اثير المنصوري ( 34 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

الشيخية

١- من هم الشيخية؟ ٢- بماذا يفرقون عنّا؟ ٣- هل عملهم مبرئ للذمة؟


١- الشيخية : فرقة من الشيعة الإمامية ظهرت في أواخر النصف الأوّل من القرن الثالث عشر الهجري ـ التاسع عشر الميلادي ـ وسمّيت بذلك نسبة إلى زعيمها الأوّل شيخ أحمد الأحسائي ، المتوفّى سنة 1241 هـ ـ 1825 م ، وتسمّى بالكشفيّة أيضاً؛ لما صرّح به زعيمها من الكشف والإلهام ، أو لأنّ الله سبحانه قد كشف غطاء الجهل وعدم البصيرة في الدين عن بصائرهم ، كمّا تسمّى بالركنية أيضاً؛ لقولها بالركن الرابع ، والشيعي الكامل ، واعتباره من أُصول الدين ، كما سيأتي ، وهذه الأفكار التي أدّت إلى خلاف بينها وبين بقية الشيعة الإمامية ، الذين أنكروا هذه المسائل . وهذه المسائل تبنّاها تلميذه المقرّب السيّد كاظم الرشتي ، إذ بعد وفاة الشيخ أحمد عهد إليه بالخلافة، أو بالركنية والمرجعية لأُمور الدين ، واستمر أمر هذه الفرقة متبنّياً لأراء الأحسائي ، وتلميذه السيّد الرشتي إلى أن برزت إلى الوجود منهم مدرستان ، مدرسة تبريز والمسمّاة بشيخية تبريز ، ومشيخة كرمان ، ووقع نزاع بينهما . يقول الشيخ السبحاني: الشيخية طائفة من الشيعة الإمامية الاثني عشرية، ولقّبوا بهذا الاسم نسبة إلى شيخهم ومعلمهم الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي، وهم لا يختلفون في أُصول الدين وأُمهات المسائل الشرعية عن سائر الشيعة الإمامية، وليسوا أخباريّين كما ربما يتوهّم، نعم لهم بعض الآراء والمعتقدات الخاصّة كما نشير إليها. وهم اليوم موجودون في إيران والعراق والكويت والأحساء، وينقسمون إلى فرقتين: «الركنية» و «الكشفية»، ولكلّ فرقة آراؤها الخاصّة. ومبدأ نشوء هذه الطائفة هو بعد بروز الشيخ أحمد الأحسائي في مطلع القرن الثالث عشر الهجري كعالم أوحد متميز له بعض النظريات والأفكار الجديدة في علم الفلسفة والعقائد الإسلامية، وحيث كان الشيخ ذا عبقرية فذة وعرف منه الزهد والإغراق في العبادة- هذا بالإضافة إلى مقامه العلمي الشامخ- لذا كان ذا جاذبية قوية ومؤثرة أدّت إلى وجود تيار جارف من الموالين والأنصار له، ومعظم أنصاره كان من إيران، وبعضهم من العراق ودول الخليج، وهؤلاء هم كانوا النواة والقاعدة الّتي تحوّلت فيما بعد إلى طائفة مستقلة تسمّى ب «الشيخية». انتهى ومن خلافهم اعتقادهم بالركن الرابع ، ومرادهم من ذلك : الاعتقاد بالنيابة الخاصّة للعالم المرجع الذي يتّبعوه ، أيّ أنّه : على ارتباط خاص بالناحية المقدّسة نظير النوّاب الأربعة في الغيبة الصغرى ، وقد يطلقون عليه بدل الركن الرابع عبارة « المولى » ، ويرون أن توليه من أجزاء الإيمان ، وأنّ مَن لم يتولّاه ناقص الإيمان ، كما يذهبون إلى أنّ المعاد والبعث والنشور هو بالجسم اللطيف ، ويطلقون عليه « الهورقليائي ». ٢- الفارق الأوّل : بإجماع الشيعة الإماميّة على ضرورة انقطاع النيابة الخاصّة في الغيبة الكبرى ، وإنّ المبدع لها مبدع مخالف لضرورة المذهب لديهم ، هذا ، فإن كان بعضهم ينكر دعوى النيابة الخاصّة في حقّ من يتبعه من رجال الدين ، فنعم الصواب والوفاق. وبالجدير ذكره أن بعض تلامذة السيّد كاظم الرشتي ، ويُدعى : علي محمّد الشيرازي ادّعى البابيّة ؛ وأسّس فرقة البابيّة في إيران ، ثمّ ادّعى النبوّة ، ثمّ تحوّلت إلى البهائيّة المعروفة حالياً ، وأشار بعض الأفاضل إلى أن بين الشيخ زين الدين أحمد الأحسائي ، وبين تلامذته فوارق عديدة ؛ إذ أنّه لا يلاحظ هذه الفوارق في كتب الشيخ الأحسائي ، بل غالبها هي من مباني تلامذته ، حتّى أنّه قيل : إنّ الشيخ علي بن الشيخ الأحسائي الذي كان على منزلة من الفضيلة وقطن كرمانشاه أنكر كثيراً من الأمور التي نسبها تلاميذ الشيخ الأحسائي إليه. ٣- نعم مبريء للذمة إذا كانت أعمالهم موافقة للمرجع الأعلم في وقتهم،

5