Dentist🦷 ( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

العقل والقدر

سلام عليكم 😊👋 سؤالي هو// ماذا ورد من احاديث وروايات عندما خلق الله العقل و القدر وشكرا جزيلاً🪴


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته الاول : ما ورد من احاديث عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في تفسير القدر على النحو التالي: 1- عن الامام الرضا (عليه السلام) وقد سأله يونس عن معنى القدر والقضاء فقال: (هي الهندسة ووضع الحدود من البقاء والفناء, والقضاء هو الإبرام وإقامة العين) (الكافي:1 /158) . 2- عن يونس عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام): (قال: قلت: ما معنى قدر ؟ قال: تقدير الشيء من طوله وعرضه, قلت: فما معنى قضى؟ قال: إذا قضى أمضاه فذلك الذي لا مردّ له) (المحاسن:2449 . ثم إنّ كلاّ من القدر والقضاء على قسمين : عيني وعلمي. القسم الاول: القدر والقضاء العيني. وحاصل التقدير العيني أن الموجودات الإمكانية على صنفين : 1- موجود مجرد عن المادة والزمان والمكان كالملائكة والعقول والنفوس, فقدره هو ماهيته التي يتحدد بها وجوده. 2- موجود مادي خلق في إطار الزمان والمكان, فقدره عبارة عن جميع خصائصه الزمانية والمكانية والكيفية والكمية. وأما القضاء العيني, فهو عبارة عن الضرورة التي تحف وجود الشيء بتحقيق علته التامة بحيث يكون وجوده ضروريا مقطوعاً به من ناحية علته الوجودية. وعلى ذلك فكل مافي الكون لا يتحقق إلا بقدر وقضاء. أما القدر, فهو عبارة عن الخصوصيات الوجودية التي تبين مكانة وجود الشيء على صفحة الوجود, وأنّه من قبيل الجماد أو النبات أو الحيوان أو فوق ذلك, وأنه من الوجودات الزمانية, والمكانية الى غير ذلك من الخصوصيات التي تبيّن وضع الشيء وموضعه في عالم الوجود. وأما القضاء, فهو عبارة عن وصول الشيء حسب اجتماع أجزاء علته الى حد يكون وجوده ضروريا وعدمه ممتنعا, بحيث إذا نسب الى علته يوصف بأنّه ضروري الوجود. فلأجل ذلك استعير لبيان مقدار الشيء من الخصوصيات لفظ ( القدر ), ولتبين ضرورة وجوده وعدم إمكان تخلّفه, لفظ ( القضاء ) ولأجل ذلك فسرّ أئمة أهل البيت (عليهم السلام) القدر بالهندسة ووضع الحدود من البقاء والفناء, والقضاء بالإبرام وإقامة العين. القسم الثاني: القدر والقضاء العلمي. إذا كان التقدير والقضاء العينيان راجعين الى إطار وجود الشيء في الخارج مع اتصافه بالتقدير والضرورة, يكون المراد من التقدير والقضاء العلميين, علمه سبحانه بمقدار الشيء وضرورة وجوده في ظرف خاص. وبعبارة اخرى: ان التقدير العلمي هو علمه سبحانه بما تكون عليه الاشياء كلها من حدود وخصوصيات. والقضاء العلمي هو علمه سبحانه بحتمية وجود تلك الاشياء عن عللها ومبادئها. ولتوضيح القضاء العلمي وبيان عدم استلزامه وجود الجبر في الافعال الاختيارية للعبادة نقول: لا شك أن الله سبحانه كان عالما بكل ما يوجد في هذا الكون, كما أنه سبحانه كان عالماً قبل أن يخلق العالم بأفعال المجرمين وطاعة الطائعين هذا من جانب. ومن جانب آخر: إن علمه تعالى بالامور علم بالواقع والحقيقة وهو لا يتخلف عن الواقع قيد شعرة لسعة علمه تعالى بالاشياء (( قد أحاط بكلّ شيء علما )) (الطلاق:12). وعلى هذا الاساس ربّما يتصور أن تعلق علم الله تعالى بكل الاشياء يجعل الانسان مجبورا مضطرا متظاهرا بالحرية والاختيار, لأنه سبحانه إذا كان يعلم من الأزل, أن هذا الشخص سيرتكب الذنب الفلاني في الساعة المعينة, فبما أنّ العلم الإلهي لا يتخلف عن معلومه يجب ان يكون الشخص مصدرا لهذا الذنب, ولا يستطيع أن يتخلف عنه بأية قوة وقدرة, بل لا يستطيع أن يغير من كميته وكيفيته, إذ تخلفه نفس تخلف علم الله في الواقع, وصيرورة علمه جهلا تعالى الله عنه. والجواب عن ذلك: إنّ علمه سبحانه لم يتعلق بصدور أي اثر من مؤثره على أي وجه اتفق, وإنما تعلق علمه بصدور الآثار عن العلل مع الخصوصية الكامنة في نفس تلك العلل. فان كانت العلة شاعرة ومريدة ومختارة كالانسان, فقد تعلق علمه تعالى على صدور أفعالها منها بتلك الخصوصيات وانصباغ فعلها بصبغة الاختيار والحرية. فلو صدر فعل الانسان منه بهذه الكيفية, لكان علمه مطابقا للواقع غير متخلف عنه, وأما لو صدر فعله عنه في هذا المجال عن جبر واضطرار بلا علم وشعور, أو بلا اختيار وإرادة فعند ذلك يتخلف علمه عن الواقع. وبعبارة اخرى, إنّ الاعمال الصادرة من الانسان على قسمين: قسم يصدر منه بلا شعور ولا إرادة كأعمال الجهاز الدموي والجهاز المعوي وجهاز القلب، التي تتسم في أفعال الانسان بسمة الاعمال الاضطرارية غير الاختيارية. وقسم آخر يصدر منه عن إرادة واختيار, ويتسم بسمة الاعمال الاختيارية غير الاضطرارية كدراسته وكتابته وتجارته وزراعته. وعلى ما سبق من أن علم الله تعالى تعبير عن الواقع بما لا يتخلف عنه قيد شعرة, فتقع أعماله مورداً لتعلق علم الله بها على ماهي عليه من الخصائص والالوان. فتكون النتيجة أنه سبحانه يعلم من الأزل بصدور معين في لحظة معينة من انسان معيّن إما بالاضطرار والإكراه أو بالاختيار والحرية, وتعلق مثل هذا العلم لا ينتج الجبر, بل يلازم الاختيار, ولو صدر كل قسم على خلاف ما اتسم به لكان ذلك تخلفا عن الواقع. إذن الانسان مخيّر وليس بمسير، والقول باختيار الانسان لا يعارض الالتزام بالقضاء والقدر، نعم يعارض الاختيار إذا فسّرنا القضاء والقدر بمعنى ان جميع ما يصيب الانسان من خير أو شر الى الله تعالى دون أن يكون للانسان أي إرادة, فهذا ينفي العدل الالهي, لأن الانسان في مثل هذه الحالة يحاسب عن أعمال ليس له إرادة في فعلها أو تركها. بقيت هنا كلمة وهي: أن الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) فسرّ القضاء والقدر للشامي الذي سأله عنهما بالامر بالطاعة والنهي عن المعصية. وذلك عندما قال الرجل له: فما القضاء والقدر الذي ذكرته يا أمير المؤمنين. فقال (عليه السلام): (الامر بالطاعة والنهي عن المعصية والتمكين من فعل الحسنة وترك السيئة، والمعونة على القربة اليه والخذلان لمن عصاه والوعد والوعيد والترغيب والترهيب, كل ذلك قضاء الله في أفعالنا وقدره لأعمالنا, وأما غير ذلك فلا تظنه, فان الظن له محبط للأعمال). فقال الرجل: فرّجت عني يا أمير المؤمنين فرّج الله عنك. (بحار الانوار: 5 / 126 ـ ح74 ). الثاني : ما ورد من احاديث في العقل : قال الإمام علي ( عليه السلام ) : عقل المرء نظامه ، وأدبه قوامه ، وصدقه إمامه ، وشكره تمامه . غرر الحكم : 6335. 2- قال الإمام علي ( عليه السلام ) : من قعد به العقل قام به الجهل . غرر الحكم : 8701 . العقل أول ما خلق الله 3- قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن الله جل ثناؤه خلق العقل ، وهو أول خلق خلقه من الروحانيين عن يمين العرش من نوره . الخصال : 589 / 13. ما خلق منه العقل 4- قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله عز وجل خلق العقل من نور مخزون مكنون في سابق علمه التي لم يطلع عليه نبي مرسل ولا ملك مقرب . الخصال : 427 / 4 . 5- قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : خلق الله تعالى العقل من أربعة أشياء : من العلم ، والقدرة ، والنور ، والمشيئة بالأمر ، فجعله قائما بالعلم ، دائما في الملكوت. الإختصاص : 244 .

1