يوجد خلاف بين مذهب الشاعر، فهناك من يرى أن له نزعة إسماعيلية وقرمطية ويستند إلى بعض أشعاره التي تتضمن بعض معتقداته ويروي الخطيب البغدادي، فيقول: إن أبا الطيب في بدايته لما خرج إلى بني كلب، وأقام فيهم ادعى أنه علوي حسني.
أما صاحب أعيان الشيعة فيذهب إلى أن المتنبي كان شيعياً، ويذكر لذلك دلائل، وهي:
إنه من أهل الكوفة الذين عرفوا بالتشيع، وغلب عليهم هذا المذهب.
إن قبيلة جعفي التي ينتسب إليها المتنبي وأبوه معروفة بالتشيع ففيها من رجال الشيعة جابر الجعفي من أصحاب الباقر والصادق (ع) والمفضل بن عمر الجعفي من أصحاب الصادق (ع) وولده محمد بن المفضل بن عمر من أصحاب الكاظم (ع) وعمرو بن شمر الجعفي من أصحاب الصادق (ع)، ونقلت جريدة القبس في عدد 1108 عن ماسينيون المستشرق الإفرنسي أنه جعل من جملة الأدلة على تشيع المتنبي ان قبيلة جعفي التي ينتسب إليها عيدان السقا والد المتنبي عرفت بصبغتها الشيعية، وعدا ذلك فقد أنجبت هذه القبيلة أربعة من رؤساء الشيعة وهم جابر ومفضل وولده محمد وعمر بن الفرات، وإن كان الأخير من أصحاب الرضا (ع) لكن ليس هناك أحد وصفه بالجعفي.
إن محلة كندة التي ولد فيها أبو الطيب هي محلة عرف أهلها بالتشيع، وهذا أيضا مما جعله ماسينيون من أدلة تشيعه، وأن الشاعر منسوب إلى المحلة لا إلى القبيلة لكن الظاهر أن تسمية تلك المحلة بكندة لسكنى قبيلة كنده بها، وكندة أيضا معروفة بالتشيع، ومنها حجر بن عدي الكندي الصحابي وقيس بن فهدان الكندي الشاعر الشيعي المشهور وغيرهما.
ان والدة المتنبي همدانية صحيحة النسب من الكوفيات الصالحات، وتشيع قبيلة همدان أشهر من نار على علم حتى وينقل قال فيها أمير المؤمنين علي (ع).
فلو كنت بوابا على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
ما جاء في أشعاره فقد سمعت ما رواه صاحب نسمة السحر عن والده أن للمتنبي عدة قصائد في مدح أمير المؤمنين علي (ع) أسماها العلويات حذفت من ديوانه، وسواء صحت هذه الرواية أم لم تصح ففيما نقل من شعره في هذا المعنى كفاية.
ويؤيد هذا الأخير أن القاضي نور الله استظهر تشيعه في مجالس المؤمنين، وذكره السيد يوسف بن يحيى الحسني اليماني في كتابه نسمة السحر بـ"ذكر من تشيع وشعر وحكى" فيه الجزم بتشيعه عن والده السيد يحيى، فقال: أخبرني القاضي العلامة أبو محمد أحمد بن ناصر بن محمد بن عبد الحق عن والدي رحمه الله أن أبا الطيب كان يتحقق بولاء أمير المؤمنين علي (ع) تحققا شديداً، وإن له فيه عدة قصائد سماها العلويات، وإنما حذفت من أكثر نسخ ديوانه لشدة التعصبات في المذاهب.
ولد بالكوفة في محلة كندة سنة 303 للهجرة. وعليه فلم يلتقي بأحد الأئمة (ع) لأن زمن ولادته متأخر عن زمنهم (ع).