( 17 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

ردُّ الإساءة

هل تجوز الإساءة لمَن أساء إليك؟


إذا كانت الإساءة لا تستلزم محرَّماً كأنْ تشتمل على ألفاظ خادشة محرمة، أو أنَّ الرد يستلزم التعدي على غير المعتدي، فهي محرمة من تلك الجهة، وأما إذا كانت الإساءة لا تستلزم ذلك فيمكن للإنسان أن يرد بالمثل بشرط أن يقطع بأن الرد لا يزيد عن ذلك، والجزم بذلك في كثير من الأحيان متعسِّر إنْ لم يكن متعذرا، مثلاً الصفع فإنَّ رده لا يعلم الإنسان موضعه، ولا مقدار قوته عادة ليكون بالمثل. لكن على الإنسان المؤمن أن يتغاضى عن الإساءة، ويصفح عن الزلل والخطأ، ويحاول مقابلة الإساءة بالإحسان. يقول الله تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾.(فصلت:آية٣٤). وللعفو وكَظْم الغيظ أثر في مكانة الإنسان الإجتماعية، فقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حين قال: " أَوَّلُ عِوَضِ الْحَلِيمِ مِنْ حِلْمِهِ أَنَّ النَّاسَ أَنْصَارُهُ عَلَى الْجَاهِلِ".(المجلسي،بحار الأنوار:ج٦٨،ص٤٢٧). وفي أكثر الأحيان لا يجدي العتاب نفعاً، ويكون الصفح أبلغ وأجمل في ردع الإنسان عن خطئه.

7