الصلاة: هي عمود الدين وأهم عبادة جسدية وروحية، وتركها عمداً يعدّ من الكبائر التي تؤدي إلى غضب الله وعقابه، فإذا ترك المسلم أو المؤمن الصلاة جحوداً بفرضيتها، أي أنه ينكر وجوبها، فإنه يُعدّ كافراً مرتداً عن الإسلام، روي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قوله: "لا تدعوا الصلاة متعمداً، فإنه من ترك الصلاة متعمداً فقد كفر" (الكافي، ج 3، ص 270). هذه الرواية تبين خطورة ترك الصلاة عمداً وتصفه بالكفر، مما يؤكد على وجوبها الشديد.
أمّا إذا ترك الصلاة تكاسلاً مع الاعتراف بوجوبها، فإنه يُعد عاصياً ومرتكباً لكبيرة من الكبائر، ولكنه لا يُخرج من الإسلام. جاء في الحديث: "قال الإمام الصادق (عليه السلام): إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة" (ثواب الأعمال وعقاب الأعمال). هذا الحديث يوضح أن التهاون في أداء الصلاة يحرم الإنسان من شفاعة أهل البيت (عليهم السلام).
عقاب تارك الصلاة:
قال الله عزَّ وجل: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (المدثر/38) {إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ} (المدثر/39) {فِي جَنَّاتٍ {يَتَسَاءلُونَ* عن الْمُجْرِمِينَ* مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ*قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} (المدثر:٤٠-٤١-٤٢-٤٣)
و سَقر وادٍ في جهنم (أعاذنا الله منها)، وقال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام):" إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لَوَادِياً لِلْمُتَكَبِّرِينَ يُقَالُ لَهُ سَقَرُ شَكَا إِلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- شِدَّةَ حَرِّهِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ أَنْ يَتَنَفَّسَ فَتَنَفَّسَ فَأَحْرَقَ جَهَنَّمَ. (الكافي: 2 / 310).
وعن عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) ـ أي الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ـ عَنِ الْكَبَائِرِ؟
فَقَالَ:" هُنَّ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام) سَبْعٌ: الْكُفْرُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَأَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَ التَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ".
قَالَ فَقُلْتُ: فَهَذَا أَكْبَرُ الْمَعَاصِي؟
قَالَ: "نَعَمْ".
قُلْتُ: فَأَكْلُ دِرْهَمٍ مِنْ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً أَكْبَرُ أَمْ تَرْكُ الصَّلَاةِ؟
قَالَ: "تَرْكُ الصَّلَاةِ".
قُلْتُ: فَمَا عَدَدْتَ تَرْكَ الصَّلَاةِ فِي الْكَبَائِرِ؟
فَقَالَ: "أَيُّ شَيْءٍ أَوَّلُ مَا قُلْتُ لَكَ"؟
قَالَ قُلْتُ: الْكُفْرُ.
قَالَ: "فَإِنَّ تَارِكَ الصَّلَاةِ كَافِرٌ، يَعْنِي مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ". (الكافي: 2 / 279).
وسُئِلَ الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): مَا بَالُ الزَّانِي لَا تُسَمِّيهِ كَافِراً، وَتَارِكُ الصَّلَاةِ قَدْ سَمَّيْتَهُ كَافِراً وَمَا الْحُجَّةُ فِي ذَلِكَ؟
فَقَالَ (عليه السلام): "لِأَنَّ الزَّانِيَ وَمَا أَشْبَهَهُ إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ لِمَكَانِ الشَّهْوَةِ؛ لِأَنَّهَا تَغْلِبُهُ وَتَارِكُ الصَّلَاةِ لَا يَتْرُكُهَا إِلَّا اسْتِخْفَافاً بِهَا، وَذَلِكَ لِأَنَّكَ لَا تَجِدُ الزَّانِيَ يَأْتِي الْمَرْأَةَ إِلَّا وَهُوَ مُسْتَلِذٌّ لِإِتْيَانِهِ إِيَّاهَا قَاصِداً إِلَيْهَا، وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ قَاصِداً إِلَيْهَا، فَلَيْسَ يَكُونُ قَصْدُهُ لِتَرْكِهَا اللَّذَّةَ، فَإِذَا نُفِيَتِ اللَّذَّةُ وَقَعَ الِاسْتِخْفَافُ، وَإِذَا وَقَعَ الِاسْتِخْفَافُ وَقَعَ الْكُفْرُ". (الكافي: 2 / 386).