أبو علي ( 31 سنة ) - البحرين
منذ سنتين

حادثة اغتيال النبي

السلام عليكم أصحاب السماحة والفضيلة .. لو سمحتم أسأل متى وقعت حادثة محاولة اغتيال النبي (ص) المعروفة بحادثة جبل هرشى .. لأني سمعت خطيب يقول بعد العودة من تبوك وآخر يقول بعد حجة الوداع ومبايعة أمير المؤمنين (ع) في غدير خم .. وإذا ممكن أسماء هؤلاء النفر .. وشكراً لكم


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته اتفقت مصادرُ الشيعة والسنة التاريخيةُ والتفسيريةُ علی وقوع مؤامرة حدثت في عقبه في طريق تبوك إلی المدينة فسُمّيت مؤامرة العقبة. رغم اتفاق المصادر في وقوعها نری اختلافات في تفاصيلها لکن نستطيع أن نلخص القول بأن تآمر اثنی عشر أو خمسة عشر منافقاً من الصحابة علی قتل رسول الله وهم راجعين معه من غزوة تبوك - السنة الثامنة للهجرة - فاتفقوا علی أن يكمنوا ليلا في عقبةٍ في الطريق وينفروا بناقة الرسول حتی تسقط ويسقط معها ويطرحوه من تلك العقبة . فنزل جبرئيل علی الرسول وأخبره بالمؤامرة. فلما وصل إلی العقبة أمر الناس أن يسلكوا بطن الوادي (وحسب نقل آخر خيّرهم ليأخذ من يريد بطن الوادي لأنه أوسع وأسهل وأمرَ عمارا وحذيفة أن يسلكا معه العقبةَ. وسار رسول اللّه في العقبة، وعمار بن ياسر يقود ناقته وحذيفة بن اليمان يسوقها. فبينما رسول اللّه يسير في العقبة اذ سمع وقعَ حوافر رواحلهم، فأمر حذيفة أن يردّهم، فذهب حذيفة إليهم وجعل يضرب وجوه رواحلهم بمحجن في يده، فنزلوا من العقبة مُسرعين وخالطوا الناس ورجع حذيفة إلی رسول اللّه. فقال له النبيّ: «يا حذيفة! هل عرفت من القوم أحداً؟» قال: «يا رسول اللّه كان القوم متلثّمين ومِن ظلمة الليل فلم اُبصرهم ولكني عرفتُ بعض الرواحل». ثمّ سمّاهم رسولُ اللّه لحُذيفة وعمّار (وقيل سمّی لحذيفة فقط) وأمرَهما بالکتمان. فقال حذيفة: «ألا تبعث إليهم فتقتلهم؟!» فقال (صلى الله عليه وآله): «إني أكره أن يقول الناس إنّ محمّداً لما انقضت الحرب بينه وبين المشركين وضع يده في قتل أصحابه! (وروي بکلماتٍ اُخری: أكره أن يتحدث الناس ويقولوا إنّ محمدا وضع يده في أصحابه). فقیل: «يا رسول اللّه، فهؤلاء ليسوا بأصحاب!» قال رسول اللّه: «أليس يُظهرون شهادة أن لا إله إلاّ اللّه؟» قيل: «بلى، ولا شهادة لهم!»» قال: «أليس يُظهرون أنّي رسول اللّه؟» قيل: «بلى ولا شهادة لهم!» قال: «فقد نُهيت عن قتل اولئك». وقد ذکر أکثر مصادر أهل السنة هذه القضية شأن نزول محتمل لآية «همّوا بما لم ینالوا» (توبة/74). لكن هناك قضية مشابهةٌ أخری نقلتها بضعةٌ من مصادر الشيعة والتي حدثت – حسب المدّعی- السنةَ العاشرةَ بعد الإجتماع عند غدير «خم»، في طريق الرجوع إلی المدينة. وهي أنّ أربعة عشر نفراً من المنافقين من أصحابه (صلى الله عليه وآله) تآمروا على قتله فاتّفقوا على أن ينفّروا بالنبي ناقته، وقعدوا له في عقبة هَرْشى بين الجحفة والأبواء سبعة عن يمينها وسبعة عن يسارها ليُنفّروا بناقة رسول اللّه (صلى الله عليه وآله). فلما اقترب النبيُّ من عقبة هرشی ليلا أخبره جبرئيلُ ولما دنا رسولُ اللّه منهم ناداهم النبيُّ بأسمائهم، فلما سمعوا نداء رسول اللّه فرّوا ودخلوا في غمار الناس الذين أخذوا بطن الوادي. فلما نزل رسولُ اللّه من العقبة، جاؤوا إلى رسول اللّه فحلفوا أنّهم لم يهمّوا بشيء من رسول اللّه. فتلا النبيُّ هذه الآية: (يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ... ). وحسب نقل آخر لما نزل الرسولُ المنزلَ الآخر، وأراد المسير أتوه، فقال لهم: «فيم كنتم تتناجون في يومكم هذا؟» فقالوا: «يا رسول اللّه، ما التقينا غير وقتنا هذا!» فنظر النبي اليهم ملياً ثم قال لهم: (أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِل عَمَّا تَعْمَلُونَ). (البقرة / 140).

1