل الجنّة، فهذه الروايات ناظرة إلى أن ابن الزنا قد يبقى محاطاً بمقتضيات الانحراف والضلال، فينشأ منحرفاً، وهذا يؤدي إلى الحرمان من الجنة والابتلاء بالعذاب، لا أن عنوان ابن الزنا علّة لما ذكر، بل إذا سار الشخص على الصراط السويّ، واعتقد بالعقائد الحقّة، وعمل صالحاً، فلا يكون مدلولاً لتلك الأخبار. وبعبارة أخرى، إن ولد الزنا كسائر الناس مكلّف بأصول الدين وفروعه، ويجري عليه أحكام المسلمين مع إظهار الإسلام، ويثاب على الطاعات ويعاقب على المعاصي . فإذا لم يفعل باختياره ما يستحقّ به العقاب فيكون عذابه جوراً وظلماً، والله ليس بظلّام للعبيد، فإذا عمل ابن زنا صالحاً دخل الجنة، وفي المقابل إذا عمل المعاصي، وبقي مصرّاً عليها حتى الموت، فإنه لا يدخل الجنة ومصيره إلى النار، بلا فرق في ذلك بينه وبين غيره.