السلام عليكم//هل صحيح الرواية ان الامام علي عليه السلام عندما بكى على العباس علية السلام عند ولاتة هل صحيح أن الامام علي عليه السلام قال(مالي وليزيد )؟؟
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم نعثر على هكذا روايه صحيحة السند في مصادرنا المعتبرة و انما الذي ورد كما في كتاب الطبراني - المعجم الكبير - باب الحاء - الحسين بن علي بن أبي طالب (ر)الجزء : ( 3 ) - ص : ( 120 )
هو : أن معاذ بن جبل أخبره ، قال : خرج علينا رسول الله (ص) متغير اللون ، فقال : أنا محمد ، أوتيت فواتح الكلام وخواتمه ، فأطيعوني ما دمت بين أظهركم ، فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب الله عز وجل ، أحلوا حلاله ، وحرموا حرامه ، أتتكم بالروح والراحة ، كتاب من الله سبق ، أتتكم فتن كقطع الليل المظلم ، كلما ذهب رسل جاء رسل ، تناسخت النبوة فصارت ملكا ، رحم الله من أخذها بحقها ، وخرج منها كما دخلها ، امسك يا معاذ وأحص ، قال : فلما بلغت خمسة ، قال : يزيد لا يبارك الله في يزيد ، ثم ذرفت عيناه (ص) ، ثم قال : نعي إلي حسين ، وأتيت بتربته ، وأخبرت بقاتله ، والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعوه الا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم ، وسلط عليهم شرارهم ، وألبسهم شيعا.
واما المنقول في ولادة العباس عليه السلام هو : كَانَ الْإمَامُ أَميرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُوسِعُ الْعَبَّاسَ تَقبيلاً، وَقَدِ اِحْتَلَّ عَوَاطِفَهُ وَقَلْبَهُ، وَيَقُولُ الْمُؤَرِّخُونَ: إِنَّهُ أَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ فَشَمَّرَ الْعَبَّاسُ عَنْ سَاعِدَيهِ، فَجَعَلَ الْإمَامُ يُقَبِّلُهُمَا، وَهُوَ غَارِقٌ فِي الْبُكَاءِ، فَبُهِرَتْ أَمُّ الْبَنينِ، وَرَاحَتْ تَقولُ لِلْإمَامِ:
« مَا يُبْكِيكَ؟»
فَأَجَابَهَا الْإمَامُ بِصَوْتٍ خَافِتٍ حَزِينِ النَّبْرَاتِ:
« نَظَرْتُ إِلَى هَذَيْنِ الْكَفَّيْنِ، وَتَذَكَّرَتُ مَا يَجْرِي عَلَيْهِمَا..
وَسَارَعَتْ أَمُّ الْبَنينِ بِلَهْفَةٍ قَائِلَة:
« مَاذَا يَجْرِي عَلَيْهِمَا»..
فَأَجَابَهَا الْإمَامُ بِنَبْرَاتٍ مَلِيئةٍ بِالْأُسَى وَالْحُزْنِ قَائِلًا:
إِنَّهُمَا يُقْطَعَانِ مِنَ الزَّنْدِ..
وَكَانَتْ هَذِهِ الْكَلِمَاتُ كَصَاعِقَةٍ عَلَى أَمِّ الْبَنينِ، فَقَدْ ذَابَ قَلْبُهَا، وَسَارَعَتْ وَهِي مَذْهُولَةٌ قَائِلَةً:
« لِمَاذَا يُقْطَعَانِ»..
وَأَخْبَرَهَا الْإمَامُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِأَنَّهُمَا إنّما يُقْطَعَانِ فِي نُصْرَةِ الْإِسْلَامِ وَالذَّبِّ عَنْ أَخِيهِ حَامِي شَرِيعَةِ اللهِ رَيْحَانَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ، فَأَجْهَشَتْ أَمُّ الْبَنيْنِ فِي الْبُكَاءِ، وَشَارَكَتْهَا مَنْ كَانَتْ مَعَهَا مِنَ النِّسَاءِ لَوْعَتَهَا وَحُزْنَهَا.
وَخَلَدَتْ أُمُّ الْبَنيْنِ إِلَى الصَّبْرِ، وَحَمَدَتِ اللهَ تَعَالَى فِي أَنْ يَكُونَ وَلَدُهَا فِدَاءًا لِسِبْطِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَرَيْحَانَتِهِ).