اتّفق علماء الأخلاق أنّ التخلية بما تعني اجتناب النفس للرذائل والمحرّمات تعتبر أساساً للبناء الأخلاقي التي سُيقام على أرض النفس الإنسانية، وبالتالي فإنّ الورع بما يعني: الملكة أو الحالة النفسية التي تعصم صاحبها عن الدخول في الشبهات والمحرّمات، بل تتعداها إلى بعض المباحات من الطبيعي أن تشكل العمود الفقري لحالة التخلية الأخلاقية؛ ولذلك اعتبرت الروايات الشريفة أنّ الورع أساس الدين وشيمة المخلصين ومصلح النفوس والأديان وعمارة العلم حتى ورد عن الإمام علي (عليه السلام): "ورع الرجل على قدر دينه".(الريشهري،ميزان الحكمة:ج٤،ص٣٥٠٨).
وقد أكَّدت الروايات الشريفة أولوية الورع عن محارم الله على غيره من الأعمال، فعن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): "تَرْكُ لقمة الحرام أحبّ إلى الله من صلاة ألفي ركعة تطوعاً…".(المجلسي،بحار الأنوار:ج٩٠،ص٣٧٣).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): "غضّ الطرف عن محارم الله أفضل عبادة".(الريشهري،ميزان الحكمة:ج٣،ص١٨٠٢).
وعن الإمام زين العابدين (عليه السلام): "مَن اجتنب ما حرّم الله فهو من أعبد الناس".(المجلسي،بحار الأنوار:ج٧٥،ص١٥٣).
وهناك الكثير من الروايات الدالة أهمية الورع في الدين.