علي عبدالكاظم ( 25 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

الامام علي ع و الخضر ع

السلام عليكم نحن نعلم بأن الامام علي عليه السلام يعلم من سيقتله ولكن عندما سئل لماذا لاتقتله قبل ان يقتلك قال انه لم يرتكب الجريمه بعد ولا يمكن محاسبة الجاني قبل جنايته .. بينما الخضر عليه السلام عندما قتل الطفل وقال عندما سيكبر سيكون ابن غير جيد واهله من الناس الجيدين فمالفرق بين الحكمين لماذا الخضر قتل والطفل يرتكب الجريمه بعد والامام لا؟؟؟؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ملخص ما جاء في بعض التفاسير من قصة قتل الغلام هو أن موسى والخضر عليهما السلام انطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله الخضر، وقد تم ذلك بدون أي مقدمات! وهنا ثار موسى عليه السلام حيث لم يستطع السكوت على قتل طفل بدون أي سبب، وظهرت آثار الغضب على وجهه وملأ الحزن وعدم الرضا عينيه، ونسي وعده للخضر بالصبر، فقام للاعتراض فقال: أقتلت نفسا زكية بغير نفس؟ أي إنك قتلت انسانا بريئا من دون أن يرتكب جريمة قتل، لقد جئت شيئا نكرا. وكلمة (غلام) تعني الفتى الحَدَث، أي الصبي سواء أكان بالغا أم غير بالغ، وبين المفسرين ثمة كلام كثير عن الغلام المقتول وفيما إذا كان بالغا أم لا، فالبعض استدل بعبارة (نفسا زكية) على أن الفتى لم يكن بالغا والبعض الآخر اعتبر عبارة (بغير نفس) دليلا على أن الفتى كان بالغا، ذلك لأن القصاص يجوز بحق البالغ فقط، ولكن لا يمكن القطع في هذا المجال بالنسبة لنفس الآية. وقد أوضح الإمام الصادق عليه السلام تفصيل ما رد به الخضر على اعتراض موسى عليهما السلام، فقال: ((قال له الخضر: إن العقول لا تحكم على امر الله تعالى ذكره، بل أمر الله يحكم عليها، فسلّم لما ترى مني واصبر عليه، فقد كنتُ علمتُ أنك لن تستطيع معي صبرا)) الحديث. ومنه يتبين أن الاعتراض المذكور في السؤال هو لأجل عدم احتمال عقول اكثر الناس مثل هذا الأمر مثلما لم يحتمله موسى عليه السلام في بداية الامر، ولكن موسى قد سلّم لما ذكره الخضر عليه السلام من العلة التي لأجلها استحق الغلام أن يُقتل وهي قوله تعالى: (( وَأَمَّا الغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤمِنَينِ فَخَشِينَا أَن يُرهِقَهُمَا طُغيَانًا وَكُفرًا * فَأَرَدنَا أَن يُبدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيرًا مِنهُ زَكَاةً وَأَقرَبَ رُحمًا )) (الكهف:80-81)، ولكن هذا الجواب لم يكن مقنعا لدى من يجهل حكمة الباري تبارك وتعالى، فادعى أن قتل الغلام بالرغم من شقاوته وسببيته لإرهاق والديه المؤمنين بالطغيان والكفر مستقبلا لو قدّر الله له الحياة، يوجب الظلم على الله تعالى ويكون مخرجا له من عدالته، واستشهد لأجل ذلك بما يفتخر به الشيعة من عدالة امير المؤمنين عليه السلام متعجبا ومتصورا وجود مخالفة بين حكم الخضر طبقا للأمر الصادر إليه من الله تعالى وبين منهج امير المؤمنين عليه السلام، فحينئذ يكون القرآن بزعمه قد نسب إلى الله تعالى فعل الظلم نعوذ بالله. والحق في المسألة أن قتل الغلام لا يترتب عليه اي قدح في العدالة الإلهية بل هو عين العدل والإنصاف والفضل، فمن جهة إن الله تعالى يعلم أن الغلام سيكون شقيا وكافرا وسببا لإرهاق والديه واذيتهما، فقدم عقوبته رأفة بوالدية وتفضّل بأنه سيبدلهما بمن هو خير منه بعد قتله هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن حكومة الله تعالى لا تتقيد بزمان دون آخر فالأزمنة كلها عنده سواء، فالمعترض يقيس الله تعالى بالناس ويطلب من الله عز وجل ان يقدم له إفادة وتبرير بالسبب الذي لأجله قتل الغلام ويضع الله تبارك وتعالى في قفص الاتهام، مع أن الله قد ذكر ذلك السبب في القرآن الكريم ولولاه لم يعلم هذا المعترض تفاصيل هذه القصة، فالله عز وجل هو الذي خلق الغلام وابويه وخلق الناس جميعا، وهو لا يسئل عما يفعل وأن فعله يجري طبقا للحكمة والمصلحة والحق والعدل، وهكذا يتضح بأن ما فعله الخضر عليه السلام مع الغلام هو عين العدل والإنصاف.

3