لماذا لم يجاهد النبي (صلى الله عليه واله) المنافقين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
مولانا العزيز وفقكم الله وسدد خطاكم ما تقولون في بعض الشبه التي تطرح من الوهابيه على كسر ضلع الزهراء عليها السلام وهي...
السؤال إذا كان النبي يعرف كفر الصحابة من خلال آيات نزلت بحقهم ومن خلال أخبار الوحي له؛ لماذا لم يقتلهم أو يجاهدهم أو يبعدهم عنه أو على أقل تقدير يحذر الأمة منهم؟
إذن النبي في عقيدتنا رغم علمه بحالهم قد خالف قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73)}؟؟
السؤال الثاني...
إذا كانت الزهراء مأمورة بالخروج وعليا غير مكلف وهذا أمر ينافي ما عرفه العرب بأن يخرج الرجل لمن يطرق الباب من الأجانب لا أن يجعل زوجته تفعل ذلك من الذي أمر الزهراء بالخروج و لم يكلف علي للخروج؟
و إذا كانت الزهراء مأمورة بالخروج لهم فلماذا علي اراد أن يخرج قبلها على الرغم أنه غير مكلف كما تقول؟
الا يعلم علي أن فاطمة مأمورة بالخروج لهم وأنه غير مكلف بالخروج لهم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم اخي الخزاعي في تطبيقكم المجيب
س1
ذكر الشيخ المفيد في جواب هذا التساؤل في تفسير القران المجيد ص263 ما نصه:
((أنّ الجهاد على ضربين : جهاد بالسيف وجهاد باللسان ، وكان الجهاد بالسيف مفروضا على النبي صلَّى اللَّه عليه وآله للكفّار ، الذين ظاهروا بالكفر والشرك ، وكان جهاد اللسان مفروضا عليه للمنافقين ، وقد أدّى الفرضين معا ، فجاهد الكفّار بالسيف كما أمر اللَّه تعالى ، وجاهد المنافقين باللسان كما فرض عليه .
ووجه آخر : هو أنّه قد جاهد الفريقين بالسيف ، فتولَّى جهاد الكفّار وأوصى أخاه وابن عمّه أمير المؤمنين عليه السّلام بجهاد المنافقين من بعده ، فقام بأمره في ذلك ونفذ وصاته ، فجاهد أهل البصرة وأهل الشام وأهل النهروان ، وأقام حدّ اللَّه فيهم . وليس لقائل أن يقول : إنّ الجهاد فرض عليه ليتولَّاه بنفسه ، إذ قد تولَّى جهاد كثير من الكفّار في أمراء لم يباشر جهادهم بنفسه ، وكان هو المجاهد لهم بحكم الدين ، إذ كان أمراؤه تولَّوه نيابة عنه وامتثالا لأمره فيه ، فكذلك يكون الحكم فيما تولَّاه أمير المؤمنين في جهاد من سميّناه ، ويكون النبي صلَّى اللَّه عليه وآله هو المجاهد لهم بحكم الدين ، على ما شرحناه )).
وهذا الوجه الثاني وردت فيه رواية ذكرها القمي في تفسيره عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين ) قال هكذا نزلت فجاهد رسول الله صلى الله عليه وآله الكفار وجاهد علي عليه السلام المنافقين فجاهد علي عليه السلام
جهاد رسول الله صلى الله عليه وآله
وذكر الشيخ الطوسي قراءة اخرى للاية الشريفة واردة عن اهل البيت عليهم السلام وهي ((جاهد الكفار بالمنافقين)) (التبيان ، الشيخ الطوسي، ج5/ص260) .
وذكر السيد الشيرازي في تفسير الامثل ج18/ص464 ما نصه: ((الجهاد ضد المنافقين فإنه بدون شك جهاد غير مسلح ، لأن التاريخ لم يحدثنا أبدا عن أن الرسول خاض مرة معركة مسلحة ضد المنافقين . لهذا ورد في الحديث عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : " إن رسول الله لم يقاتل منافقا قط إنما يتألفهم ".
وبناء على ذلك فإن المراد من الجهاد ضد المنافقين إنما هو توبيخهم وإنذارهم وتحذيرهم ، بل وتهديدهم وفضحهم ، أو تأليف قلوبهم في بعض الأحيان . فللجهاد معنى واسع يشمل جميع ذلك . والتعبير ب " أغلظ عليهم " إشارة إلى معاملتهم بخشونة وفضحهم وتهديدهم ، وما إلى ذلك .
ويبقى هذا التعامل الخاص مع المنافقين ، أي عدم الصدام المسلح معهم ، ما داموا لم يحملوا السلاح ضد الإسلام وذلك بسبب أنهم مسلمون في الظاهر ، وتربطهم بالمسلمين روابط كثيرة لا يمكن معها محاربتهم كالكفار ، أما إذا حملوا السلاح فيجب أن يقابلوا بالمثل ، لأنهم سوف يتحولون إلى ( محاربين ) .
ولم يحدث مثل ذلك أيام حياة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لكنه حدث في خلافة أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) حيث خاض ضدهم معركة مسلحة)).
وخلاصة ما تقدم :
ان المنافقين لا يتصور ان يجاهدهم النبي صلى الله عليه واله بالسيف وذلك لان النفاق حالة نفسية قلبية وليس من المعقول ان النبي يبدا يشخص بعلمه الغيبي ان هذا وذاك منافق ويبدا بقتلهم فهذا من الناحية الظاهرية ان النبي يقتل اصحابه وليس يفسر انه يقتل المنافقين ومن هنا ورد في حادثة وطلب احد اصحاب النبي ان يقتل هذا المنافق فتركه النبي صلى الله عليه واله لئلا يقال ان النبي يقتل اصحابه)
هذا من جهة ومن جهة اخرى ان المنافق الذي يظهر الاسلام كيف يمكن ان يجاهده النبي صلى الله عليه واله فلابدان يكون جهاده بما ينسجم مع هكذا اشخاص وهو ان يغلظ عليهم بالوعظ والتاكيد على الاستقامة بشدة وهذا لون من الجهاد فهم ما داموا لم يظهروا العداء واضمروا البغض للاسلام فحكمهم الاسلام ظاهرا نعم امير المؤمنين عليه السلام عندما اظهروا العداء وسلوا سيوفهم استحقوا ان يقيم الامام في رقابهم السيف.
اما السؤال الثاني فيرجى ارساله في رسالة مستقلة كي لا تطول الاجوبة على القارئ وتحصل الفائدة منها .
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته