السلام عليكم
كلنا على علم ان الاسلام لم يأت فقط لتنظيم العلاقة مع الله فقط وانما لتنظيم كل مفاهيم الحياة فما يتعلق بل الفرد والمجتمع فهل تطرق الاسلام لتنظيم الوقت سواء في القران او عن النبي صلى الله عليه واله وعن اهل البيت واذا كانت الاجابة نعم فهل تتفضلون علينا بطرح اسماء بعض الكتب المتطرقة لتنظيم الوقت سواء دراسيا او اجتماعيا ارجو تزويدي ببعض الكتب عن الوقت
وفقكم الله لخدمة المذهب
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم اخي الكريم في تطبيقكم المجيب
ان تنظيم الوقت من الامور المهمة التي اولاها الدين اهمية كبيرة وعظيمة واكد على اهميته وتنظيمه في القران الكريم والروايات الشريفة واذكر لكم بعض هذه النصوص الشريفة في تنظيم الوقت لا على سبيل الاستيعاب
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: ((وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً)) (الاسراء:12)
فالاية الشريفة تبين اهمية الليل والنهار وان واحدا من الامور المهمة في الليل والنهار اننا نعرف بهما عدد السنين والحساب فالتعليل في الاية الشريفة (لتعلموا عدد..) انما هو لاجل عظيم هذه القضية واهمية الوقت في الحياة فان لم يكن الوقت مهما فما الحاجة ان يجعل الله لنا الليل والنهار
وفي آية أخرى: ((هو الذي جعل الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً ... المزید))(يونس:73) فالاية الشريفة تبين تنظيم الوقت ووظائف النهار ووظائف الليل وغير هذه الاية بهذا المضمون في تنظيم الوقت وما يكون في الليل وما يكون في النهار.
اما الروايات الشريفة
قال الإمام علي عليه السلام: "إنّ الّليل والنّهار يعملان فيك فاعمل فيهما، ويأخذان منك فخذ منها"1. ويقول أيضاً: "إن أوقاتك أجزاء عمرك فلا تنفذ لك وقتاً إلا فيما يُنجيك"2.
بل اكثر من ذلك في بيان حقيقة العمر
- عنه (عليه السلام): إن عمرك عدد أنفاسك، وعليها رقيب تحصيها (3).
ومن اعتنام الوقت قبل الفوت قول رسول الله صلى الله عليه واله: إن العمر محدود لن يتجاوز أحد ما قدر له، فبادروا قبل نفاذ الأجل(4).
ويستمر التاكيد من اهل البيت عليهم السلام على الوقت والعمر فقد ورد بسنده عن الامام موسى الكاظم عليه السلام عن ابائه عليهم السلام عن جدهم رسول الله صلى الله عليه واله انه قال: ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، عن عمره فيما أفناه، و [عن] شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن حبنا أهل البيت)(5).
فهذه الرواية تؤكد ان يوم القيامة يحاسب الانسان على عمره من جهة وعن شبابه من جهة اخرى وما هذا الا لاهمية العمر الذي قضاه الانسان والوقت الذي صرفه في حياته الدنيا.
وجاء التاكيد على السعي الحثيث وان لا تكون الايام متساوية في العطاء فضلا ان يكون اليوم الثاني اقل من السابق
روي عن الامام الكاظم عليه السلام : ( الإمام الكاظم (عليه السلام): من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون، ومن لم يعرف الزيادة في نفسه فهو في نقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة) (6).
وغير هذه الروايات الكثير التي تؤكد على اهمية الوقت بل الدين كله منظم على اساس الوقت فالصلاة لها وقت محدد ((إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً)) (النساء:103) وكذا شهر رمضان فهو وقت محدد ومخصوص والحج وقت محدد ومخصوص والخمس له وقته والزكاة لها وقتها وما توقيت هذه الامور الا رسالة عظيمة في ان الوقت له اهمية كبيرة في تنظيم كل الحياة والايات ووالرايات كثيرة في هذا الباب
اما كتاب خاص في هذا المجال فلست مطلعا على هكذا عنوان خاص وانما هذه التفاصيل موجودة في الايات والروايات بشكل عام وبعضها تحتاج ترتيبها مع بعضها البعض وترابطها مع بعض حتى نخرج بصورة متكاملة بكل تفاصيل الوقت من جهة الاهمية والتنظيم والاغتنام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- غرر الحكم، ص151.
2- المصدر السابق، ص159.
3- غرر الحكم.
4- أعلام الدين: ٣٣٦ / ١٢.
5- الخصال، الشيخ الصدوق،ص253.
6- البحار، الشيخ المجلسي،78 / 327 / 5 .
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته