( 21 سنة ) - العراق
منذ سنتين

لذنا بالرسول

عن أمير المؤمنين (ع) : كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وآله، فلم يكن أحد منا أقرب إلى العدو منه. هل هذا الحديث صحيح سندا ومتنا ، واذا كان حديث صحيح اريد شرحا له بما لايخل بمقام الامامة .


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الكلام في نقاط منها : ١-هذه الرواية مروية في مسند أحمد ابن حنبل، وفي النفس منها شيءٌ، بل أشياءٌ، فإنا لا ننكر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أكمل البشر بل أكمل الخلق، وهو أشجع الخلق بلا استثناء، أشجع من أمير المؤمنين (عليه السلام )، فضلا عن غيره، ولكن في النفس من هذه الرواية شيءٌ؛ لأنّ هذه الرواية وردت عن لسان أمير المؤمنين (عليه السلام)، وخصوصية اللائذِ والملوذِ به تمنع من قبول الرواية. أما خصوصية اللائذ: أمير المؤمنين، حيث جاء على لسانه في الحديث: كنّا إذا احمَرّ البأس ولقِيَ القومُ القومَ، اتَّقَيْنا برسول الله (صلى الله عليه وآله) !! فمن هو هذا الشجاع المقاتل البطل الذي يأتي إلى أمير المؤمنين فيلوذ أمير المؤمنين (عليه السلام) منه؟، ويهرب من قتاله؟ من هو؟ هذا قتّال العرب! لو اجتمعت عليه العرب لما ولاها الدبر! ليس هو فقط، بل أبوه وأبناء أبيه .. فقد ورد في أبي طالب (عليه السلام) (رحم الله عمي أبا طالب، لو ولد الناس جميعا لكانوا شجعانا)، وأما خصوصية الملوذ به (صلى الله عليه وآله)، فلأجل أن أمير المؤمنين (عليه السلام) خرج ليحمي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لو أن الرواية قالت كنا إذا اشتد البأس احتمينا بالجبل، لو كان أمير المؤمنين كرارا ولو في لحظة من اللحظات، نتقبل أنه يلوذ بالجبل- على حد تعبيركم فيها وجهة نظر- و أمّا أن يلوذ برسول الله (صلى الله عليه وآله) رغم أنّهُ (عليه السلام) خرج ليحميه ويقيه، فهل يُعقلُ أن يتقي به ويحتمي به ؟ أمير المؤمنين (عليه السلام) مر بنا في ليلة الهرير صَفّ قدميه في تلك الليلة المشهودة التي ذهب فيها عددٌ كبيرٌ من القتلى، صفّ قدميه وقف يصلي بين الصفين غير آبهٍ، الآن – عند اشتداد البأس- يتقي برسول الله (صلى الله عليه وآله)! هل هذا هو الوفاء ؟ هل هذا هو واجبه الديني ؟ الذي يخرج مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يجب عليه شرعاً من غير شكٍ ولا ريبةٍ أن يحمي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإن لزم من ذلك أن يموت و يستشهد فداء له ! و هذه الروايةُ تنسبُ إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه يحتمي برسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلذلك لا نقبل هذه الرواية، إلا أن يُحملَ ذلك على أن أمير المؤمنين (عليه السلام) يُريد أن يُبَيّنُ حال الجيش بصورة عامة، حيثُ أنّ المسلمين عندما يشتد البأس يلوذون بالرسول (صلى الله عليه وآله)، فهذا يمكن قبوله ولكنّ تتمة الرواية تأباه؛ فإن تتمة الرواية: (فما يكونُ أحدٌ أقرب إلى العدو منه) فهذا لا نقبله! فكيف لا يكون أحدٌ أقرب إلى العدو منه، و ولازم ذلك أنهم خذلوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) واحتموا به، والمفروض أنهم يجب عليه أن يحموه!!

1