وجدي الشريفي ( 43 سنة ) - العراق
منذ سنتين

بحث في القران

السلام عليكم حينما قال الله سبحانة وتعالى في محكم كتابة الكريم للملائكة اسجدوا لادم فاسجدوا الى ابليس ابى واستكبر هنا نبينا ادم ع يعرف ان ابليس لايتمنى الخير لادم لمكانته وقربه الى الله لماذا صدق ابانا ادم ع ابليس واكل الفاكهه


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أمر الله آدم وزوجه أن يسكنا الجنة ﴿ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾. يستفاد من آيات القرآن أن آدم خلق للعيش على هذه الأرض لكن الله شاء أن يسكنه قبل ذلك الجنة، وهي روضة خضراء موفورة النعمة في هذا العالم، وخالية من كل ما يزعج آدم. لعل مرحلة مكوث آدم في الجنة كانت مرحلة تحضيرية لعدم ممارسة آدم للحياة على الأرض وصعوبة تحمل المشاكل الدنيوية بدون مقدمة، ومن أجل تأهيل آدم لتحمل مسؤوليات المستقبل، ولتفهيمه أهمية حمل هذه المسؤوليات والتكاليف الإلهية في تحقيق سعادته، ولإعطائه صورة عن الشقاء الذي يستتبع إهمال هذه التكاليف، ولتنبيهه بالمحظورات التي سيواجهها على ظهر الأرض. وكان من الضروري أيضا أن يعلم آدم بإمكان العودة إلى الله بعد المعصية. فمعصية الله ? لا تسد إلى الابد ? أبواب السعادة أمامه، بل يستطيع أن يرجع ويعاهد الله أن لا يعود لمثلها، وعند ذاك يعود إلى النعم الإلهية. ينبغي أن ينضج آدم (ع) في هذا الجوّ إلى حد معين، وأن يعرف أصدقاءه وأعداءه، ويتعلم كيف يعيش على ظهر الأرض. نعم، كانت هذه مجموعة من التعاليم الضرورية التي تؤهله للحياى على ظهر الأرض. كانت هذه مقدمات تأهيلية يحتاجها آدم وأبناء آدم في حياتهم الجديدة. ولعل الفترة التي قضاها آدم في الجنة أن ينهض بمسئولية الخلافة على الأرض كانت تدريبية أو تمرينية. وهنا رآى " آدم" نفسه أمام أمر إلهي يقضي بعدم الإقتراب من الشجرة، كن الشيطان أبى إلا أن ينفذ بقسمه في إغواء آدم وذريته، فطفق يوسوس لآدم ووعده وزوجه. وللوصول إلى هذا الهدف رأى أن أفضل طريق هو أن يستغل حب الإنسان ورغبته الذاتية في التكامل والرقي والحياة الخالدة، وليوفّر لهما عذرا يعتذران ويتوسلان به لتبرير مخالفتهما لأمر الله ونهيه، ولهذا قال لآدم وزوجته: ﴿ وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴾. وبهذه الطريقة صور الأمر الإلهي في نظرهما بشكل آخر، وصور المسألة وكأن الأكل من " الشجرة الممنوعة" ليس غير مضر فحسب، بل يورث عمرا خالدا أو نيل درجة الملائكة. والشاهد على هذا الكلام هو العبارة التي قالها إبليس ﴿ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى ﴾. فقد جاء في رواية عن الإمام الصادق (ع)، وعن الإمام علي بن موسى الرضا (ع): فجاء إبليس فقال: " إنكما إن أكلتما من هذه الشجرة التي نهاكما الله عنها صرتما ملكين، وبقيتما في الجنة أبدا، وإن لم تأكلا منها أخرجكما اببه من الجنة". ولما سمع آدم هذا الكلام غرق في التفكير، ولكن الشيطان ? من أجل أن يحكم قبضته ويعمق وسوسته في روح آدم وحواء ? توسل بالإيمان المغلظة للتدليل على أن يريد لهما الخير؟ ﴿ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾. لم يكن آدم يملك تجربة كافية عن الحياة، ولم يكن قد وقع في حبائل الشيطان وخدعه بعد، ولم يعرف بكذبه وتضليله قبل هذا، كما إنه لم يكن في مقدوره أن يصدّق بأن يأتي بمثل هذه الإيمان المغلظة كذبا، وينشر مثل هذا الحبائل والشباكعلى طريقه. ولهذا وقع في حبال الشيطان، وانخدع بوسوسته في المآل، ونزل بحبل خداعه المهترىء في بئر الوساوس الشيطانية للحصول على ماء الحياة الخالدة والملك الذي لا يبلى، ولكتّه ليس فقط لم يظفر بماء الحياة كما ظن، بلسقطفي ورطة المخالفة والعصيان للأوامر الإلهية، كما يعبر القرآن عن ذلك ويلخصه في عبارة موجزة إذ يقول: ﴿ فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ ﴾. مع إن آدم ? نظرا لسابقة عداء الشيطان له، ومع علمه بحكم الله ورحمته الواسعة، ومحبته ولطفه ? كان من اللازم أن يبدد كل الوساوس ويقاومها، ولا يسلم للشيطان، إلا إنه قد وقع ما وقع على كل حال. إن آدم «عليه السلام» حين نهاه الله سبحانه عن الأكل من الشجرة، قد عرف من خلال ذلك وجود مضرة من أكلها يصعب عليه تحملها، لكن إبليس قال له: إن هذا الضرر وإن كان صعباً، ولكن لو تحملت ذلك الضرر فثمة نفع عظيم ستحصل عليه وهو الخلود. وليس من حق آدم أن يكذّب أحداً لم تظهر له دلائل كذبه، فكان من الطبيعي أن يقبل آدم منه ما أخبره به، ورضي أن يتحمل هذه الصعوبة البالغة من أجل ذلك النفع، وكانت له الحرية في أن يقرر ويختار هذا النفع في مقابل ذلك الضرر، وتلك الصعوبة البالغة، أو لا يختار ذلك. وهذا كما لو أخبرك طبيب بأن جلوسك في الشمس قد يتسبب لك بآلامٍ حادة في الرأس، ولكنه سيضفي أثراً جمالياً على لون البشرة، أو يشفيك من مرض جلدي معين.

2