السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 27سنة وأعاني من معاملة أهلي السيّئة لي، وجعلي أشبه بالخادمة في البيت، لا أحد يصرف عليّ أو يأخذني للطبيب، فضلاً عن رفضهم لكل مَن يتقدّم لخطبتي، فكرت بالانتحار ولكن خوفي من عقاب ربي أبعدني عنه، فما الحل في ذلك؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إنّ ما يحصل معك من القسوة يزعجنا كثيراً ، ونرجو أن تتفادي الأسباب حتى ولو كانت تافهة، فإنّ أقصر علاج للتخلّص ممَّا أنت فيه ولتقليل الضغوط التي عليك والمعاناة التي أنت فيها يبدأ بعد الاستعانة بالله والتوكُّل عليه واللجوء إليه؛ لأنّ قلوب الأهل بين أصابع الرحمن يُقلِّبُها ويُصرِّفُها.
الأمر المهم بعد هذه النقطة هو تفادي أسباب ما يُزعج الأهل، وإلَّا فلا أعتقد أنّ الأهل يُؤذون بنتهم بهذه الطريقة المذكورة التي فيها من الوحشية ما فيها دون أن يكون هناك أسباب.
كما أرجو أن نتفق جميعاً أنّك على علمٍ بالأمور التي تُثير غضبهم، وأنت على علمٍ أيضاً بالأمور التي يمكن أن تتفادي بها المواقف الصعبة التي تحدث معك، لمواقف اتخذتيها، لأشياء تتجنّبيها، نسأل الله أن يُعينك على الخير.
كل هذا لا يعني أنّنا نوافق على الذي يحدث، فالذي يحدث لا يُرضي الله تبارك وتعالى، ولم يَرِد في هذا الشرع أن تعيش الفتاة مثل هذه المعاناة المذكورة في السؤال، ولكن -ولله الحمد- أنت وصلتِ إلى عمرٍ ونُضجٍ يُؤهِّلُك لمرحلة العطاء، ولمرحلة فهم الأمور ووضعها في نصابها، واعلمي أنّك تكتسبي الثقة في نفسك بتوحيدك لله، وبثقتك في عون الله، وبحرصك على طاعة الله تبارك وتعالى، وعندها هذه الجرعات الروحية والتوحيد الخالص والإيمان العميق هو الذي أعان بلال على تحمُّل الصعاب، وأعان ضعاف المؤمنين في بدايتهم في طريق الدعوة على الصبر، وهو الذي سيعينك على الصبر والتحمُّل، ونسأل الله أن يجعل في طريقك شاباً صالحاً يتزوجك ويُسعدك ويُخرجك ممَّا أنت فيه.
على كل حال سيُعاقبهم الله تبارك وتعالى ويُعاقب كل ظالم، إلَّا إذا عفوت عنهم، إلَّا إذا كان منك العفو، إذا كانت القسوة من والد أو والدة فإنّ الأجر الذي يحصل عليه الإنسان أفضل وأكرم ما يمكن أن ينتظره الإنسان، كما أنّ الصبر عليهم هو نوع من البِرِّ لهم، ونسأل الله أن يُعينهم على الخير.
وفكرة الانتحار يجب أن تبتعدي عنها بصورة كاملة، فهذا الأمر من المحرّمات ، ويترتب عليه عقاب الله الشديد يوم القيامة، فينبغي لك
أن تصبري عمّا جرى لك، وقطعاً الله سيحدث أمراً يكون فيه الخير والصلاح لك.
ونسأل الله لنا ولك ولهم التوفيق والهداية والثبات.