ayat ( 24 سنة ) - العراق
منذ سنتين

يقولون: ان القران الكريم يثبت خلاف العصمة للانبياء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارجو من حضرتكم ايضاح تفسير هاتين الايتين وما هي الروايات الاصح لتفسيرهما لكوني بحثت ووجدت عدة تفاسير وروايات مختلفة الاولى سورة التحريم اية (١) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1) والثانية سورة الحج اية (٥٢) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ارجو ان تكون الاجابة مفصلة لنجيب بها على شخص يتهم النبي صلوات الله عليه بأنه غير معصوم . وفقكم الله لكل خير


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم اختنا الكريمة في تطبيقكم المجيب لا يوجد اي تنافي بين العصمة وهذه الايات الشريفة بل الجميع منسجم تمام الانسجام وهي ادل على العصمة من عدمها بل تدل على رقي النبي صلى الله عليه واله وتاييد السماء المطلق للانبياء كما سيتضح جليا لكم اما ما يخص الاية الشريفة الاولى فانه يجاب عنها: ((فليس المراد بالتحريم هنا أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) شرع على نفسه الحرمة مقابل ما شرع الله له من الحلية فهذا ما لم يكن.. بل يعني أنّه منع على نفسه ما هو حلال له وأوجبه بالحلف. وهذا ليس تشريعاً ولا قبيحاً فان تحريم المرء ما هو حلال له بسبب من الأسباب او لغير سبب ليس حراماً ولا من جملة الذنوب.. مع أنه قد يقال لتارك النَفل لمَ لَم تفعله مع كونه نفلاً؟ وبقرينة (( تبتغي مرضاة أزواجك )) يظهر ان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قام بعمل مما أحل الله له فآذاه بعض أزواجه وضيقن عليه وألجأنه بسبيل إرضائهن على ان يحلف لهن بتركه وعدم فعله بعد ذلك والمسؤولية في هذا تتوجه إليهن في الحقيقة فهن من حملنه على ما ليست لهن بحق. ويؤيد ذلك قوله تعالى: (( ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه )) (التحريم:4). ويومئ إلى ذلك إنّ الله تعالى حين أمر نبيّه أن يتحلل من يمينه في قوله: (قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم)، ختمها بقوله (( والله مولاكم وهو العليم الحكيم )) (التحريم:2) فهي تشعر بالنصرة له (صلى الله عليه وآله وسلم) وبيان علم الله وحكمته التي كانت وراء أمره له. وهذا هو الوارد في الخبر: فقد روي: (أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في بيت حفصة في نوبتها فاستأذنته في الذهاب إلى بيت أبيها لحاجة فاذن لها فلما ذهبت أرسل إلى جاريته مارية القبطية فكانت عنده.. فلما عادت حفصة ووجدتها خاصمته قائلة: انما أذنت لي من أجل هذا، أدخلت أمَتك بيتي ثم وقعت عليها في يومي وعلى فراشي.. أما رأيت لي حرمة وحقاً؟! فقال صلوات الله عليه: (أليس هي جاريتي قد أحل الله ذلك لي)؟ وقال لها اسكتي.. الحديث. ويبدو ان أخريات ظاهرن حفصة ومنهن عائشة ولم يرضين حتى حلف على عدم مقاربته لمارية بعد ذلك. وحين أنزل الله سورة التحريم ومع تكريمه له في مخاطبته بلقب النبوّة فان قوله: (لمَ تحرم) مشوب بالعتاب ولذلك فانه حين تحلل من يمينه طلق حفصة، وهجر نساءه سبعة وعشرين يوماً وسكن في مشربة أم إبراهيم (مارية القبطية) ونزلت آية التخيير له في نسائه. وبهذا يتضح لك أنّ لا منافاة بين الخطاب في هذه الآية وبين العصمة.))(منقول بتصرف عن مركز الابحاث العقائدية) اما الاية الثانية فقد ذكر صاحب تفسير الامثل ما ملخصه: ((في البداية تقول الآية: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى أمرا لصالح الدين والمجتمع وفكر في خطة لتطوير العمل ألقى الشيطان في أمنيته إلا أن الله لم يترك نبيه وحده إزاء إلقاءات الشياطين فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته. إن هذا العمل يسير على الله تعالى، لأنه عليم بجميع هذه المؤامرات الدنيئة، ويعرف كيف يحبطها والله عليم حكيم.))(الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٠ - الصفحة ٣٧٥) فيتضح من هذا البيان ان الانبياء مؤيدون من الله تعالى وان الشيطان لا يمكنه ان ينفذ اليهم باي حال من الاحوال وكل محاولاته تنتهي بالفشل وان الله ينسخ ويمحو هذه المحاولات وليس المعنى كما توهمه ضعيف المعرفة ان الشيطان يقدر على ان يخترق الانبياء فان هذا المعنى تنفيه نفس الايات اللاحقة اذ يقول عز من قال : ((وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (54) فالاية التي بعدها تبين ان ما يلقيه الشيطان انما هو فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وليس له طريق الى الانبياء وفي الاية التي بعدها يؤكد ان المؤمنين لا يصل اليهم الشيطان وانه ليعلم الذين اوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا به وان الله تعالى يهدي الذين امنوا الى صراط مستقيم وليس لصراط الشيطان اي مجال مع الانبياء . فاين نفي العصمة في هذه الايات وكلها اشراق ونور بحفظ الانبياء وعصمتهم من وساوس الشيطان ونزغه وامانيه هذا من جهة ومن جهة اخرى ان القران يؤكد في ايات عديدة عصمة انبياءه وعظمتهم وتنزيههم عن اي معصية . والمطلوب من المؤمنين ان يتدبروا بايات الله تعالى والرجوع الى اهل الاختصاص في مواطن الاشتباه والتوهم فان شياطين الانس والجن لن يهدأ لهم بال الا ان يضللوا الناس عن الحق الحقيق ولكن يأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1