hoda ( 18 سنة ) - لبنان
منذ سنتين

مع من نعمل بهذا الحديث

السلام عليكم هناك حديث للامام علي مفاده ان رغبتك في زاهد فيك مذلة وزهدك في راغب فيك منقصة وانا احب هذا الحديث جدا واحب ان اعمل به اولا ما صحة هذا الحديث ثانيا كيف اجمع بينه وبين الاحاديث التي توجب على الانسان ان يصل رحمه حتى وان قاطعوه وتركوه وزهدوا به و ان المرأة حتى وان كان زوجها لا يريدها ويؤذيها فمن المستحب ان تصبر وتبقى معه اذا مع من نعمل ب هذا الحديث وشكرا


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ورد هذا النص في كتاب نهج البلاغة و ايضا شرح النهج و لا يستلزم ما ذكر بالسؤال وانما المراد منه هو ان من تمام الحظّ كثرة الإخوان للإعانة على صلاح أمر المعاش و المعاد. فالزهد فيهم يستلزم نقصان الحظّ، و لأنّ مجازاة الرغبة بمثلها فضيلة من تمام الخطّ النفسانىّ فعدمها يستلزم نقصانه. و أمّا الثاني فاستلزام الرغبة في الزاهد فيك للذلّ و الخضوع له ظاهر. و الكلمتان صغريا ضمير نفّر به عن الزهد في الراغب فيك و الرغبة فيمن يزهدك.… وايضا ورد في شرح النهج : نقصان حظ لك- و ذلك لأنه ليس من حق من رغب فيك أن تزهد فيه- لأن الإحسان لا يكافأ بالإساءة- و للقصد حرمة و للآمل ذمام- و من طلب مودتك فقد قصدك و أملك- فلا يجوز رفضه و اطراحه و الزهد فيه- و إذا زهدت فيه فذلك لنقصان حظك لا لنقصان حظه- فأما رغبتك في زاهد فيك فمذلة- لأنك تطرح نفسك لمن لا يعبأ بك- و هذا ذل و صغار- . و قال العباس بن الأحنف في نسيبه- و كان جيد النسيب- ما زلت أزهد في مودة راغب حتى ابتليت برغبة في زاهد هذا هو الداء الذي ضاقت به حيل الطبيب و طال يأس العائد - أي ما زلت عزيزا حتى أذلني الحب ( . شرح نهج البلاغه (ابن ابی الحدید) ج 20، ص 101) وايضا لبيان المعنى من هذا النص هو ما ذكره صاحب منهاج البراعة هو: ان الرغبة هى حقيقة إظهار الحاجة و التّقاضا، فاذا رغب القلب الى شي ء مدّ اليد إليه و تحرّك اللّسان باظهار الحاجة لديه، فمن المروّة إجابة هذه الرّغبة و اغتنام هذه المحبّة فانّها توجب الصداقة و تحكيم الاخوّة، و النيل بالمقاصد من شتّى النواحي، فالزهد في الرّاغب إلى الشخص يوجب نقص الحظّ، كما أنّ الرغبة فيمن يزهد في الرّاغب إظهار حاجة لدى من يردّها، و هو ذلّ و هوان.…