ابو الجبوري ( 34 سنة ) - العراق
منذ سنتين

تفسير

لماذا لم يذكر الجو في قوله تعالى: هو الذي يسيركم في البر والبحر؟


يمكن لنا الإجابة عن سؤالكم بعدة نقاط: اولا:الآية الكريمة ليست في مقام الحصر حتى يقال انها أشارت إلى البحر والبر دون ذكر الجو فكلمة الجو ذكرت في آيات اخرى لمعانٍ معينة. ثانيا: الآية الكريمة في مقام بيان بعض النعم التي أنعم الله بها على الناس ،وهي المسير في البر والبحر ،الذي كان هو المتعارف ، ولايعني هذا عدم وجود نعم أخرى ستعرف في المستقبل ، يمكن للإنسان ان يستعملها في تنقلاته كالطيران . ثالثا : تغوص الآية الكريمة في أعماق فطرة البشر، وتوضح لهؤلاء حقيقة التوحيد الفطري، وكيف أن الإِنسان عندما تلّم به المشاكل الكبيرة وفي أوقات الخطر، ينسى كل شيء إلاّ الله تبارك وتعالى ويتعلق به، لكنّه بمجرّد أن يرتفع البلاء وتزول الشدّة وتحل المشكلة، فإِنّه سيسلك طريق الظلم ويبتعد عن الله سبحانه. تقول الآية: {هو الذي يسيركم في البرّ والبحر حتى إِذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنّهم أحيط بهم} في هذا الحال بالضبط تذكروا الله ودعوه بكل إخلاص وبدون أية شائبة من الشرك، و {دعوا الله مخلصين له الدين} فيرفعون أيديهم في هذا الوقت للدعاء: {لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين}. فلا نظلم احداً ولانشرك بعبادتك غيرك. ولكن ما أن أنجاهم الله وأوصلهم إِلى شاطىء النجاة بدؤوا بالظلّم والجور: {فلمّا أنجاهم إِذا هم يبغون في الأرض بغير الحق} لكن يجب أن تعلموا ـ أيّها الناس ـ إِنّ نتيجة ظلمكم ستصيبكم أنتم {يا أيّها الناس إِنّما بغيكم على أنفسكم} وآخر عمل تستطيعون عمله هو أن تتمتعوا قليلا في هذه الدنيا: {متاع الحياة الدنياثمّ إِلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون}.