logo-img
السیاسات و الشروط
زينه عباس ( 15 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

السلام عليكم

السلام عليكم من الأفضل السيدة مريم عليها السلام ام السيدة زينب عليها السلام وشكرا


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب ان السيدة زينب عليها السلام هي افضل من السيدة مريم عليها السلام وليس فقط السيدة زينب افضل بل وردت بعض الروايات ان فاطمة بنت اسد ام الامام علي عليه السلام وكفيلة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) هي افضل من مريم (عليها السلام). اما الأدلة على افضلية السيدة زينب عليها السلام على السيدة مريم عليها السلام فكثيرة نذكر منها: أولا: صبرها عليها السلام على ما لاقته من المحن: ان احد الأمور التي يعرف فيها منزلة الشخص هو مقدار صبره على المصائب والمحن التي تصيبه فالله تعالى انما انتخب إبراهيم للامامة بعد ان ابتلاه الله عز وجل كما في قوله تعالى : ((وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)) (البقرة:124) فنتيجة إتمام إبراهيم لما ابتلاه الله تعالى جعله الله اماما وقد ورد في تفسير القمي في تفسير الاية الشريفة ما نصه : ((قال هو ما ابتلاه الله مما أراه في نومه بذبح ولده فأتمها إبراهيم عليه السلام وعزم عليها وسلم فلما عزم وعمل بما امره الله قال الله تعالى " إني جاعلك للناس اماما "))(تفسير القمي، الشيخ علي القمي ، ج1/ص59) وأيضا في نبي الله أيوب وهو الذي يضرب به المثل في الصبر فيقول القران الكريم في أيوب : ((وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ)) (الأنبياء:83-84) فانه في بعض الروايات إضافة للمرض الذي أصابه فانه فقد ماله وولده حتى ضرب به المثل بما أصابه. وغير ذلك من الروايات الشريفة الكثيرة الواردة في اجر الصبر على المحن وان الانسان ينال المقامات الرفيعة في صبره على المحن. فاذا اتضح هذا نقول: ان ما أصاب السيدة مريم وان كان شيئا عظيما بانها امتحنت بشرفها وعرضها ولاقت ما لاقت من ظلم اليهود الا ان هذا لا يكاد يذكر إزاء ما تحملته السيدة زينب عليها السلام فانها لاقت من المصائب ما لا يحتمله أي شخص، فقد عانت ما عانت في مصاب اهل بيتها فقد رات اخوتها وابنيها وأبناء اخوتها والاصحاب مجزرين كالاضاحي وكل هذا وهي تقول عندما سألها ابن زياد: كيف رايت صنع الله باهل بيتك : (ما رأيت الا جميلا) فهذه الكلمة تخبرك عن عظيم صبرها وثباتها في ايمانها ولم يتزعزع صبرها ولا ايمانها رغم كل هذه المصائب فانها ترى فعل الله جميلا، بينما السيدة مريم (عليها السلام) يخبر القران عن لسانها انها قالت: ((فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا)) (مريم:23) فهناك فارق كبير بين كلام السيدة زينب الصديقة الصغرى وبين ما قالته السيدة مريم (عليها السلام). فالمصائب التي لاقتها السيدة زينب (عليها السلام) من المدينة الى كربلاء ومن كربلاء الى الشام ومن الشام الى المدينة هي مصائب عظيمة وقد ذكر احد الاعلام المعاصرين ان ما تحملته السيدة زينب (عليها السلام) هو اعظم مما تحمله بعض الأنبياء حتى اعظم مما تحمله أيوب (عليه السلام) فهذه المصائب العظيمة لا يحتملها أي شخص وانما يحتملها من كان في مقام عظيم عند الله تعالى وهذا شيء لا يشك فيه احد فانا اذا دققنا بحال نبي الله أيوب (على نبينا واله وعليه السلام) مع شديد مصابه ومرضه فانه توجه لله وقال: ((وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)). ونبي الله إبراهيم (عليه السلام) ابتلاه الله بذبح ابنه وصبر على ذبح شخص واحد ونال من الله العطاء الجزيل والامامة . ولكن نجد السيدة زينب وهي ترى ذبح اخيها الامام الحسين (عليه السلام) وقد قطع اربا اربا وحمل راسه على القنا وكذا ذبح احوتها وابنائها وأبناء اخوتها وخيرة الاصحاب بل لم يسلم حتى الطفل الرضيع كل هذا امام عينها وهي صابة محتسبة ولم تعترض بل كانت مطلق التسليم لله تعالى وانه يهون ما في الامر انه بعين الله تعالى وورد عنها انها تدعو الله تعال (اللهم تقبل منا هذا القربان). وهذا في واقعة كربلاء فقط اما ما لاقته بعد مصاب كربلاء تهتز له الجبال فاي عقل يتصور ان امراة عزيزة أهلها ومن بيت النبوة تأخذ سبية يسوقها الظالمون كالعبيد وهي سيدة قومها. وهناك مصاب اخر وهو رجوعها من الشام الى المدينة وما لاقته من بني امية في المدينة حتى أخرجت قصرا من ديارها حتى ماتت وهي غريبة. فهذا كله ينصب على هذه المراة فهل يمكن ان نتصور هكذا مصائب فهي بمقدار ما صبرت عليه هذه المراة الصديقة فهي تنال المقام العظيم ولا يداني هذا المقام مقام السيدة مريم (عليها السلام) فالسيدة مريم لم تلاقي جزء يسيرا من هذه المحن العظام التي لا يقدر عليها الا من انتخبه الله واصطفاه لهذا المصاب الجلل. ثانيا: ان العلم هو احد معايير التمييز بين الناس والتفاضل بينهم بمقدار العلم والمعرفة التي عندهم ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلْبابِ)) (الزمر:9). وما ورد في السيدة زينب فيما ينقل عن الامام زين العابدين (عليه السلام) ((وأنت بحمد الله عالمة غير معلمة ، فهمة غير مفهمة))(الاحتجاج، الطبرسي، ج2/ص32) فالامام السجاد (عليه السلام) يحمد الله على ما عند عمته بانها عالمة غير معلمة وانها فهمة غير مفهمة وهذا الكلام يثبت ان علمها لم يكن اكتسابيا اخذته من بالكسب والتعلم كما يأخذ الناس علومهم وانما كان علمها من لدن الله تعالى، وهذا امر عظيم في حقها لا نجده في السيدة مريم (عليها السلام) ثالثا: المهام التي أوكلت للسيدة زينب (عليها السلام) عظيمة تخبرك عن عظيم شأنها ومن هذه المهام: 1- تكفلت بمهمة إعلامية عظيمة وهي بيان ظلامة اهل البيت (عليهم السلام) وان المقتول هو الامام الحسين (عليه السلام) واهل بيته وهم ذرية رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فان الناس يتصورون ان هؤلاء خوارج على خليفتهم والكثير لم يعرف ان هؤلاء هم ذرية رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) 2- فضح بني امية وما بدر منهم من ظلامات بحق اهل البيت (عليه السلام) وهذا واضح جدا لكل شخص ينظر نظرة خاطفة في كلامها بعد واقعة كربلاء. 3- الحفاظ على امام زمانها من ظلم الظالمين ففي اكثر من موقف دفعت عن الامام زين العابدين ظلامات بني امية وازلامهم فكانت سدا منيعا امامهم وهذه مهمة عظيمة انتخبت السماء السيدة زينب عليها السلام بان تكون الحامي للامام السجاد عليه السلام من ظلم بني امية. 4- حفظ العيال والأطفال ورعايتهم والاخذ بيدهم وتصبرهم وهي رغم جراحها العميقة كانت واقفة كالطود ترعى النساء وتحفظ الأطفال. واذكر احد النماذج الذي كانت بطلة بني هاشم كاللبوة المدافعة عن صغارها: ففي مجلس يزيد الطاغية عندما طلب أحد الأمراء منه فاطمة بنت علي - عليه السلام - وكانت وضيئة ، وقال : يا يزيد هب لي هذه الجارية فتعلقت بأختها زينب ، فدافعت زينب سلام الله عليها عنها ، وتوجهت إلى ذلك الشامي وقالت كذبت والله ولعنت ، ما ذاك لك ولا له . فغضب يزيد وقال : بل كذبت والله لو شئت لفعلته . قالت عليها السّلام : لا والله ما جعل الله ذلك لك إلا ان تخرج من ملتنا ، وتدين بغير ديننا . فغضب يزيد ثم قال : إياي تستقبلين بهذا ؟ إنما خرج من الدين أبوك وأخوك! ! فقالت عليها السّلام : بدين الله ودين أبي وأخي وجدي اهتديت أنت وجدك وأبوك . قال ( يزيد ) : كذبت يا عدوة الله . قالت : أمير يشتم ظالما ويقهر بسلطانه . فكأنه لعنه الله استحى فسكت ، فأعاد الشامي لعنه الله فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية فقال له : اعزب وهب الله لك حتفا قاضيا .)) فهذا الموقف وغيره يبين عظيم المهام التي أوكلت لهذه السيدة. 5- بعد كل ما جرى عليها في كربلاء والشام وبعد عودتها الى مدينة جدها (صلى الله عليه واله وسلم) فانها ما توانت ان تحرض الناس على يزيد وتطالبهم بالانقلاب على البلاط الاموي وعلى يزيد اخذا بثأر الامام الحسين (عليه السلام) فقد ذكر ارباب التواريخ انها كانت زينب بنت علي ـ وهي بالمدينة ـ تُؤلّبُ الناس على القيام بأخذ ثار الحسين . فلمّا قام عبد الله بن الزبير بمكّة ، وحَمَل الناس على الأخذ بثار الحسين ، وخلع يزيد ، بَلَغ ذلك أهل المدينة ، فخطبت فيهم زينب ، وصارت تؤلّبهم على القيام للأخذ بالثار ، فبَلَغَ ذلك عمرو بن سعيد ، فكتب إلى يزيد يُعلِمُه بالخبر . فكتب [يزيد] إليه : «أن فَرّق بينها وبينهم» فأمر أن يُنادى عليها بالخروج من المدينة والإقامة حيث تشاء . فهذه المهام تجعل منها داعية عظيمة الى الله تعالى فكانت شبيهة الأنبياء في الوعظ والإرشاد والنصح والهداية. رابعا: بلاغتها وفصاحتها وقد نقل لنا خطاباتها عليها السلام وما حملته من علم وبلاغة وفصاحة ودقة هل قيل انها تفرغ عن لسان ابيها لعظيم ما كانت تخطب به وما كان يلويها خوف من الطفاة ولا تخشى في الله أحدا فكانت سيفا بتارا ورعدا مدويا يصب على اذان الطغاة والظالمين والمقام لا يسع في ايراد خطبها وبيان عظيم كلامها (عليها السلام). فهذا كله وغيره يثبت عظيم مقام السيدة زينب (عليها السلام) وانها اعلى مقاما عند الله تعالى من مريم (عليها السلام). يبقى شيء ان القران ذكر ان السيدة مريم (عليه السلام) هي سيدة نساء العالمين وهو يدل على انها افضل. جوابه ان المنظور هو سيدة نساء عالمها لا انها سيدة نساء جميع البشر وهذا ما اثبته النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في ابنته فاطمة وذكر هذا التوجيه وهو يعني ان هذه الصفة التي أعطيت للسيدة مريم (عليه السلام) انما هي بلحاظ زمانها لا كل الازمان وبالتالي فهناك من هو افضل منها في الازمان اللاحقة. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

15