السلام عليكم التقليد واجب على من لا يعرف الأحكام الشرعية ولا يتمكن من الاستنباط، فإنّ التكاليف الإلهية من الواجبات كالصلاة والصوم والحج والزكاة والخمس وغير ذلك لا بدّ من امتثالها، وهو إنّما يتحقق بعد معرفة أجزائها وشرائطها وكيفياتها وخصوصياتها، ولا يتمّ ذلك إلّا بالاستدلال عليها واستنباطها من الكتاب والسنّة الشريفة، والمجتهد الفقيه هو الذي يتمكّن من ذلك فلا بدّ من الرجوع إليه والأخذ منه كالمريض الذي يرجع إلى الطبيب لتشخيص مرضه وعلاج ذلك، لأنّه من أهل الخبرة والاطلاع في الطب، فالدليل على وجوب تقليد العامي من المجتهد الذي يتمكّن من استنباط الأحكام الشرعية عن أدلّتها هو بناء العقلاء وسيرتهم القائمة على رجوع الجاهل في كلّ علمٍ وفنٍ وحرفةٍ إلى أهل الخبرة فيه. مضافاً إلى قوله تعالى: «فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ» وإلى الروايات الواردة عن الائمة المعصومين عليهم السلام، ومنها قوله عليه السلام: «وأمّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه مخالفاً لهواه مُطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلّدوه».