( 23 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

السلام عليكم مارائي سماحه السيد السيستاني بعالم الذر وهل هناك علاقه او ربط بين اقرار الانسان بالربوبيه والولايه بعالم الذر وعمله بهذا الدنيا؟ وهل صحيح مايقال بان حياه الانسان مكتوبه بذلك العالم قبل وجوده بهذا الدنيا؟ فيصبح بذلك عمل الانسان وتصرفاته ان كان ذلك حقا باجبار لا اختيار فكيف ذلك؟! اجيبوني جزاكم الله خيرا


عليكم السلام قال السيد الطباطبائي في كتابه (تفسير الميزان) ـ في تفسير الاية (172) من سورة الأعراف, وهي الاية التي جعلها البعض دليلا على عالم الذرـ : قوله تعالى: (( وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأَشهَدَهُم عَلَى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم قَالُوا بَلَى شَهِدنَا )) : فالذي فهمه المثبتون من الرواية ثم حملوه على الآية، وانتهضوا لإثباته محصله: أن الله سبحانه بعد ما خلق آدم إنسانا تاما سويا أخرج نطفة التي تكونت في صلبه - ثم صارت هي بعينها أولاده الصلبيين ـ إلى الخارج من صلبه ثم أخرج من هذه النطف نطفها التي ستتكون أولادا له صلبيين ففصل بين أجزائها والأجزاء الأصلية التي اشتقت منها ثم من أجزاء هذه النطف أجزاء أخرى هي نطفهاثم من أجزاء الأجزاء أجزاءها ولم يزل حتى أتى آخر جزء مشتق من الأجزاء المتعاقبة في التجزي، وبعبارة أخرى أخرج نطفة آدم التي هي مادة البشر ووزعها بفصل بعض أجزائه من بعض إلى ما لا يحصى من عدد بني آدم بحذاء كل فرد ما هو نصيبه من أجزاء نطفة آدم، وهي ذرات منبثة غير محصورة. ثم جعل الله سبحانه هذه الذرات المنبثة عند ذلك ـ أو كان قد جعلها قبل ذلك كل ذرة منها إنسانا تاما في إنسانيته، هو بعينه الإنسان الدنيوي الذي هو جزء المقدم له فالجزء الذي لزيد هناك هو زيد هذا بعينه، والذي لعمرو هو عمرو هذا بعينه فجعلهم ذوي حياة وعقل وجعل لهم ما يسمعون به وما يتكلمون به، وما يضمرون به معاني فيظهرونها أو يكتمونها وعند ذلك عرفهم نفسه فخاطبهم فأجابوه، وأعطوه الإقرار بالربوبية إما بموافقة ما في ضميرهم لما في لسانهم أو بمخالفته ذلك. ثم إن الله سبحانه ردهم بعد أخذ الميثاق إلى مواطنهم من الأصلاب حتى اجتمعوا في صلب آدم وهي على حياتها ومعرفتها بالربوبية وإن نسوا ما وراء ذلك مما شاهدوه عند الإشهاد وأخذ الميثاق، وهم بأعيانهم موجودون في الأصلاب حتى يؤذن لهم في الخروج إلى الدنيا فيخرجون وعندهم ما حصلوه في الخلق الأول من معرفة الربوبية، وهي حكمهم بوجود رب لهم من مشاهدة أنفسهم محتاجة إلى من يملكهم ويدبر أمرهم. هذا ما يفهمه القوم من الخبر والآية-اي من اخبار عالم الذر والاية الكريمة- ويرومون إثباته. وهو مما يدفعه الضرورة وينفيه القرآن والحديث بلا ريب، وكيف الطريق إلى إثبات أن ذرة من ذرات بدن زيد ـ وهو الجزء الذري الذي انتقل من صلب آدم من طريق نطفته إلى ابنه ثم إلى ابن ابنه حتى انتهى إلى زيد ـ هو زيد بعينه، وله إدراك زيد وعقله وضميره وسمعه وبصره، وهو الذي يتوجه إليه التكليف، وتتم له الحجة ويحمل عليه العهود والمواثيق، ويقع عليه الثواب والعقاب؟ وقد صح بالحجة القاطعة من طريق العقل والنقل أن إنسانية الإنسان بنفسه التي هي أمر وراء المادة حادث بحدوث هذا البدن الدنيوي، وقد تقدم شطر من البحث فيها. ويبدأ العلامة(قده)يناقش المثبتين لعالم الذر والمستدلين عليه بالاية المباركة وبعض الرويات الا انه (قده)لا يرتضي ذلك الاستدلال وله كلام طويل في الميزان اعرضنا عن نقله خوفاً من الاطالة. ومن الذين ينكرون فكرة عالم الذر السيد المرتضى علم الهدى «رحمه الله» من أكبر علماء الإمامية، كان تلميذًا للشيخ المفيد «عليه الرحمة»، وأستاذًا للشيخ الطوسي «عليهم الرحمة جميعًا»، السيد المرتضى والكثير من العلماء أنكروا هذا العالم المسمّى بعالم الذر، وقالوا بأنَّ هذه الروايات ضعيفة السند، لا يعوَّل عليها، ولا تصلح أن تكون تفسيرًا للآية المباركة، وأوردوا اعتراضات على معقولية هذا العالم المسمّى بعالم الذر. وللمسألة كلام طويل الذيل نكتفي بهذا المقدار على امل انه قد حصل صورة ولو اجمالية عن هذه المسالة.

2