( 49 سنة ) - العراق
منذ سنتين

هل تأخر دفن النبي؟

السلام عليكم هل دفن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد ثلاثة أيام ام في ليلة وفاته؟ وان كان الجواب بعد ثلاث فما هو السبب؟ ولماذا تأخر الدفن؟!!


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحن في مذهب اهل البيت (عليهم السلام) نعتقد ان الدفن حصل في يوم الاثنين في نفس اليوم الذي مات فيه رسول الله (صلى الله عليه واله) حينما كان الصحابة مشغولين بالسقيفة لا في ليلة الأربعاء كما ذكرت عائشة ويدل على ذلك ويشهد له: أولاً: في كتاب الارشاد للشيخ المفيد 1/189 قال: ونزل علي بن أبي طالب عليه السلام القبر فكشف عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله ووضع خده على الأرض موجها إلى القبلة على يمينه، ثم وضع عليه اللبن وهال عليه التراب. وكان ذلك في يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة من هجرته وهو ابن ثلاث وستين سنة. ولم يحضر دفن رسول الله صلى الله عليه وآله أكثر الناس، لما جرى بين المهاجرين والأنصار من التشاجر في أمر الخلافة، وفات أكثرهم الصلاة عليه لذلك، وأصبحت فاطمة عليها السلام تنادي: (وأسوء صباحاه) فسمعها أبو بكر فقال لها: إن صباحك لصباح سوء. واغتنم القوم الفرصة لشغل علي بن أبي طالب برسول الله صلى الله عليه وآله وانقطاع بني هاشم عنهم بمصابهم برسول الله صلى الله عليه وآله، فتبادروا إلى ولاية الأمر واتفق لأبي بكر ما اتفق لاختلاف الأنصار فيما بينهم، وكراهة الطلقاء والمؤلفة قلوبهم من تأخر الأمر حتى يفرغ بنو هاشم، فيستقر الأمر مقره، فبايعوا أبا بكر لحضوره المكان، وكانت أسباب معروفة تيسر منها للقوم ما راموه، ليس هذا الكتاب موضع ذكرها فنشرح القول فيها على التفصيل. وقد جاءت الرواية: أنه لما تم لأبي بكر ما تم وبايعه من بايع، جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو يسوي قبر رسول الله صلى الله عليه وآله بمسحاة في يده فقال له: إن القوم قد بايعوا أبا بكر، ووقعت الخذلة في الأنصار لاختلافهم، وبدر الطلقاء بالعقد للرجل خوفا من إدراككم الأمر. فوضع طرف المسحاة في الأرض ويده عليها ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم (( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُم لَا يُفتَنُونَ * وَلَقَد فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبلِهِم فَلَيَعلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعلَمَنَّ الكَاذِبِينَ * أَم حَسِبَ الَّذِينَ يَعمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسبِقُونَا سَاءَ مَا يَحكُمُونَ )) (العنكبوت:1-4). ثانياً: روى المصنف لابن ابي شيبة ان ابا بكر وعمر لم يشهدا دفن النبي (صلى الله عليه واله). وقال ابن حجر في فتح الباري 3/201 في شرحه لحديث البخاري الذي يسأل فيه ابو بكر عن كيفية كفن رسول الله (صلى الله عليه واله) (ويحتمل ان يكون السؤال عن قدر الكفن على حقيقته لانه لم يحضر ذلك لاشتغاله بامر البيعة) فلو كان الدفن ليلة الأربعاء لما كان لابي بكر شغل عن حضور الدفن حيث تمت البيعة يوم الاثنين او الثلاثاء ثالثاً: في المناقب ال ابي طالب 1/206: وقال أبو جعفر (عليه السلام): قال الناس: كيف الصلاة عليه؟ فقال علي: ان رسول الله إمام حيا وميتا فدخل عليه عشرة فصلوا عليه يوم الاثنين وليلة الثلاثاء حتى الصباح ويوم الثلاثاء حتى صلى عليه الأقرباء والخواص ولم يحضر أهل السقيفة، وكان علي (عليه السلام) أنفذ إليهم بريدة وإنما تمت بيعتهم بعد دفنه. رابعاً: منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة لحبيب الله الهاشمي الخوئي ج 15 ص 121 قال: والصواب انه صلَّى اللَّه عليه وآله دفن في اليوم الذي قبض وهو رأى المحققين من علمائنا الاماميّة كما صرّح به عماد الدّين الطبري في كامل البهائي وتولى تجهيزه في ذلك اليوم أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام على ما مضى الكلام فيه مفصلا والقوم قد اشتغلوا عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله بأمر البيعة. وإذا انضم قول أبي جعفر الطبري وبويع أبو بكر يوم الاثنين في اليوم الذي قبض فيه النّبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله إلى قول المفيد في الارشاد وقد جاءت الرواية انه لما تم لأبي بكر ما تمّ وبايعه من بايع جاء رجل إلى أمير المؤمنين وهو يسوى قبر رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله بمسحاة في يده الحديث، ينتج ان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله دفن في اليوم الذي قبض. ونحن عندما نحتج على السنة بأنهم تركوا رسول الله ثلاثة ايام لانشغالهم بالسقيفة من باب الالزام لانهم رووا ذلك في كتبهم حيث يقولون انه دفن الاربعاء بعد الانتهاء من البيعة في السقيفة. واما ما هو معتمد عندنا ان عليا (عليها السلام) كان مشغولا بجهاز رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عندما كانت السقيفة منعقدة واجتماع السقيفة كان منعقدا يوم الاثنين / يوم وفاة النبي(صلى الله عليه واله وسلم).

2