السلام عليكم
(مَن كان عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ)
ماتفسير الاية الكريمة ومن هو جبريل هل هو جبرائيل ع ؟ في الاية الكريمة يقل الله عز وجل من كان عدوا لله وملائكته وجبريل وميكال ) لماذا فصل عز وجل جبريل وميكال الا يعدان من الملائكة ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في مجمع البيان للطبرسي ، ج١،ص٣١٥-٣١٦:
جبرئيل وميكائيل اسمان أعجميان عربا وقيل جبر في اللغة السريانية هو العبد وإيل هو الله وميك هو عبيد فمعنى جبريل عبد الله ومعنى ميكائيل عبيد الله وقال أبو علي الفارسي هذا لا يستقيم من وجهين أحدهما أن إيل لا يعرف من أسماء الله تعالى في اللغة العربية والآخر أنه لوكان كذلك لكان آخر الاسم مجرورا أبدا كقولهم عبد الله والبشرى والبشارة الخبر السار أول ما يرد فيظهر ذلك في بشرة الوجه .
فأنزل الله تعالى هذه الآية جوابا لليهود وردا عليهم فقال {قل} لهم يا محمد {من كان عدوا لجبريل} إذا كان هو المنزل للكتاب عليك {فإنه نزله على قلبك بإذن الله} لا من تلقاء نفسه وإنما أضافه إلى قلبه لأنه إذا أنزل عليه كان يحفظه ويفهمه بقلبه ومعنى قوله {بإذن الله} بأمر الله وقيل أراد بعلمه أو بإعلام الله إياه ما ينزل على قلبك وقوله {مصدقا لما بين يديه} معناه موافقا لما بين يديه من الكتب ومصدقا له بأنه حق وبأنه من عند الله لا مكذبا لها {وهدى وبشرى للمؤمنين} معناه إن كان فيما أنزله الأمر بالحرب والشدة على الكافرين فإنه هدى وبشرى للمؤمنين وإنما خص الهدى بالمؤمنين من حيث كانوا هم المهتدين به العاملين(2) بما فيه وإن كان هدى لغيرهم أيضا وقيل أراد بالهدى الرحمة والثواب فلذلك خصه بالمؤمنين ومعنى البشرى أن فيه البشارة لهم بالنعيم الدائم وإن جعلت مصدقا وهدى وبشرى حالا لجبريل فالمعنى أنه يصدق بكتب الله الأولى ويأتي بالهدى والبشرى وإنما قال سبحانه {على قلبك} ولم يقل على قلبي على العرف المألوف كما تقول لمن تخاطبه لا تقل للقوم أن الخبر عندك ويجوز أن تقول لا تقل لهم أن الخبر عندي وكما تقول قال القوم جبريل عدونا ويجوز أن تقول قالوا جبريل عدوهم
قوله تعالى : {من كان عدوا لله وملائكته ورسله} فمعناه من كان معاديا لله أي يفعل فعل المعادي من المخالفة والعصيان فإن حقيقة العداوة طلب الإضرار به وهذا يستحيل على الله تعالى وقيل المراد به معاداة أوليائه كقوله إن الذين يؤذون الله وقوله {وملائكته} أي ومعاديا لملائكته {ورسله وجبريل وميكال} وإنما أعاد ذكرهما لفضلهما ومنزلتهما كقوله تعالى {فيهما فاكهة ونخل ورمان} وقيل إنما أعاد ذكرهما لأن اليهود قالت جبريل عدونا وميكائيل ولينا فخصهما الله بالذكر لأن النزاع جرى فيهما فكان ذكرهما أهم ولئلا تزعم اليهود أنهما مخصوصان من جملة الملائكة وليسا بداخلين في جملتهم فنص الله تعالى عليهما ليبطل ما يتأولونه من التخصيص ثم قال {فإن الله عدو للكافرين} ولم يقل فإنه وكرر اسم الله لئلا يظن أن الكناية راجعة إلى جبرائيل أو ميكائيل ولم يقل لهم لأنه قد يجوز أن ينتقلوا عن العداوة بالإيمان وقد طعن بعض الملحدة في هذا فقال كيف يجوز أن يقول عاقل أنا عدو جبريل وليس هذا القول من اليهود بمستنكر ولا عجب مع ما أخبر الله تعالى عن قولهم بعد مشاهدتهم فلق البحر والآيات الخارقة للعادة اجعل لنا إلها كما لهم آلهة وقولهم أرنا الله جهرة وعبادتهم العجل وغير ذلك من جهالاتهم .