logo-img
السیاسات و الشروط
( 20 سنة ) - السعودية
منذ 3 سنوات

مؤمن ال فرعون

السلام عليكم ورحمه الله في سوره غافر ايه 28 لماذا قال الله سبحانه لمؤمن ال فرعون انه من ال فرعون مع علمنا بالقران انه يعني من يتبع منهجه؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته جاء في تفسير الأمثل ج ١٥ - الصفحة ٢٥٠-٢٥١: إن " مؤمن آل فرعون " هو رجل من قوم فرعون آمن بموسى (عليه السلام)، وظل يتكتم على إيمانه، ويعتبر نفسه مكلفا بالدفاع عنه (عليه السلام). لقد كان الرجل - كما يدل عليه السياق - ذكيا ولبقا، يقدر قيمة الوقت، ذا منطق قوي، حيث قام في اللحظات الحساسة بالدفاع عن موسى (عليه السلام) وإنقاذه من مؤامرة كانت تستهدف حياته. تتضمن الروايات الإسلامية وتفاسير المفسرين أوصافا أخرى لهذا الرجل . البعض مثلا يعتقد أنه كان ابن عم - أو ابن خالة - فرعون، ويستدل هذا الفريق على رأيه بعبارة (آل فرعون) إذ يرى أنها تطلق على الأقرباء، بالرغم من أنها تستخدم أيضا للأصدقاء والمقربين. والبعض قال: إنه أحد أنبياء بني إسرائيل كان يعرف اسم " حزبيل " أو " حزقيل " . فيما قال البعض الآخر: إنه خازن خزائن فرعون، والمسؤول عن الشؤون المالية . وينقل عن ابن عباس أنه قال: إن هناك ثلاثة رجال من بين الفراعنة آمنوا بموسى (عليه السلام)، وهم آل فرعون، وزوجة فرعون، والرجل الذي أخبر موسى قبل نبوته بتصميم الفراعنة على قتله، حينما أقدم موسى على قتل القبطي، ونصحه بالخروج من مصر بأسرع وقت: وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين (1). لكن القرائن تفيد أن ثمة مجموعة قد آمنت بموسى (عليه السلام) بعد مواجهة موسى مع السحرة، ويظهر من السياق أن قصة مؤمن آل فرعون كانت بعد حادثة السحرة. والبعض يحتمل أن الرجل كان من بني إسرائيل، لكنه كان يعيش بين الفراعنة ويعتمدون عليه، إلا أن هذا الاحتمال ضعيف جدا، ولا يتلاءم مع عبارة " آل فرعون " وأيضا نداء " يا قوم ". ولكن يبقى دوره مؤثرا في تأريخ موسى (عليه السلام) وبني إسرائيل حتى مع عدم وضوح كل خصوصيات حياته بالنسبة لنا. مؤمن آل فرعون " الذي كان من المقربين إلى فرعون، ولكنه اعتنق دعوة موسى التوحيدية من دون أن يفصح عن إيمانه الجديد هذا، وإنما تكتم عليه واعتبر نفسه. من موقعه في بلاط فرعون - مكلفا بحماية موسى (عليه السلام) من أي خطر يمكن أن يتهدد من فرعون أو من جلاوزته. فعندما شاهد أن حياة موسى في خطر بسبب غضب فرعون، بادر بأسلوبه المؤثر للقضاء على هذا المخطط. يقول تعالى: وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله. أتقتلوه في حين أنه: وقد جاءكم بالبينات من ربكم. هل فيكم من يستطيع أن ينكر معاجزه، مثل معجزة العصا واليد البيضاء؟ ألم تشاهدوا بأعينكم انتصاره على السحرة، بحيث أن جميعهم استسلموا له وأذعنوا لعقيدته عن قناعة تامة، ولم يرضخوا لا لتهديدات فرعون ووعيده، ولا لإغراءاته وأمنياته، بل استرخصوا الأرواح في سبيل الحق، في سبيل دعوة موسى، وإله موسى ... المزید هل يمكن أن نسمي مثل هذا الشخص بالساحر؟ فكروا جيدا، لا تقوموا بعمل عجول، تحسبوا لعواقب الأمور وإلا فالندم حليفكم. ثم إن للقضية بعد ذلك جانبين: وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم.

2