هل يعلم الموتى من الشخص الذي يقرأ لهم الفاتحة او سورة من القرآن ؟ وما هي السورة القرآنية والاعمال التي تقرأ للموتى المؤمنين والمؤمنات الذين ليس لديهم أولاد او احد يذكرهم وهل هذه الاعمال فيها فوائد بالدنيا والآخرة؟ ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى وصول الاعمال الى ارواح المؤمنين ان الله بمنه وفضله يقبل العمل الصادر من الحي ويوصل نفعه للميت وقد وردت الآيات والروايات التي تشير الى انتفاع الميت بعمل الحي فلا ينبغي التشكيك في ذلك والروايات صريحه وواضحه بذلك.
فالله سبحانه وتعالى هو الذي قبل تلك الاعمال لحساب الميت مثلما قبل اعمال الحي عن نفسه وقد صرح رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ان سأله سعد بن عبادة عن امه انها كانت تحج من ماله وتتصدق وتصل الرحم وتنفق من ماله وانها ماتت فهل ينفعها ان فعل ذلك عنها فقال له صلى الله عليه وآله نعم. ثم ان للعمل المهدى قيمه عند الله بحسب خصوصيات ذلك العمل ان اهديت الى ميت واحد انتفع بها كلها وان اعطيت لمجموعه انتفعت بها تلك المجموعه بحسب نية المهدي.
والروايات تشير الى ان العامل لذلك العمل ينتفع بالعمل بالاضافه الى انتفاع الميت به وهنا يظهر الفرق واضحاً في اختلاف النيه في الاهداء فالاهداء الى الابوين يختلف عن الاهداء الى غيرهم والاهداء للمؤمن يختلف عن الاهداء للناصب والاهداء للمعصومين عليهم السلام يختلف عن الاهداء لغيرهم والاهداء لجميع المؤمنين والمؤمنات يختلف عن الاهداء لشخص واحد وتقدير ذلك بيده تعالى يرجع الى اختلاف تلك الموايا واعتبارها عنده. ثم ان للناس مراتب مختلفه ولهم درجات متفاوته ولهم علم ومعرفه مختلفه فاختلفت نيه الناس لأختلاف تلك وهذا هو السلوك الصحيح في التدرج في سلم التكامل والصعود من درجه الى اخرى ولا ينبغي اقحام جميع الناس في اعلى الدرجات لئلا ينكسروا ولا يتحملوا ظروف تلك الدرجات.
ويمكن لكم اهداء ثواب الاعمال للموتى ومن تلك الاعمال الصلاة او الصيام او قراءة القرآن او الصدقة او الحج او العمرة وغيرذلك وقد وردت بعض الروايات الدالّة علىٰ أنَّ من أشرك معه أحداً من المؤمنين في حجَّته فإنَّ له ولجميع من أشركه الثواب الكامل، فقد ورد عن عليِّ بن إبراهيم الحضـرمي، عن أبيه، قال: رجعت من مكّة، فلقيت أبا الحسن موسىٰ في المسجد وهو قاعد فيما بين القبر والمنبر، فقلت: يا ابن رسول الله، إنّي إذا خرجت إلىٰ مكّة ربَّما قال لي الرجل: طف عنّي أُسبوعاً وصلِّ ركعتين، فأشتغل عن ذلك، فإذا رجعت لم أدر ما أقول له، قال: «إذا أتيت مكّة فقضيت نُسكك فطف أُسبوعاً وصلِّ ركعتين ثمّ قل: اللّهمّ إنَّ هذا الطواف وهاتين الركعتين عن أبي وأُمّي وعن زوجتي وعن ولدي وعن حامَّتي وعن جميع أهل بلدي حرّهم وعبدهم وأبيضهم وأسودهم، فلا تشاء أن قلت للرجل: إنّي قد طفت عنك وصلَّيت عنك ركعتين، إلَّا كنت صادقاً، فإذا أتيت قبر النبيِّ فقضيت ما يجب عليك فصلِّ ركعتين، ثمّ قف عند رأس النبيِّ، ثمّ قل: السلام عليك يا نبيَّ الله من أبي وأُمّي وزوجتي وولدي وجميع حامَّتي ومن جميع أهل بلدي حرّهم وعبدهم وأبيضهم وأسودهم، فلا تشاء أن تقول للرجل: إنّي أقرءت رسول الله عنك السلام إلَّا كنت صادقاً»
بل ورد أنَّه قال أبو عبد الله: «لو أشركت ألفاً في حجَّتك لكان لكلِّ واحد حجَّة من غير أن تنقص حجَّتك شيئاً»
وقد ورد عن عليِّ بن المغيرة، عن أبي الحسن، قال: قلت له: إنَّ أبي سأل جدّك، عن ختم القرآن في كلِّ ليلة، فقال له جدّك: «كلّ ليلة»، فقال له: في شهر رمضان، فقال له جدّك: «في شهر رمضان»، فقال له أبي: نعم ما استطعت. فكان أبي يختمه أربعين ختمة في شهر رمضان، ثمّ ختمته بعد أبي فربَّما زدت وربَّما نقصت علىٰ قدر فراغي وشغلي ونشاطي وكسلي، فإذا كان في يوم الفطر جعلت لرسول الله ختمة، ولعليٍّ أُخرىٰ، ولفاطمة أُخرىٰ، ثمّ للأئمَّة حتَّىٰ انتهيت إليك فصيَّرت لك واحدة منذ صرت في هذا الحال، فأيُّ شيء لي بذلك؟ قال: «لك بذلك أن تكون معهم يوم القيامة»، قلت: الله أكبر فلي بذلك؟! قال: «نعم»، ثلاث مرّات.