أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين أبي القاسم محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك رواية في كتاب الإرشاد للشيخ المفيد قدس الله نفسه الزكية قد اثارها البعض للطعن في امير المؤمنين عليه السلام فما رأيكم فيها
وكان أمير المؤمنين عليه السلام قد اصطفى من السبي جارية، فبعث خالد بن الوليد بريدة الأسلمي إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال له: تقدم الجيش إليه فأعلمه ما فعل علي من اصطفائه الجارية من الخمس لنفسه، وقع فيه .فسار بريدة حتى انتهى إلى باب رسول الله صلى الله عليه وآله فلقيه عمر بن الخطاب فسأله عن حال غزوتهم وعن الذي أقدمه، فأخبره أنه إنما جاء ليقع في علي، وذكر له اصطفاءه الجارية من الخمس لنفسه، فقال له عمر: امض لما جئت له، فإنه سيغضب لابنته مما صنع علي. فدخل بريدة على النبي صلى الله عليه وآله ومعه كتاب من خالد بما أرسل به بريدة، فجعل يقرؤه ووجه رسول الله صلى الله عليه وآله يتغير.... الخ..
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم اخي الكريم في تطبيقكم المجيب
هذه الحادثة على العكس اخي الكريم تثبت فضل علي عليه السلام وبريدة هذا في بعض الروايات يقول فيها بريدة : ((وكنت أبغض علياً بغضاً لم أبغضه أحداً))(1)
ولهذه الرواية تتمة عظيمة يثبت فيها عظيم فضل امير المؤمنين عليه السلام على سائر الخلق وجنابكم لم يذكر التتمة ولعلك نقلتها مبتورة حتى يستحكم الاشكال على القارئ الذي ينخدع بهكذا تدليس من المبغضين والضالين وانقل لكم التتمة مع انها اختلفت في بعض المصادر الا ان مجملها شيء واحد هو بيان عظيم فضل امير المؤمنين عليه السلام والتتمة على بعض المصادر هي:
(( ... المزید.قال: فلما قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقرأ الكتاب رأيته يتغير لونه، فقال: (ما ترى في رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله تعالى ورسوله)؟!
فقلت: أعوذ بالله من غضب الله تعالى وغضب رسوله، إنما أنا رسول.
فسكت))(2)
وما ورد في مصادرنا ادق من هذا ونصه: ((....فدخل بريدة على النبي (صلى الله عليه وآله) ومعه كتاب من خالد بما أرسل به بريدة، فجعل يقرأه ووجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتغير، فقال بريدة: يا رسول الله، إنك إن رخصت للناس في مثل هذا ذهب فيئهم.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ويحك يا بريدة، أحدثت نفاقاً؟!
إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) يحل له من الفيء ما يحل لي، إن علي بن أبي طالب خير الناس لك ولقومك، وخير من أخلف بعدي لكافة أمتي، يا بريدة، احذر أن تبغض علياً، فيبغضك الله.
قال بريدة: فتمنيت أن الأرض انشقت لي، فسخت فيها، وقلت: أعوذ بالله من سخط الله وسخط رسول الله. يا رسول الله، استغفر لي فلن أبغض علياً أبداً، ولا أقول فيه إلا خيراً.
فاستغفر له النبي (صلى الله عليه وآله)(3)
وهناك رويات اخرى فيها هذه المضامين اكتفيت بهذه في بيان فضل امير المؤمنين عليه السلام على الخلق (منقول بتصرف من كتاب الصحيح من سيرة الامام علي للسيد جعفر العاملي ج6/ص197)
واضيف شيئا كي تتضح الامور بشكل جلي لا لبس فيه:
فما يشكل به انه اخذ ما ليس له فاخذ جارية من خمس جواري هي من خمس الغنائم وكانت سترسل الى رسول الله صلى الله عليه واله وعلي اخذها لنفسه من دون ان يوصلها الى النبي صلى الله عليه واله وكانت هذه الجارية افضل الجواري حسنا فالاشكال كيف لعلي عليه السلام ان ياخذ ما كان ينبغي ان يصل الى رسول الله صلى الله عليه واله
جوابه : ان الروايات الواردة في هذه الحادثة عن لسان رسول الله صلى الله عليه واله وتقدم بعضها اذ قال النبي صلى الله عليه واله ((يحل له من الفيء ما يحل لي))
وفي رواية اخرى يقول النبي صلى الله عليه واله ((والذي نفسي بيده لنصيب علي في الخمس أفضل من وصيفة، وإن كنت تحبه فازدد له حباً))(4) وغير هذه الروايات بل القران يصرح ان الامام علي عليه السلام هو نفس رسول الله صلى الله عليه واله ((فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ)) (آل عمران: 61) فهذا كله وغيره اكثر يثبت صلاحية امير المؤمنين عليه السلام لفعل ما يريده وهو عين فعل رسول الله صلى الله عليه واله فهو نفسه وهو منه وهو وصيه وخليفته وولي على عباده يدير الامور بما يراه من المصالح ولعل واحدة من هذه المصالح في هذه الحادثة هو بيان مصير من يبغضه وبيان فضله ومنزلته على لسان رسول الله صلى الله عليه واله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ينظر: سبل الهدى ج6 ص235 و 236 عن أحمد، والبخاري، والنسائي، والإسماعيلي، وفي هامشه قال: أخرجه البخاري في كتاب النكاح (5210). وراجع: فتح الباري ج8 ص52 ونيل الأوطار ج7 ص110 والعمدة لابن البطريق ص275 ونهج السعادة ج5 ص284 ومسند أحمد ج5 ص351 ومجمع الزوائد ج9 ص127 وخصائص أمير المؤمنين (عليه السلام) للنسائي ص102 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص196 و البداية والنهاية ج5 ص120 وج7 ص380 والسيرة النبوية= = لابن كثير ج4 ص202 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الكتاب والسنة والتاريخ للريشهري ج11 ص260 وشرح إحقاق الحق ج21 ص630 وج23 ص5 و 274 و 276 وج30 ص272.
(2) سبل الهدى ج6 ص235، وقال في هامشه: أخرجه الترمذي ج4 ص180 ونهج السعادة ج5 ص285 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص196 وبحار الأنوار ج39 ص11 ومناقب أهل البيت للشيرواني ص142 وينابيع المودة ج1 ص169.
(3) بحار الأنوار ج21 ص356 ـ 358 عن إعلام الورى (ط1) ص87 و (ط2) ص134 و (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص252 و 253 والإرشاد للمفيد ج1 ص159 ـ 161 وكشف اليقين ص151 و 152 والمستجاد من كتاب الإرشاد (المجموعة) ص98 و 99 وكشف الغمة ج1 ص229 و 230.
(4) سبل الهدى والرشاد ج6 ص236 ونيل الأوطار ج7 ص111 والعمدة لابن البطريق ص275 وبحار الأنوار ج39 ص277 ونهج السعادة ج5 ص285 ومسند أحمد ج5 ص351 ومجمع الزوائد ج9 ص127 وفتح الباري ج8 ص53 وعمدة القاري ج18 ص7 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص136 وخصائص أمير المؤمنين (عليه السلام) للنسائي ص103 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص196 والبداية والنهاية ج5 ص121 وج7 ص381 وكشف الغمة ج1 ص293 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص202 وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي (عليه السلام) لابن الدمشقي ج1 ص87 وشرح إحقاق الحق ج6 ص85 وج16 ص451 ج21 ص630 وج23 ص6 و 275 و 276 وج30 ص272.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته