( 14 سنة ) - العراق
منذ سنتين

استخدام العقل في روايات اهل البيت

السلام عليكم ١)هل وردت روايات عن اهل البيت توصي باستخدام العقل والتفكر والاستدلالات المنطقية في اثبات وجود الله وباقي العقائد ؟ وهل هي احاديث صحيحة ام ضعيفة؟ ٢)جاء في دعاء عرفة (كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر اليك) وكل الاشياء مفتقرة في وجودها الى الله ،فنفهم مما ورد في الدعاء انه ينبغي ان نستدل على الله بذاته ،ولكن كيف نستدل على الله بذاته ونحن لا نراه ؟ وكيف يكون هذا الاستدلال؟ ٣)في هذه العبارة من الدعاء ،الامام (عليه السلام) يتعجب من الاستدلال على الله بالامور التي في وجودها مفتقرة الى الله ،والتعجب يعني ان الامام لا يحبذ هذا الاستدلال ،ولكن لا ارى طريقة غير هذه الاستدلالات لكي اثق واتيقن بوجود الله ، فلماذا يتعجب الامام من هذه الاستدلالات على الرغم من انها تؤدي الى الايمان واليقين بوجود الله ، والكثير من علماء الدين كتبوا كتباً عن اثبات وجود الله من خلال هذه الاستدلالات ؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم اخي جعفر في تطبيقكم المجيب س1 الايات الشريفة والروايات تؤكد على التدبر والتعقل واستخدام الادلة والبراهين في اثبات العقيدة فمن الايات الشريفة قوله تعالى : ((قَد بَيَّنَّا لَكُم الآيَاتِ إن كُنتُم تَعقِلُونَ))(سورة آل عمران آية: 118) ((إنَّ فِي خَلقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرضِ وَاختِلاَفِ اللَّيلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الألبَابِ)) ( سورة آل عمران آية: 190). وفي سورة الغاشية واضحة في التدبر في المخلوقات للوصول الى الحق ((أَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)) وكذا قوله تعالى : (( سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ))(فصلت:53) فهي واضحة في اتخاذ الايات الانفسية والافاقية وهذا تؤكد على ان اثبات الحق يمكن ان يكون في اتباع الدليل من المخلوقات الى الخالق وقد عقد الشيخ الكليني في كتابه الكافي وهو اهم المصادر الروائية في الحديث الشريف عقد بابا خاصا بالعقل وما ورد عن اهل البيت عليهم السلام في اهمية العقل وانه به يعرف الحق من الباطل س2 اما كلام الامام الحسين عليه السلام فقد اتضح ان اصل دليل الاثر والمؤثر دل عليه الايات والروايات وليس فيه ما يمنع نعم هو ليس بمرتبة الدليل من العلة الى المعلول والامام عليه السلام يؤكد على اهمية ظهور الخالق تعالى بل اكثر من ذلك ان الدليل من المخلوق الى الخالق لا يتم لولا ان الخالق متجلي في كل المخلوقات بعبارة اخرى انه لولا الخالق لما كان للمخلوق اي دلالة على شيء فدليلية الدليل متقومة بالله تعالى ومن هنا تجد الامام عليه السلام يقول : ((ايكون لغيرك من الظهور ما ليس لك عميت عين لا تراك)) فظهور الله تعالى اشد من ظهور المخلوق فان المخلوق لا قوام له ولا كينونة له لولا ظهور الخالق فيه بمعنى اننا لولا الخالق لما عرفنا المخلوق لان كل تحقق المخلوق ببركة الخالق ومن هنا نفهم عبارة الامام الحسين عليه السلام ((يامن دل على ذاته بذاته وتنزه عن مجانسة مخلوقاته)) فان المخلوق لا يمكن ان يدل على الخالق لو لم يكن الخالق يتجلى فيه لا بمعنى انه يتجانس معه فهذا لا يمكن في حق الباري تعالى وانما هو (داخل في الاشياء لا بممازجة وخارج عنها لا بمزايلة) على حد تعبير امير المؤمنين عليه السلام فالمراد من الاستدلال بذاته على ذاته هو هذا المعنى لا نفس ذاته بل تجلي الذات في المخلوقات. فاتضح من كل هذا ان الطريق من المخلوق الى الخالق شيء ورد في القران والروايات الشريفة نعم الطريق الارقى والاعلى والاشرف هو السير من العلة الى المعلول بل ترقينا وقلنا ان الطريق من المعلول الى العلة هو في روحه طريق من العلة الى المعلول وبهذا المعنى فهمنا قول الامام الحسين عليه السلام. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

2