( 25 سنة ) - العراق
منذ سنتين

المحقق الطوسي والبداء

السلام عليكم ورحمة الله يقال ان الخواجة نصير الدين الطوسي ( رحمه الله ) قد انكر ( البداء ) ، هل هذا القول صحيح؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم الكريم مهمين في تطبيقكم المجيب للشيخ نصير الدين الطوسي عبارة في كتاب نقد المحصل ويسمى بتحصيل المحصل عندما رد من يقول على الشيعة انهم يقولون بالبداء وذكر الشيخ نصير الدين في الرد على هذا الكلام ما نصه ((أقول : بأنهم لا يقولون بالبداء وإنما القول بالبداء ما كان إلا في رواية. رووها عن جعفر الصادق عليه ‌السلام أنه جعل إسماعيل القائم مقام بعده فظهر من إسماعيل ما لم يرتضه منه فجعل القائم مقامه موسى عليه ‌السلام فسئل عن ذلك فقال : بدا لله في إسماعيل وهذه رواية وعندهم أن خبر الواحد لا يوجب علما ولا عملا))(تحصيل المحصل ص421) وقد اعترض عليه بعض الاعلام وانه ينكر البداء منهم الملا صدرا في شرح اصول الكافي ج4 ص179 و 180، وايضا العلامة المجلسي في مراة العقول ج2 ص123 وفي مقام الجواب اقول لكم اخي مهيمن المحترم اولا: نحن الشيعة لا نقول بعصمة العلماء فقد يحصل اشتباه او غفلة او خطا من قبل البعض استنادا إلى ما يراه هو من الدليل. ثانيا: ان عبارة الشيخ نصير الدين الطوسي اعلى الله مقامه ليست نصا لا يقبل الخلاف في ان الشيعة تنفي البداء اذ يمكن حملها على نفى فكرة البداء على الشيعة بمعناه الخاطئ وهي ان يبدو لله تعالى اي انهم لا يقولون ان الله يبدو له وهذا الاشتباه على الشيعة ورد في رواية احاد وردت في قضية اسماعيل ابن الامام الصادق عليه السلام وقد وردت الرواية بلسان (بدا لله) والتي يفهم منها انها بمعنى الظهور لله وهو باطل قطعا فكأن الشيخ يريد ان يقول ان ما يشنع على الشيعة من القول بالبداء بمعنى (انه يبدو لله) هو ناتج من رواية احاد اي هذا الفهم الخاطئ على الشيعة ناتج من رواية احاد وهي لا تفيد علما ولا عمدا ليس فقط عند الشيعة لا تفيد علما ولا عملا انما حتى عند بقية المذاهب وكانه يريد ان يقول والله العالم : انكم يامن تشنعون على الشيعة بالمعنى الخاطئ للبداء انما اعتمدتم في تشنيعكم عليهم من رواية (بدا لله) وتتهمون الشيعة بالبداء بهذا المعنى الخاطئ والشيعة لا يقولون بالبداء (بهذا المعنى) والرواية هي خبر احاد لا تفيد علما ولا عمدا عند احد ثالثا: ان البداء بمعنى ان يبدي الله تعالى للناس ما كانوا يجهلونه لا يمكن لاحد ان ينكره حتى من كان على غير مدرسة اهل البيت عليهم السلام وذلك لان القران الكريم صريح في هذه القضية يقول عز من قال في كتابه الكريم ((يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ)) (الرعد: 39) فماذا يمحو الله تعالى ان لم نجز ان يبدي الله تعالى ما كان يجهله الناس فلابد ان يكون هناك شيء بنى الناس امرهم عليه ولكن الله يمحوه ويثبت شيئا اخر لهم وهذا على مستوى علم الناس والله تعالى يظهر لهم ما هو خلاف علمهم به فهذا المعنى لا يوجد من ينكره ومن هنا قال الشيعة ان البداء ليس معنى انه يبدو لله بل يعني أبدى الله تعالى اي ليس الله جاهلا فعلم به معاذ الله ان يكون كذلك بل الله يبديه للناس وهو خلاف ما كانوا يعلمونه وعليه فهذا المعنى في علم الله تعالى لا ينكره احد حتى الشيخ نصير الدين الطوسي وكيف لهذا الجهبذ ينكر هكذا شيء واضح فلابد من حمل كلامه على ما ذكرته لكم في النقطة الثانية والله تعالى العالم. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته