( 20 سنة ) - البحرين
منذ سنتين

هل كانت الدولة الصفوية صوفية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل كانت الدولة الصفوية صوفية؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أشار الشيخ البهائي قدس سره الى أن مذهب صفي الدين الأردبيلي رحمه الله مؤسس الدولة الصفوية هو التشيع ، فقال في رسالته توضيح المقاصد : ( قطب الأقطاب صفي الدين إسحاق الأردبيلي ، وحالاته وكراماته مشهورة ، وصنف في ذلك كتبٌ منها كتاب صفوة الصفا لابن البزاز ، وهو كتاب مشهور ) . انتهى . ونص عليه المحقق البحراني في كشكوله فقال : ( كان من علماء الشريعة الحقة وكبراء مشايخ الطريقة والحقيقة ، وقد جمع من علوم البواطن والظواهر ، وهو من أجلة سادة آل الإمام الهمام موسى بن جعفر عليه السلام ) . انتهى . وقال المولى أمين أحمد الرازي في كتاب هفت إقليم : ( إن السلطان محمد خدابنده الملقب بالجايتو المعاصر للعلامة الحلي لما بنى مدينة سلطانية بين تبريز وقزوين وجمع الأكابر والأشراف والعلماء والفضلاء والمشايخ ، واستضافهم فيها ، يوم شروعه في بنائها أو كمالها ، كان في جملتهم الشيخ صفي ) . انتهى . أورد ما قدمناه ذلك السيد الأمين في أعيان الشيعة : 3 / 267 ، وقال : ( ورأيت في مكتبة الحسينية بالنجف الأشرف سنة 1352 كتاباً كتب عليه أنه كتاب المقالات المنسوبة إلى شيخ المحققين الشيخ صفي الدين إسحاق . . . . ثم نقل قول المحقق البحراني : وقد رأيت بخط المولى الفاضل مولانا حسين بن عبد الحق الإلهي الأردبيلي المعاصر للسلطان الغازي الشاه إسماعيل الصفوي ما هذا لفظه : إنه بعد ما مضى من عمره أربع عشرة سنة سار في طلب المرشد ست سنين وأخذ الشريعة من خدمة العالم رضي الملة والدين ، ثم استخبر بشيراز عن علم الطريقة من مشايخها حتى دلوه على الشيخ الكبير الشهير بالزاهد فرحل اليه وله عشرون سنة وواظب على صحبته سبع سنين وتلقى تلقينه وتربيته ، فأجازه الشيخ بإظهار الدعوة والتلقين وإرشاد المسلمين فأرشد أربع عشرة سنة في حياته وتسعاً وثلاثين سنة بعد وفاته ) . أقول : المقصود بقوله : ( وأخذ الشريعة من خدمة العالم رضي الملة والدين ) ، غير السيد ابن طاووس قدس سره لأنه توفي 664 والشيخ صفي سنة 635 ، ولا يبعد أن يكون المقصود النحوي المشهور شارح الشافية رضي الدين محمد بن الحسن الأسترآبادي النجفي المتوفى سنة 686 2 ، فهو مشهور بلقب الرضي : ( وإذا قيل الفاضل الرضي أو الشارح الرضي ، فهو محمد بن الحسن الأسترابادي شارح الكافية والشافية في النحو ) . أما أمين أحمد الرازي فقد ترجم له في أعيان الشيعة : 3 / 497 ، وقال : ( نزيل الهند كان حياً سنة 1021 ، من مؤلفاته كتاب هفت إقليم أي الأقاليم السبعة . في كشف الظنون : هفت إقليم فارسي في مجلدين لأمين أحمد الرازي ألفه سنة 1010 ، ) . كما ينبغي مراجعة كتاب المقالات المذكور تاليف الشيخ صفي الدين ، وقد ذكره في الذريعة : 21 / 387 : ( المقالات ، للشيخ صفي الدين إسحاق بن أمين الدين جبرئيل الأردبيلي ، جد السلاطين الصفوية ، المتوفى 12 محرم سنة 730 ، ينقل عنه المير محمد أشرف في فضائل السادات ) . وكذلك الكتب المؤلفة في سيرة الشيخ صفي ، خاصة قبل الحركة الصفوية السياسية ، فلا بد أنها تتضمن أدلة أكثر قوة على مذهبه ، ففي الذريعة : 15 / 49 : ( صفوة الصفاء ، فارسي في أحوال الشيخ أبي إسحاق صفي الدين جد الصفوية لمير أبي الفتح بن مير مخدوم الحسيني الشريفي المتوفى 976 . . . صفوة الصفاء ، فارسي في مناقب الشيخ صفي الدين جد السلاطين الصفوية لابن البزاز . قال الشيخ البهائي في توضيح المقاصد : في ثاني عشر محرم 735 توفي قطب الأقطاب صفي الدين إسحاق الأردبيلي وحالاته وكراماته مشهورة ، وصنف في ذلك كتب منها صفوة الصفاء لابن البزاز وهو كتاب مشهور . . . . وقد بحث عنه مفصلاً المستشرق بازل نيكيتين وترجمه بالفارسية الدكتور أميرخاني ونشره في مجلة دانشكدهء أدبيات تبريز لسنة 1339 ش . العدد 3 / 273 ، والنسخة بخط المؤلف موجودة في الخزانة الغروية فرغ من تصنيفها جمادى الثانية 787 . قال سيدنا صدر الدين : رأيت النسخة على ما ذكرت بخطه في التاريخ في الخزانة المرتضوية . ونسختان عند ( الملك ) . وفي الذريعة : 15 / 48 : ( صفوة الأنبياء . . . وفي الذريعة : 23 / 239 : المواهب السنية ، مر في : 5 / 49 ، بعنوان صفوة الصفا ، وهو لأبي بزاز التوكلي المتوفى 800 ، في مقدمة ذات فصلين وبعدها12باباً في حياة صفي الدين إسحاق السنجاني الأردبيلي . . .نسخة الأصل في ديوان الهند ، 1842 كتبت في 759 ، ونسخة أخرى في لندن Wran 465 ، كتبت في 890 وصورتها الفتوغرافية في دانشگاه ، وأخرى في إلهيات 489 د ، سميت ب‍صلة الفقيه ، وأخرى في سپهسالار / 1512 . أوله : الحمد لله الولي الحميد والصلاة . . . ) . وفي الذريعة : 9 ق 1 / 60 : ( ديوان أحمد المداح السلماسي ، له في مدح الشيخ صفي الأردبيلي جد الصفوية مائة وأربع عشرة قصيدة . ترجمه في دجا / 35 ، نقلاً عن صفوة الصفا ) . الخ . ويظهر أن تشيع الصفويين وجدهم الشيخ صفي الدين كان أمراً مفروغاً عنه ، حتى جاءت حملة دعاية أتباع السلطان العثماني ضد الشاه إسماعيل وكان منها قولهم إنه هو الذي فرض التشيع على إيران وكانت قبله سنية ، وأن أباه وأجداده كانوا سنيين ! ومن أمثلة ذلك المؤرخ النهروالي الهندي المعاصر للسلطان سليم ، مؤلف كتاب البرق اليماني في الفتح العثماني وكتاب الإعلام بأعلام بيت الله الحرام ، وقد فرغ من تأليف كتابه الثاني سنة 922 ، أي قبل وفاة الشاه إسماعيل بثمان سنوات ، وفرح به المتعصبون قديماً وحديثاً ، ونشروا أفكاره وأقواله كأنها أحاديث نبوية !

1